علي الرغم من تأكيدات المسئولين بالحكومة ووزارة الدولة لشئون البيئة عدم حرق قش الارز والاستفادة به في تصنيع اعلاف الماشية واعلان الوزارة عن شرائه من الفلاحين بواقع80 جنيها للطن حفاظا علي البيئة من التلوث.. فإن ظاهرة السحابة السوداء السنوية بدأت تغزو سماء الدقهلية خاصة مدينة المنصورة عاصمة المحافظة خلال الايام الماضية بسبب قيام العديد من الفلاحين بالحرق المكشوف لقش الارز الناتج من اراضيهم.. وإذا علمنا ان الدقهلية زرعت هذا العام اكثر من422 الف فدان بالارز تنتج نحو مليون و100 الف طن فإن ذلك يظهر حجم الكارثة في الايام المقبلة حيث أن إمكانات الشركات العاملة في مجالات تجميع ونقل وتدوير المخلفات الزراعية من خلال مراكز التجميع المنتشرة بعدد من مراكز المحافظة لا تزال محدودة. أكد نسيم شوقي البلاسي نقيب الفلاحين بالدقهلية ان جهود مديرية الزراعة بالتعاون مع فرع جهاز شئون البيئة وإدارة البيئة بالمحافظة في توعية المزارعين بعدم حرق القش والاستفادة به قد ادت الي خفض عمليات الحرق بالمقارنة بالسنوات السابقة.. وطالب البلاسي المسئولين بالدولة بضرورة زيادة سعر طن قش الارز الي اكثر من200 جنيه بدلا من80 جنيها لتشجيع الفلاحين علي عدم حرقه بالإضافة الي زيادة عدد المكابس الآلية التي تستخدم في كبس القش وتوفير اعداد كبيرة من الشون الارضية لإمكان تشوين المخلفات الزراعية خاصة قش الارز.. وقال البلاسي ان أهالي مراكز شمال المحافظة يدركون قيمة قش الارز وما له من عائد اقتصادي حيث يستخدمونه كاعلاف للماشية ولا يلجأون إلي حرقه. فيما أكد الدكتور هشام محمد ربيع رئيس الإدارة المركزية لاقليم شرق الدلتا لجهاز شئون البيئة بالمنصورة ان الدولة ممثلة في وزارة البيئة وجهاز شئون البيئة بالتعاون مع وزارة الزراعة وإدارة شئون البيئة وإدارة الحماية المدنية بالمحافظة تبذل جهودا كبيرة للقضاء علي ظاهرة حرق قش الارز السنوية من خلال توعية الفلاحين باهمية المخلفات الزراعية علي المستوي الاقتصادي وشن حملات توعية من خلال المساجد خاصة في خطبة الجمعة وتشكيل غرفة طوارئ علي مدار النهار والليل للسيطرة علي الحرائق بزراعات الارز وإخمادها إلا أن الامكانات لاتزال محدودة للقضاء نهائيا علي هذه الظاهرة.