استكملت سوريا تسليم القوائم الخاصة بترسانتها الكيماوية بينما انتهت أمس المهلة التي حدد اتفاق جنيف بين الأمريكيين والروس لتفكيك أسلحتها الكيماوية, وذلك وفقا لما أعلنته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وأكدت المنظمة التي يوجد مقرها في لاهاي بهولندا, في بيان لها أمس أنها تسلمت القوائم المرتقبة من الحكومة السورية بخصوص برنامجها للأسلحة الكيماوية. وأضافت أن أمانتها الفنية تقوم حاليا بدراسة المعلومات التي تلقتها, وقد بدأت المنظمة أمس دراسة وثيقة أولية قدمتها سوريا حول ترسانتها الكيماوية, وذلك بالتزامن مع مشاورات دبلوماسية مكثفة تهدف الي اعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول نزع الأسلحة الكيماوية لدي النظام السوري, ويعد تسليم هذه الوثيقة إشارة أولي علي تعاون النظام السوري الذي وافق علي اتفاق جنيف بين الأمريكيين والروس حول تفكيك ترسانته الكيميائية الذي أعلن أخيرا, لكن اعتماد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية لا يزال يتعثر حول طبيعة الإجراءات الملزمة التي يفترض أن ترافق هذه العملية. وقد قررت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية تأجيل اجتماع رسمي كان مقررا اليوم لمناقشة برنامج التخلص من الاسلحة الكيميائية السوري وطلب انضمام سوريا إلي المعاهدة الموقعة عام1993 حول حظر انتشار الأسلحة الكيماوية إلي أجل غير مسمي, وذلك بسبب أن النص الذي كان يفترض أن يستخدم قاعدة عمل للاجتماع ليس جاهزا بعد ولا يزال موضع مشاورات بين الأمريكيين والروس. وعلي الصعيد السياسي, توجه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أمس إلي نيويورك علي رأس وفد للمشاركة في فعاليات الدورة رقم68 للجمعية العامة للأمم المتحدة, ومن المقرر أن ينضم الوفد للدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة الذي سبقهم للولايات المتحدة قبل ثلاثة أيام, وصرح بن حلي قبيل مغادرته مطار القاهرة الدولي بأن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا غدا علي هامش اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك للتنسيق والتباحث بشأن القضايا العربية المطروحة علي الاجتماعات وعلي رأسها الأزمة السورية وعملية السلام, مشيرا إلي ضرورة الاستفادة من المناخ الذي وفره الاتفاق بين موسكووواشنطن بشأن نزع الأسلحة الكيماوية السورية, للتحرك في إطار الأممالمتحدة خلال فعاليات الدورة الجديدة لجمعيتها العامة التي ستبدأ خلال ساعات باتجاه عقد مؤتمر جنيف2 من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية والتي ستكون مطروحة خلال فعاليات الجمعية العامة. وقال بن حلي إن الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه كل من روسيا الاتحادية والولاياتالمتحدةالأمريكية والخاص بنزع الأسلحة الكيماوية في سورية فتح ربما لأول مرة هامشا مهما لتكون هناك مرحلة أخري, يتم البناء عليها وصولا لبلورة حل للأزمة السورية بالوسائل السلمية ووقف الحرب المدمرة التي طالت بتداعياتها السلبية الشعب ومقومات الدولة وهذه الانفراجة التي فتحها هذا الاتفاق والتي مازال هامشها ضيقا لابد من توسيعها, وطالب بضرورة عدم التركيز فقط في المستقبل علي موضوع الأسلحة الكيماوية وتجاهل بقية الجوانب الأخري للأزمة والتي تعتبر في غاية الأهمية وينبغي الاستفادة من هذا المناخ التوافقي بين روسياوالولاياتالمتحدة والعودة- إلي حد ما- إلي نوع من التفاهم بين الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن للانطلاق وبسرعة إلي عقد مؤتمر جنيف2 والذي يعتبر إلاطار المناسب لحل الأزمة السورية. وفي تطور لافت أفادت قناة روسيا اليوم الاخبارية بأن الكرملين أكد أن موسكو قد تغير موقفها حيال سوريا في حال ادراكها أن الرئيس السوري بشار الأسد يخادع ولم تذكر القناة مزيدا من التفاصيل. وفي غضون ذلك أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض اقتراح ايران تسهيل حوار بين مسلحي المعارضة والنظام السوري معتبرا انه يفتقد الي المصداقية, موضحا في بيان أمس أن هذا الاقتراع الذي جاء علي لسان رئيسها يدعو للسخرية, وشكك الائتلاف في قدرة إيران علي المساعدة في تسهيل الحوار ورأي انها جزء من المشكلة, وقال في بيانه من الأجدي للقيادة الإيرانية أن تسحب خبراءها العسكريين ومقاتليها المتطرفين من أرض سورية قبل أن تبادر لطرح المبادرات والتسهيلات أمام الأطراف المعنية وفي سياق متصل يبدأ رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا زيارة اليوم الي الولاياتالمتحدةالأمريكية علي رأس وفد من الائتلاف يستهلها بلقاء وزير الخارجية جون كيري, وقال مصدر سياسي في الائتلاف أمس إن الجربا سوف يطالب خلال مباحثاته مع مسئولين أمريكيين في واشنطن ومسئولين دوليين في نيويورك بتدخل دولي عسكري ضد نظام بشار الأسد حسب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وميدانيا, قتل15 شخصا بالرصاص والسلاح الأبيض وأصيب10 آخرون في عملية نفذها الجيش السوري وميليشيات موالية للنظام في قرية سنية بوسط سوريا أمس, وذلك وفقا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان, كما أعلن ناشطون سوريون مقتل أكثر من40 جنديا من قوات النظام في اشتباكات مع الجيش السوري الحر في كرناز بريف حماة.