عواصم وكالات الأنباء: رحبت سوريا امس بالاتفاق الأمريكي الروسي حول تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، معتبرة أنه أتاح "تجنب الحرب"، وأنه يشكل "انتصارا لسوريا". وقال وزير "المصالحة الوطنية" علي حيدر "نحن نرحب بهذا الاتفاق الذي يساعد السوريين علي الخروج من الأزمة، ويجنب البلاد الحرب". وأضاف "أنه انتصار لسوريا تم تحقيقه بفضل أصدقائنا الروس". وفي نيويورك، رحبت الأممالمتحدة بإتفاق أمريكي روسي لإزالة الأسلحة الكيماوية السورية، مضيفة في بيان لسكرتيرها العام "بان كي مون" بأن الإتفاق قد يمهد الطريق لحل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري. وقالت المنظمة الدولية إنها تسلمت جميع الوثائق اللازمة لانضمام سوريا إلي معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، وإن دمشق ستخضع للمعاهدة بدءا من14 من أكتوبر المقبل. وتحظر المعاهدة علي المشاركين فيها تصنيع وتخزين واستخدام أسلحة كيماوية كما تحظر مساعدة دولة أخري في الشروع في تصنيع او استخدام هذه الاسلحة. من جهتها رحبت إسرائيل بحذر بالإتفاق قبل ساعات من محادثات مقررة في القدسالمحتلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ووزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" حول سوريا ومحادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية. وتوصل كيري مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف" امس الأول في جنيف الي اتفاق يكشف النظام السوري بموجبه عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية خلال أسبوع ويسمح للمفتشين الدوليين بالتخلص منها بحلول منتصف العام القادم. وقال نتنياهو امس إن إسرائيل تأمل أن يؤدي الاتفاق إلي "تدمير كامل" للترسانة السورية. وأضاف ان "هذه التفاهمات سيجري الحكم عليها من خلال نتيجتها". من جهته قال الرئيس "شيمون بيريز" ان "نزع السلاح الكيماوي السوري تحت تهديد العمل العسكري يجب ان يشكل درسا لإيران". من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاعية في الكنيست (البرلمان) "أفيجدور ليبرمان" ان الاتفاق "بمثابة إنجاز كبير لإسرائيل.. لكن الاختبار يكمن في تنفيذه". وأضاف "سنفهم نوايا الرئيس السوري بشار الأسد فقط خلال أسبوع عندما يحين موعد تقديمه قائمة كاملة بكل أسلحته الكيماوية، وأعتقد أن إسرائيل لديها فكرة جيدة عما يملكه من تلك الأسلحة". من جهته قال وزير البنية التحتية "سلفان شالوم" ان الاسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا مؤخرا ما بين 12 و14مرة وان اسرائيل تأمل في ان ينفذ الاتفاق بشكل كامل دون ان يمكّن طرفا معينا من كسب الوقت وتجنب عمل عسكري". كما أكد الأردن علي ضرورة وجود "حل سياسي" للأزمة السورية مؤكدا انه "لن يسمح أبدا بتهديد أمن سوريا واستقرارها". وفي إطار المساعي الفرنسية لتنسيق موقف دولي قوي يجبر الأسد علي الإنصياع لبنود الاتفاق أكد وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" ان ما تم التوصل اليه "ليس الا خطوة أولي". وقال خلال محادثات أجراها في الصين امس ان الاتفاق الذي الذي صاغ إطارا تنفيذيا لمبادرة قدمتها موسكو في وقت سابق لتجنيب نظام بشار الأسد "ضربة عقابية" أمريكية ذ يمثل "تقدما مهما" لكنه ليس كافيا. في المقابل رحب وزير الخارجية الصيني "وانج يي" بالاتفاق قائلا انه سيشجع علي التوصل لحل سلمي للأزمة. وأكد علي ان بلاده تؤيد ايجاد حل ملائم في إطار الاممالمتحدة، حيث "لا يمكن للأساليب العسكرية ان تحل المشكلة السورية". وكانت عدة دول أوروبية قد رحبت بالإتفاق وأخرها ألمانيا التي اعتبرت ان الإتفاق بعث "بصيصا من الأمل" للتوصل الي حل سياسي للأزمة.