في مؤتمر قمة رؤساء بلدان مجموعة شنغهاي واصل الرئيس فلاديمير بوتين تطوير' هجومه السلمي' لنزع فتيل الحرب والتحول بالقضايا الخلافية ومنها ملف البرنامج النووي الايراني الي مسار التسوية السياسية. فخلال لقاء بوتين علي هامش هذه القمة مع الرئيس الإيراني حسن روحاني طلب منه روحاني طرح مبادرة علي غرار المبادرة الروسية حول الشأن السوري, لتسوية المشكلة الايرانية وتحسين علاقات بلاده مع الدول الغربية الرئيس الروسي أكد تمسك بلاده بالثوابت التي طالما أعلنها سبيلا الي حل كل القضايا الخلافية الدولية من خلال اعلاء دور الاممالمتحدة وبعيدا عن محاولات انفراد قوة بعينها بالقرار الدولي من اجل بناء عالم متعدد الاقطاب. من هذا المنظور جرت اعمال قمة شنغهاي التي تضم روسيا والصين وبلدان آسيا الوسطي قيرغيزيا وقزخستان وأوزبكستان وطاجيكستان بمشاركة الدول الاعضاء المراقبين وهي ايران والهند وباكستان ومنغوليا. وعلي الرغم من اهمية وحيوية ما ناقشته هذه القمة من قضايا اقتصادية بما فيها ما يتعلق بالتعاون والعلاقات بين البلدان الاعضاء, تعلقت الانظار بما يمكن ان يسفر عنه اول لقاء يعقده الرئيس الروسي مع الرئيس الايراني الجديد والمدي الذي يمكن ان يذهب اليه الزعيمان لدي التطرق للقضية السورية علي ضوء التطورات الاخيرة وما طرحته موسكو من اقتراحات حول تصفية الاسلحة الكيماوية السورية والتحول بالازمة الراهنة الي مجري' مؤتمر جنيف-2' سعيا وراء التسوية السياسية. ونقلت وكالة انباء' انترفاكس' عن روحاني تأييده للجهود التي بذلتها موسكو لابعاد الضربة العسكرية عن سوريا, وترحيبه بقرار انضمامها الي معاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيماوية الي جانب تأكيده لضرورة العمل من اجل التخلص من كل اسلحة الدمار الشامل في اشارة غير مباشرة الي ما تملكه اسرائيل من اسلحة نووية. وكانت المصادر الرسمية للقمة كشفت عن اتفاق كل المشاركين حول تقدير المبادرة الروسية واعتبارها' تحمل طوق النجاة لكل من حاول جر المنطقة الي شفا حرب', وموافقتهم الرأي مع الرئيس الروسي حول ان الضربة العسكرية يمكن ان تفضي الي اندلاع موجة جديدة من الارهاب قد تشمل الكثير من البلدان المجاورة, وهو ما قد يفسر ما اعرب عنه الرئيس الايراني من رغبة في تدخل بوتين بمبادرة مماثلة للخروج بملف البرنامج الايراني الي مجري التسوية السلمية في اطار ما وصفه ب'المعايير الدولية', وهو ما فهمه المراقبون بانها' التسوية التي تحفظ لايران حقها في تنفيذ برنامجها النووي السلمي, بما في ذلك حقها في تخصيب اليورانيوم وبما يمكن ان يكون مقدمة لعلاقات افضل مع الدول الغربية'. ونقلت وكالة انباء' ايران نيوز' الناطقة بالروسية عن روحاني قوله:'ان روسيا قامت في السابق بخطوات هامة في هذا المجال وانه توجد في الوقت الراهن فرصة ممتازة لقيام روسيا خطوات جديدة', في اشارة غير مباشرة الي طلب التدخل من جانب القيادة السياسية الروسية في اسرع وقت ممكن لحل ازمة ايران مع الغرب في اطار المعايير الدولية وبما يتفق مع ثوابت السياسة الروسية. وكان روحاني أكد ايضا اهتمام حكومته بتوسيع وتطوير العلاقات الإيرانية الروسية, وهو ما رد عليه بوتين بقوله' إن التعاون بين البلدين كبير جدا وسيظل كذلك دون شك'. ولم تكشف المصادر عما اذا كان الجانبان تطرقا الي مشكلة امداد طهران بصواريخ' اس-300' التي كان احتدم الجدل حولها بسبب تراجع موسكو عن تنفيذ ما وقعته من اتفاقيات بهذا الشان, ما جعل ايران تتقدم بطلب سدادها لغرامة مالية قدرتها بأربعة مليارات دولار. وكان يوري أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للشئون الخارجية استبق لقاء الرئيسين بإعرابه عن أمله في أن يتمكن الجانبان من تسوية هذه المشكلة علي ضوء ما طرحته موسكو من اقتراحات بهذا الشأن, دون الاشارة الي جوهر هذه المقترحات ومنها ما سبق واشارت اليه صحيفة' كوميرسانت' الروسية حول تعويضها بمنظومات صاروخية اخري. غير ان الكرملين سرعان ما دحض هذه المعلومات من خلال ما اعلنه دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي للرئيس بوتين حول هذا الشأن, فضلا عن نفيه لكل ما نشرته الصحيفة الروسية حول مناقشة الرئيسين في معرض تناولهما لجوانب التعاون الاقتصدي والتجاري بين البلدين, المسائل المتعلقة بمساهمة روسيا في بناء المفاعل النووي الثاني لمحطة بوشهر.