لمن تفتي هذه العمائم؟ ولمن تطلق تغريدات الموت المجاني؟, هل هي عمائم فوق رءوس رجال دين, أم فوق رءوس سماسرة وتجار للقتل غير المقدس؟! ليست كل العمائم بالتأكيد وإنما بعضها التي غرقت في وحل السياسة, فحولت الدين إلي أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة, ومجازر تراق فيها دماء, وتزهق أرواح, سوف تظل تطارد القتلة إلي يوم الدين, سواء الذين أطعموا العقول الضالة بفتاوي مسمومة, أو الذين حولوا هذه الفتاوي إلي نار ودم وخراب, بعد أن حصلوا علي رخصة شرعية بافتتاح سلخانات بشرية. في هذه المساحة من العالم, التي تسمي بالعالم العربي, لم يعد الدين يدعو إلي المحبة والتسامح, وإنما أصبح علي أيدي المتأسلمين مدفعا سريع الفتاوي المغرضة, المثيرة للفتن والمدعاة للضلال ولإفساد الأرض. نحن الآن نعيش في موسم الجهاد الطائفي الممتد, حيث القتل باسم الله وفي سبيله, ومن المفارقات أن هذه العمائم المفخخة تذرف الدموع الكاذية علي قتلي المسلمين, في الوقت الذي تدعو فيه إلي قتل مسلمين آخرين, دفاعا عن الإسلام!. لمن تفتي هذه العمائم؟! أظن وليس كل الظن إثما, أن أعداء الإسلام هم المحرضون علي هذه الفتاوي المدمرة, التي لا تخدم سوي مصالحهم ومشاريعهم المشبوهة في المنطقة, بعد أن نجحوا في اختراق هذه العمائم وتجنيدها, بإغراءات الدور والسلطة والثروة, حتي تخرج هذه الأمة من التاريخ الي قرون طويلة قادمة. أسأل: هل عرف تاريخ الإسلام من قبل, عالما دينيا يفتي ويبارك ضرب بلاده من الغرب الذي طالما اعتبر كافرا؟, وكيف يدعو للاستعانة بقوي أجنبية لها أطماعها ومصالحها التي تتعارض مع المصالح العربية والاسلامية؟, وهل فعلا أن القوات الأجنبية أدوات سخرها الله للانتقام؟!.وبالمناسبة, أريد أن أسأل الشيخ الإمام يوسف القرضاوي: هل أصبحت مصر دارا للحرب, حتي تدعو للجهاد علي أراضيها وتفتي بقتل ضباط وجنود الجيش المصري؟! ياشيخنا الكبير.. إن مصر ليست دارا للحرب, ولا يوجد بها غزاة, وإنما يوجد بها جيش وطني وشعب عربي مسلم ثار علي حاكمه وعزله, وهو شأن سياسي داخلي يستطيع المصريون حسمه, بلا وصاية خارجية أو فتاوي مفخخة! لقد كانت مصيبة هذه الأمة من قبل في حكامها المستبدين, والآن فإن المصيبة في بعض مشايخها الذين فخخوا عمائمهم, بعد أن افتتحوا موسم الجهاد الطائفي, ونصبوا مزادا مجنونا للقتل باسم الله وفي سبيل الله. في الختام.. يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي: أتمني أن يصل الدين إلي أهل السياسة, ولا يصل أهل الدين إلي السياسة. لمزيد من مقالات محمد حسين