بدأ جون كيري وزير الخارجية الامريكي أمس محادثاته مع بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي و من المتوقع أن تتناول ملف سوريا والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.و قال نيتانياهو إن الأفعال وليست الأقوال وحدها هي التي ستحكم علي نتيجة الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الكيماوي السوري. وأضاف نيتانياهو- في تصريحات له قبيل وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلي إسرائيل- نأمل أن تؤتي التفاهمات التي تم التوصل إليها ثمارها. كما أن اختبار العبرة بالخواتيم يصدق أيضا فيما يتعلق بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها المجتمع الدولي لوقف التسليح النووي الإيراني.وعبر نيتانياهو أمس عن أمله في أن يعطي الاتفاق الروسي-الامريكي حول الاسلحة الكيميائية السورية نتائج لكن الاختبار الفعلي سيكون تطبيقه: التفكيك الكامل لكل ترسانة الاسلحة الكيميائية لدي النظام السوري. وأضاف:' ينبغي أن تكون إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد, وذلك الاستعداد وتلك القدرة أكثر أهمية الآن من أي وقت مضي'.وقال سيلفان شالوم وزير البنية التحتية الإسرائيلي إن' الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا في الآونة الأخيرة ما بين12 و14 مرة'. وأضاف شالوم- في تصريح خاص لراديو( صوت إسرائيل)أمس- أن' الاتفاق الأمريكي الروسي والذي تم مؤخرا بشأن تسليم أسلحة سوريا الكيماوية سيختبر بتنفيذه', مشيرا إلي أنه كانت هناك في الماضي اتفاقات لم تفض إلي أية نتيجة سوي تمكين طرف معين من كسب الوقت وتجنب عمل عسكري. ولم يتوجه كيري الي المنطقة منذ نهاية يوليو عندما قام بزيارات مكوكية مكثفة سمحت باستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.ولقاؤه مع نيتانياهو المتفق عليه قبل اتفاق السبت بين موسكووواشنطن حول الترسانة الكيميائية السورية, كان من المقرر أصلا أن يتناول المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. لكن يتوقع الان بحسب وسائل الاعلام أن يتناول أيضا تبعات اتفاق جنيف علي اسرائيل علما بأن هذا الاتفاق يمهل دمشق أسبوعا لتقديم قائمة الاسلحة الكيميائية التي يملكها النظام ويحدد منتصف العام2014 لازالتها. و في القاهرة, رحب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالاتفاق الامريكي الروسي حول الأسلحة الكيماوية في سوريا كخطوة تيسر التحرك نحو الاتفاق علي التسوية السياسية, واعتبر أن هذا الاتفاق يساهم في توفير ظروف أفضل للذهاب الي مؤتمر جنيف2 لتحقيق التسوية السياسية للازمة السورية. ودعا الدكتور نبيل العربي في بيانه له أمس كافة الأطراف القادرة والمؤثرة الي القيام بدورها عبر مجلس الأمن لتأمين وقف اطلاق نار شامل علي الأراضي السورية بغية انجاح هذا الاتفاق, وتهيئة أفضل الظروف لتوفير المساعدات الانسانية والطبية الضرورية للشعب السوري وللذهاب الي المفاوضات في جنيف لتحقيق التسوية السلمية للازمة السورية. وكان الدكتور العربي قد دعا في22 أغسطس مجلس الأمن الي تحمل مسئولياته في هذا الخصوص. وساد التشكيك أمس علي ردود فعل المحللين والمسئولين السياسيين.وقال سيلفان شالوم( ليود) وزير المياه والتنمية للاذاعة العامة إن الاختبار الحقيقي للاتفاق بين واشنطنوموسكو سيتمثل في تنفيذه لان اتفاقات مماثلة عديدة في الماضي لم تستخدم سوي لكسب الوقت'. ورحبت سوريا أمس بالاتفاق الامريكي-الروسي حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي أبرم أمس الاول في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة معتبرة انه أتاح' تجنب الحرب' وانه يشكل' انتصارا لسوريا', كما قال علي حيدر وزير المصالحة الوطنية السوري- في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية- نحن نرحب بهذا الاتفاق. ومن جانبها, طالبت المعارضة السورية أمس المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد واتلافها, ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية. وقال الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة انه يصر علي حظر استخدام الاسلحة الكيميائية التي أدت الي خسائر في الارواح بأكثر من1400مدني سوري, أن تمتد الي حظر استخدام القوة الجوية والاسلحة البالستية ضد المراكز السكنية', وذلك في بيان أصدره أمس. وتعليقا علي المبادرة الدبلوماسية التي ترعاها القيادة الروسية, والتي تقوم علي مبدأ وقف الضربة العسكرية العقابية ضد النظام السوري في مقابل تسليم النظام للأسلحة الكيماوية التي يمتلكها, قال الائتلاف إن الاقتراحات الروسية تشجع النظام علي الاستمرار في سلوكه العدواني داخل سوريا وتعطيه الحيز السياسي الذي يحتاجه لتصعيد حملته العسكرية. وأوضح الائتلاف- في بيان تلقت وكالة الانباء الألمانية نسخة منه- أن نظام الرئيس بشار الأسد لديه سجل طويل من المراوغة في التعامل مع الاتفاقيات والتفريط بالوعود, أو القبول بها من أجل كسب الوقت وتمييع المواقف, مشيرا إلي أن قبول نظام الأسد للعرض المقدم من روسيا يأتي ضمن هذا السياق.