واصلت الدول الغربية جهودها الدبلوماسية أمس لاستصدار قرار شديد اللهجة من مجلس الأمن حول تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية, غداة صدور تقرير المفتشين الدوليين حول مجزرة الغوطة. وأكدت واشنطن وباريس ولندن بصوت واحد أن تقرير الاممالمتحدة لا يترك مجالا لأي شك في مسئولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالغة الوضوح في الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي أوقع مئات القتلي. وصرح لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي بأن الوثيقة ذات مضمون فادح, بينما بقيت موسكو تعارض صدور قرار عن الأممالمتحدة يهدد النظام السوري مشروع قرار قوي وملزم تدعو اليه باريس لنزع أسلحة سوريا الكيميائية. وأعلن البيت الأبيض أن تقرير الأممالمتحدة حول الهجوم الكيماوي الذي وقع الشهر الماضي في سوريا يثبت أن نظام الأسد مسئول عنه. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني أن المعلومات في هذا التقرير التي تتحدث عن إطلاق غاز السارين بواسطة صواريخ أرض أرض وحده النظام السوري يملكها, تظهر بوضوح من هو المسئول عن هذا الهجوم. كما أكدت مندوبة واشنطن الدائمة لدي الأممالمتحدة السفيرة سامثا باور أن التفاصيل التقنية والفنية لتقرير المفتشين تشير بوضوح الي مسئولية النظام السوري عن هذه الهجمات, وتؤكد بما لا يدعو مجالا للشك أن الرئيس الأسد هو المسئول عن وقوع تلك الهجمات. ومن جانبها, اعتبرت بريطانيا أن تقرير المفتشين يثبت في شكل واضح للغاية أن نظام الأسد هو المسئول.وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج من الواضح للغاية أن النظام السوري وحده يمكن تحميله مسئولية الهجوم.وأضاف أن المجتمع الدولي أجمع سيشعر بالأسي والخجل بعد انكشاف الفظائع التي تقع في سوريا, مذكرا بما أسماه محرقة اليهود أو الهولوكوست. في حين, دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي وصف مذبحة الغوطة بجريمة حرب إلي تقديم الأطراف التي استخدمت غاز السارين للعدالة. وقال كي مون أمام مجلس الامن الدولي مساء أمس الأوللقد أكدت الآن بعثة الاممالمتحدة دون لبس وبشكل موضوعي استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا. ومن جانبها, أصرت روسيا علي موقفها, وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن روسيا لا تري دليلا مقنعا في تقرير الأممالمتحدة علي أن النظام السوري هو المسئول عن الهجوم الكيماوي. وأضاف لافروف: هناك حاجة لدراسة التقرير, ليس بمعزل, وإنما في إطار الأدلة الأخري المتوافرة حاليا في وسائل الإعلام والإنترنت.وشدد علي أن التقرير يشير فقط إلي وقوع هجوم كيماوي, موضحا أن مفتشي الأممالمتحدة ليس لديهم تفويض لتوجيه اتهامات. ومن ناحية أخري, أعلن لافروف في ختام لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في موسكو ان لدي روسيا أسباب جدية للاعتقاد بأن الهجوم الكيماوي كان استفزازا, مقرا مثله مثل فابيوس بوجود خلافات في المواقف حول طريقة تسوية الأزمة في سوريا. وقال لافروف في ختام محادثات مع نظيره الفرنسي إن القرار الذي يفترض أن يصادق علي قرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لن يكون تحت الفصل السابع, هذا ما قلناه بوضوح في جنيف. و في القدسالمحتلة, قال سفير اسرائيل لدي الاممالمتحدة أمس ان اسرائيل تريد ان تشهد الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد في تغير في موقفها العلني من الحرب الأهلية في جارها. وقال السفير مايكل أورين في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست انه حتي هزيمة الاسد علي أيدي معارضين متحالفين مع القاعدة ستكون أفضل من التحالف الراهن مع ايران العدو اللدود لاسرائيل. ومن جانبها, دعت منظمة هيومان رايتس ووتش إلي إحالة الموضوع الي المحكمة الجنائية الدولية من أجل التوصل الي مرتكبي هذه الجريمة والجرائم الأخري في سوريا ومحاسبتهم. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر فيه مسئول أمني سوري أن مقاتلي المعارضة المسلحة يمتلكون صواريخ أرض-أرض مصنعة محليا بالاضافة الي غاز السارين, وأكدت الخارجية السورية أن الأسد هو الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب السوري وسيبقي كذلك طالما أراد الشعب السوري ذلك, وقال مسئولون سوريون إن ادعاء الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها الالتزام تجاه الحل السياسي للأزمة في سوريا والتزامها بإنهاء العنف يتناقض مع محاولاتها المستمرة استباق العملية السياسية وفرض شروط مسبقة عليها واستمرارها بدعم المجموعات التي تمارس العنف والإرهاب. وفي غضون ذلك, قال المتحدث باسم الجيش السوري الحر لؤي مقداد إن المجلس العسكري الأعلي لن يتسامح مع ارتكاب أي جريمة في سوريا من قبل الجماعات المتشددة. واتهم مقداد المجتمع الدولي بالتقصير في دعم المعارضة الممثلة في الجيش الحر