بالتزامن مع ما أعلنه الدكتور عصام حجي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية المؤقت من أن المرحلة الحالية تستدعي الاهتمام بقضايا البيئة.. حذر خبراء البيئة الحكومة من المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي في مصر, وفي مقدمتها حصول شركات الأدوية الصينية علي العديد من الكائنات البحرية الموجودة في شواطئنا بأرخص الأسعار, في حين أنها مهددة بالانقراض. وقال الدكتور جميل نجيب الأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة إن الشعاب المرجانية تعيش وتنمو في البحار الدافئة مثل البحر الأحمر, وفلوريدا بجنوب أمريكا, ومطلوب حمايتها خاصة بمناطق الغردقة ورأس محمد وشرم الشيخ, التي تشتهر بهذه الشعاب, وتواجهها مخاطر عدة, أبرزها استخدام الهلب لرسو السفن, أو إلقاء زيوت السفن, التي تقتل الشعاب المرجانية. وأكد خبراء البيئة أن الحكومة تحتاج إلي زيادة جهودها لصيانة التنوع البيولوجي, باعتباره السياج المهم للمحيط الحيوي, والتوازن البيئي, وحماية التنوع البيولوجي, وتشديد العقوبات علي المخالفين, وتفعيل قوانين حماية البيئة. وتقول الدكتورة منال فوزي- أستاذ البيئة بكلية العلوم بجامعة الاسكندري- إن التنوع البيولوجي يعني تنوع العناصر الحية وتفاعلها بعضها مع بعض, وقد بذلت المؤسسات الدولية جهودا هائلة لمعرفة كيفية حماية المحيط الحيوي, واستمرار النظم البيئية الطبيعية, ففي عام1980 أصدرت الوثيقة الاستراتيجية العالمية لحماية الطبيعة والموارد الطبيعية في سويسرا برئاسة الدكتور مصطفي طلبة, حيث حددت النظم البيئية المنتجة اقتصاديا علي النحو التالي: الحقول الزراعية, المراعي, الغابات, المسطحات المائية. وتوضح أن النظام البيئي هو ذلك المكون من التربة والهواء والماء في بقعة ما في الأرض مع ما ينمو فيها من نباتات وحويانات تتغذي علي النباتات( حيوان عشبي) أو حيوانات مفترسة( حيوان لحمي), كما يضم المحللات والمفككات التي توجد في التربة, وتتكون من نباتات غير خضراء( بكتيريا وفطريات), وحيوانات متعددة من الحشرات وديدان الارض, التي تتغذي علي مخلفات النباتات الخضراء والعواشب واللواحم. وتحذر من أن اختفاء أي من هذه المكونات الحية للنظام البيئي يؤدي إلي خلل في التوازن, وأن الاستمرار في هذا الخلل يؤدي لانهيار وضياع مكونات النظام البيئي; لذلك عند تحديد أو اختيار مواقع المحميات الطبيعية, فهناك معايير علمية بحيث تكون ذات تركيز عال من الأنواع, وبها عوائل فريدة في النوع أو نادرة أو مهددة بالانقراض, وتسمي مناطق ساخنة. وتتابع: إن التنوع البيولوجي يقاس بمقاييس عدة أبسطها مقياس سمبسون الذي تدخل في حساباته أعداد الأنواع والأفراد المنتمية إلي كل نوع فالبيئة الصحراوية من درجة2 إلي4, وبيئة سافانا من4-6, وبيئة الغابات6-8, وتنخفض هذه الأرقام في حالة وجود حرائق أو جفاف أو تلوث, وهي دليل علي الاستقرار البيئي. أنواع النوع الواحد ومن جهته, يشير الدكتور جميل نجيب إلي أهمية التنوع الجيني أي وجود أنواع عدة داخل النوع الواحد, في معظم الأنواع الحية التي قد تصل إلي نحو مليون وربع المليون من الحيوان( الحشرات تمثل85% من عالم الحيوان), ونصف المليون من النباتات التي نجد فيها نوعا من التعاون بين الإنسان والكائنات الأخري, فالنبات يعطي الإنسان الأوكسجين والهواء, وكذلك يجب النظر إلي الصحاري باعتبارها مناطق مهمة, وليست أراضي ميتة بل هي حياة فيها مواد كيماوية ورمال وأماكن حياة للكائنات التي تتحمل المناخ الصحراوي, ولابد من الاهتمام بها. ويضيف: إن إحدي أهم بيئات التنوع البيولوجي في المياه الدافئة هي الشعاب المرجانية التي تتكون من كائنات صغيرة تفرز كربونات الكالسيوم, وتصنع هذه المساحات الضخمة من المواد الكلسية, وهذه التكوينات يعيش عليها كثير من الحيوانات كالأسماك والزواحف والنباتات والطحالب والكائنات الرخوية وقواقع وأصداف وديدان, وكلها تستفيد من هذا التكوين الشاسع. ويتابع: نجد العديد من الكائنات البحرية الموجودة في شواطئنا تتعرض لنوع آخر من المهددات إذ تقوم شركات الأدوية الصينية بالحصول عليها بأرخص الأسعار في حين أنها مهددة بالانقراض, وتحتاج منا إلي وقفة لحمايتها.