يقول العالم توماس آديسون مخترع المصباح الكهربائي النوم أكبر مضيعة للوقت فقد كان يؤمن أن الانسان يمكن أن يستفيد من وقته أكثر دون نوم! إلا أن العلم الحديث له رأي مختلف تماما خاصة بعد أن اثبتت الأبحاث العلمية أن قلة ساعات النوم, خاصة أثناء الليل, يمكن أن تحول حياتك الي جحيم حقيقي. يحتاج الانسان البالغ الي7 ساعات نوم علي الأقل كل ليلة, أما الطفل فيحتاج الي16 ساعة, في حين أن المسنين يكفيهم ستة ساعات فقط. وهذا معناه كما يؤكد طبيب الاعصاب البريطاني راسل فوستر أن الشخص البالغ من العمر90 سنة سيكون قد أمضي32 سنة من عمره نائما! ولكن هذا غالبا لا يحدث في ظل ظروف الحياة العصرية المليئة بالأعباء والتوتر. والنقص في ساعات النوم يؤدي الي اضرار صحية كبيرة ويضعف جهاز المناعة بحيث يكون الشخص أكثر عرضة للاصابة بأمراض السرطان والقلب الي جانب الأمراض النفسية والعصبية. كما أن عدم الحصول علي راحة كافية يؤثر سلبا علي الانتاج في العمل لأن قدرة الشخص علي التركيز الذهني تقل وتكثر الاخطاء ولا يكون قادرا علي حل المشاكل. ويحذر فوستر من عدم حصول الأطفال علي قسط كاف من النوم خاصة مع سهرهم لساعات متأخرة ليلا واستيقاظهم مبكرا للذهاب للمدارس, ويقترح أن يبدأ اليوم الدراسي في العاشرة صباحا بدلا من الثامنة مع مساعدتهم علي النوم في ساعة مبكرة حتي يحصلوا علي القدر الذي يحتاجون اليه فعليا من النوم. اما الأشخاص الذين يعملون ليلا فهم أكثر عرضة للاصابة بالعديد من الأمراض لأن ساعات النوم بالنهار لا تعوض فوائد النوم ليلا, وينصح هؤلاء بمحاولة التقليل من المخاطر بتناول وجبات غذائية خفيفة وسهلة الهضم وتجنب الدهون والسكريات. ويعرب العالم البريطاني عن أسفه من أن يعاني إنسان هذا العصر الذي يشهد قدرا كبيرا من التقدم العلمي قلة الوعي بأهمية النوم والراحة للذهن والجسم, مؤكدا انه لا يوجد تقدم لأي مجتمع حتي يحصل أفراده علي ما يحتاجون اليه من ساعات النوم!