الحياة الزوجية قوامها الود والحب والمودة والحنان والرحمة فهي أشبه بالبستان ذي الأزهار الخلابة والذي يحتاج إلي التروي والصبر لكي تنبت أزهاره وتترعرع ويفوح شذاها عطرا علي جوانبه الغناءة, وهي حياة راحة وهناء وسعادة تتصف بالاستمرارية والاستقرار, ورباط مقدس بين الزوج وزوجته, وأراها أشبه بقرص العسل لطالما عملت فيه النحلتان بإخلاص وحب فحينها تزداد حلاوة الشهد. وهي بتفاعلاتها مثل إناء من حليب وضع علي النار ليقتل ما به من جراثيم وميكروبات, فاعتبري عزيزتي الزوجة ان حياتك الزوجية منذ بدايتها في حالة من الغلي المستمر للتعقيم, نعم لتعقيم ما تمر به كل يوم من مواقف واختلاف وجهات النظر, فكل مشاحنة أو مشادة كلامية أو خلاف بسيط إنما هو تعقيم لما تصاب به الحياة الزوجية من خلافات قد تتسبب فيها الضغوط والظروف الحياتية. والزوجة الفطنة الكيسة هي التي تعرف حقا متي تخفض نار الكلام وتقلل درجة سخونته لتقليل حدة الغليان فأدركي حياتك الزوجية وعلاقتك بزوجك قبل أن تفسد فما بعد فساد الحليب إلا سكبه والتخلص منه وعندها لا ينفع الندم علي ما كان. ويا عزيزي الزوج إن حياتك المشتركة مع زوجتك مسئولية تقع علي عاتقك فأنت من تقوم عليها وترعاها, وتوازن بين الأمور بعقلك وحكمتك وحنكتك في التصرف, أنت من اعطاك الله القوامة الحقة فاعلمها واعمل بها من تقويم لزوجتك اذا حادت عن الطريق بالأساليب الشرعية التي منحك الله اياها, بالرفق واللين والحب لها لتضعا في ذهنيكما المفهوم الصحيح لقيام الحياة الزوجية فهي لا تقوم علي العدل بل تقوم علي الفضل وتبني علي الود والرحمة والسكينة والفضل فعلي الزوج أن يعطي زوجته ما لها وزيادة ويعفو عما له وقصرت هي فيه. وعليها هي الأخري ان تعطيه ما له وزيادة وتعفو عما قصر هو فيه, وأتمني أن يصحو المجتمع من غفلته وان يتصحح لديه مفهوم الزواج وعلي الزوجين ان يعلم كل منهما الاخر حدوده وواجباته وحقوقه واسلوب المعاملة الحقة للطرف الآخر كي ينعما بجنة الله علي أرضه,ويقع علي مؤسسات المجتمع الدور الأكبر في تعميق المفهوم الصحيح للزواج كدور العبادة ودور التعليم المختلفة ومؤسسات الأسرة التي تهتم بشئون الأسرة والحياة الزوجية والتي لها كل الحق في عقد مؤتمرات ودورات عن الحياة الزوجية والتي تتمثل في الاخصائي الاجتماعي المؤهل والمدرب علي أساليب النصح والارشاد للوصول الي عقلية زوجية ناضجة قادرة علي التعامل مع الحياة الزوجية ولديها المعرفة الكافية بجوانبها ودهاليزها, وقادرة علي تحقيق السعادة الزوجية المنشودة, والتعامل بعقلية متفتحة مع المشكلات في الحياة الزوجية وأخيرا الحفاظ علي الاحترام ورونق الحب واستدامته. وأخيرا يأتي دور الإعلام الذي اعتبره أهم مسئول عن ترسيخ معظم العادات المجتمعية التي علقت بأذهاننا وتجسدت في أفعالنا في شتي نواحي الحياة. إن نجاح الحياة الزوجية يتطلب من كل طرف البذل والتضحية والعطاء والتفاني في إسعاد الاخر. وتكوين أسرة صالحة صحيحة نفسيا واجتماعيا وبالتالي المساهمة في صناعة نهضة الأمة. ولكاتبة هذه الرسالة الباحثة الاجتماعية فاطمة جميل بشندي أقول: ما ذكرتيه في كلماتك الموجزة هو العلاج الأمثل لإقامة حياة زوجية مستقرة, وليتنا نعيد النظر في أسس اختيار الأزواج والعوامل التي تدفع الأسر الي قبول زواج ابنتهم من شاب دون اخر, بعد أن سيطرت المعايير المادية علي عقول الناس وبات العريس الجاهز هو الأنسب, وصارت العروس التي تقدم تسهيلات في الزواج مشكوكا فيها.. الي غير ذلك من الأفكار البالية التي سيطرت علي عقول الكثيرين. وما أجمل تشبيه الحياة الزوجية بقرص العسل.. فبجهد الزوجين لبنائه يعم العسل علي الجميع.