في الوقت الذي تدق فيه طبول الحرب في سوريا علي خلفية امتلاكها سلاح كيميائي, أكدت مجلة' فورين بوليسي' الأمريكية أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية' السي أي أيه' اكتشفت أن إسرائيل طورت سرا مجموعة من الأسلحة الكيميائية خلال عقدي الستينيات والسبعينيات. كإجراء دفاعي ضد أي هجوم محتمل من الدول العربية العدوة التي تحيط بها. ونقلت المجلة عن تقرير سري للمخابرات الأمريكية صدر عام3891 أن الأقمار الصناعية الأمريكية رصدت خلال عام2891 منشأة لإنتاج غاز الأعصاب ومنشأة أخري لتخزين الأسلحة الكيميائية في مفاعل ديمونة بصحراء النقب. وأوضح التقرير أن الأقمار رصدت أيضا إنتاج أسلحة كيمياوية أخري عبر استخدام الصناعة الكيميائية الإسرائيلية المتطورة جدا. وواصل التقرير التأكيد علي أنه' علي الرغم من أننا لا نستطيع التأكيد علي إذا ما كان الإسرائيليون يمتلكون غازات كيمائية سامة, فإن المؤشرات تقود إلي الاعتقاد بأن غازات الأعصاب والخردل والتي تستخدم خلال أعمال الشغب متاحة, بالإضافة إلي وجود أنظمة إنتاج مناسبة'. وأشارت المجلة الأمريكية إلي أن البحوث حول تطوير هذه الأسلحة تمت في فروع سرية للمعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية في نيس زيونا بالقرب من جنوب تل أبيب. وقالت إن الأبحاث في المشروع توقفت بعد حرب أكتوبر3791. وتابعت أنه في يناير6791 اكتشفت المخابرات الأمريكية أن إسرائيل أجرت اختبارا للأسلحة الكيميائية في صحراء النقب. وذكر كاتب التقرير أنه تم اكتشاف موقع محتمل لتخزين الأسلحة الكيمياوية الإسرائيلية في صحراء النقب, ونقل التقرير عن ضابط مخابرات بالقوات الجوية الأمريكية أن وكالة الأمن القومي الأمريكي اعترضت اتصالات أثبتت قيام المقاتلات الإسرائيلية بإجراء تجربة علي الأسلحة الكيميائية في النقب. وتابعت المجلة أن إسرائيل لا تزال تحتفظ بسرية هذا المخزون, كما وافقت الحكومة الإسرائيلية في عام2991- لكنها لم تصدق بعد- علي معاهدة الأسلحة الكيمائية التي تحظر علي أعضائها استخدام هذه الأسلحة داخليا أو خارجيا وتدمير المخزونات إن وجدت. ولفتت' فورين بوليسي' إلي أن تقييم المخابرات الأمريكية, وهو نسخة طبق الأصل من التقرير المرسل إلي البيت الأبيض, أظهر أيضا أن المخابرات الأمريكية أبدت شكوكا حيال هذا المخزون منذ عقود, لكن الإدارة الأمريكية التزمت الصمت حيال هذا الأمر.