في تطور جديد بشأن قضية التنصت علي الهواتف والإنترنت, أفاد تقرير لمجلة دير شبيجل الإخبارية الألمانية أمس بأن وكالات المخابرات الألمانية تعاونت مع نظيرتها المركزية الأمريكية سي آي إيه لسنوات في جمع معلومات عن جهاديين مشتبه بهم ومؤيدين لهم في ألمانيا وذلك في الوقت الذي أشار فيه تقرير آخر للمجلة ذاتها إلي أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تستطيع الدخول إلي بيانات المستخدمين للهواتف الذكية التي تنتجها جميع الشركات الرائدة في صنع هذه الأجهزة في العالم. وذكر التقرير, الذي يصدر أسبوعيا, أنه بموجب الاسم الكودي المشروع6 أو بي6 فإن وكالتي الاستخبارات بي إن ديحماية الدستور الألمانيتين تعاونتا مع ال السي آي إيهالأمريكية في مراقبة وجمع معلومات عن جهاديين إسلاميين وإرهابيين مشتبه بهم في ألمانيا, موضحا أن عناصر هذه المخابرات الألمانية- الأمريكية المشتركة استأجرت مركزا للقيام بهذه العمليات في مدينة نويس الواقعة غربي ألمانيا قبل الانتقال إلي كلولونيا. وأوضحت المجلة أن وكالة المخابرات البي إن ديالألمانية أكدت من جانبها وجود قاعدة بيانات من هذا النوع إلا أنها أشارت إلي انتهاء التعاون مع السي آي إيه في هذا الصدد منذ.2010 ووفقا لما ذكرته المجلة, فإن تلك القاعدة من البيانات تضمنت اسم وتاريخ ميلاد ورقم جواز سفر صحفي التحقيقات الألماني ستيفن بوتشن, الذي عمل لصالح هيئة إذاعة إن دي آر العامة الألمانية, وذلك عقب اتصاله بأحد الوعاظ الإسلاميين في اليمن وقيامه بزيارة أفغانستان في عدة مناسبات. وعلي الصعيد ذاته, ذكر تقرير آخر ل دير شبيجل أن المستندات السرية للوكالة الأمريكية والتي تمكنت المجلة من الإطلاع عليها أظهرت قدرة هذه الوكالة علي التجسس عبر أجهزة أبل آي فون وأجهزة بلاك بيري ونظام أندرويد لتشغيل محرك البحث جوجل للتوصل خفية إلي بيانات مستخدميها. وتشير هذه البيانات التي اطلعت عليها المجلة أن الأمر لا يتعلق بعمليات تجسس موسعة, وإنما بعمليات موجهة ومختارة تمت دون علم من الشركات ذات العلاقة. وأضاف التقرير أنه بناء علي ذلك فإن وكالة الأمن القومي الأمريكية تستطيع الإطلاع علي المعلومات الدقيقة الموجودة بهذه الأجهزة مثل قائمة الاتصال وحركة الرسائل القصيرة والملاحظات المسجلة بالإضافة إلي أماكن وجود حاملي هذه الأجهزة. وذكرت المجلة أن المستندات تظهر أن الوكالة شكلت مجموعة عمل خاصة للتعامل مع أجهزة كل شركة من هذه الشركات بهدف تيسير الدخول إلي محتويات تلك الأجهزة بصورة سرية. وفي رد فعل شعبي, خرج آلاف الألمان إلي الشوارع في برلين أمس الأول احتجاجا علي تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكية وغيرها من أجهزة الاستخبارات علي اتصالات الإنترنت وتهاون السلطات الألمانية في رد فعلها علي ذلك, حيث أشار منظمو التظاهرة ومن بينهم حزب الخضر المعارض وحزب اليسار وحزب القراصنة, أن نحو20 ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات, إلا أن الشرطة لم تؤكد العدد واكتفت بالقول إن العدد يختلف عما ذكرته المعارضة. وعلي صعيد الملف ذاته في الداخل الأمريكي, تسابق أجهزة الشرطة الأمريكية الزمن في توسيع استخدام عمليات تسجيل آلية لأرقام اللوحات المعدنية للسيارات, وهو ما آثار بدوره نقاشا واسعا داخل الأوساط الأمريكية بشأن ما إذا كانت تلك التكنولوجيا يتم استخدامها كأداة لمحاربة الجريمة أو لانتهاك الخصوصية بشكل صارخ.