بعد نكسة1967, نصح الشيخ محمد الغزالي رحمه الله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر, بضرورة زراعة سيناء بالبشر والحجر, حتي تضمن تأمينها مستقبلا, ولم يتم الأخذ بنصيحته. وعقب تحريرها عام 1973, نصح الخبراء المرحوم أنور السادات ببناء الإنسان المصري اجتماعيا ونفسيا من خلال دراسات علمية, قبل تعمير سيناء ومدن القناة, لكنه لم يستجب. وفي عهد مبارك, خصصوا جهازا لتنمية سيناء, ومشروعا لتوطين3 ملايين نسمة هناك, ومرت السنوات ومازال المشروع مكتوبا علي الأوراق فقط! وعندما وصل الإخوان إلي الحكم, وجدوا في سيناء المأوي لتوطين أنصارهم, من الجماعات الجهادية, والتنظيمات التكفيرية, فتوسعوا في الإفراج عن المعتقلين سياسيا, وعطلوا العمليات العسكرية, لمطاردة الإرهاب, حتي كشف عن وجهه الأسود, بعد عزل الرئيس مرسي, والربط بين عودته وتوقف العمليات الإرهابية. وهنا لم يكن أمام الجيش خيار من شن الحرب علي الإرهاب, رغم ما يتعرض له من استنزاف. وعلي غرار إهمال سيناء, تركنا عشوائيات المحافظات تنمو بلا رعاية, فتحولت إلي مفارخ صالحة لرعاية الإجرام, حتي أصبحنا نسمع عن كحك في الفيوم, وديروط في أسيوط, والنخيلة بسوهاج, ودلجا في المنيا, وكرداسة بالجيزة, وغيرها من تلك المناطق التي اختارت لنفسها خطابا دينيا موجها, ونظاما تعليميا خاطئا, بالإضافة إلي الفقر والجهل والمرض التي تفشت في تلك القري, بعد أن تركنا أهلها يتكسبون من أنشطة ممنوعة, كتجارة المخدرات, أو تهريب الآثار, تحت سمع الدولة وبصرها. واليوم.. بعد أن نجحت الدولة في توجيه ضربات موجعة للإرهاب, فإن السؤال: إلي متي الاعتماد علي الحل الأمني فقط بعيدا عن تحسين الأحوال المعيشية, وتعديل الخطاب الديني, وإصلاح المسار التعليمي, مع الارتقاء بمستوي الخدمات في تلك المناطق؟ وإلا فسوف يتأكد لدينا جميعا أن الإرهاب صناعة محلية. لمزيد من مقالات عبد العظيم الباسل