لليوم الثاني علي التوالي, كثفت أجهزة الأمن المختلفة جهودها أمس, لتحديد شخصيات الجناة في المحاولة الإرهابية الغادرة التي استهدفت اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية صباح أمس الأول بشارع مصطفي النحاس بمدينة نصر, بتفجير سيارة مفخخة في موكبه خلال توجهه من منزله إلي مقر وزارة الداخلية. وأكد مصدر أمني أن السيارة المفخخة تم تجهيزها بواسطة عناصر محترفة في صنع التفجيرات, ومن المرجح أنهم ينتمون إلي تنظيم القاعدة, ولهم علاقة بتنظيم الإخوان الدولي. وأشارت التحريات الأولية إلي أن عناصر أجنبية اشتركت في الحادث الإرهابي, وأن المدبر له انتحاري فجر السيارة المفخخة, وتطايرت أشلاؤه علي بعد نحو150 مترا من مكان سيارات الوزير والحراسة الخاصة به. وأوضحت التحريات أن الانتحاري ينتمي إلي العناصر التكفيرية في سيناء. وتواصل قوات الأمن تمشيط المنطقة, وسماع شهود العيان, وتفريغ الكاميرات الموجودة علي أبواب المحال والعقارات بمنطقة الحادث, لتحديد الجناة وسرعة ضبطهم. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض علي صاحب السيارة المستخدمة في المحاولة الإرهابية, وتبين من التحقيق معه أن السيارة مسروقة منذ عدة شهور, وأن مالكها من منطقة حدائق القبة. كما تمكنت قوات الأمن أيضا من القبض علي ستة من المشتبه بهم في أثناء وجودهم بالمنطقة المحيطة بالانفجار. وعلي جانب آخر, واصلت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادث الإرهابي, بإشراف المستشار هشام بركات النائب العام. وأكد شهود العيان من أصحاب المحال في منطقة الانفجار, أن هناك شخصين أدلوا بأوصافهما تركا السيارة التي كانت تحمل المتفجرات متعللين بأنها خالية من البنزين, وأنهما متوجهان لإحضار بنزين, إلا أن الشهود فوجئوا بعد نحو نصف الساعة بالانفجار الرهيب الذي هز المنطقة كلها. وتسود حاليا حالة من الهدوء في منطقة الحادث, بعد قيام الأجهزة المعنية برفع حطام السيارات والمخلفات من الموقع أمام العقار المنكوب بشارع مصطفي النحاس, الذي تعرض لتدمير هائل في طوابقه الخمسة, إلي جانب العديد من المحال والأكشاك في المنطقة, وقد قدرت الخسائر الأولية للحادث بنحو50 مليون جنيه. وشهدت المنطقة سيولة مرورية, وهدوءا نسبيا, وسط تناقل العديد من الروايات بين شهود العيان والمصابين حول ملابسات الحادث وظروفه. من ناحية أخري, تماثل بعض المصابين للشفاء, وغادر4 منهم المستشفيات, و مازالت17 حالة تتلقي العلاج بمستشفي الشرطة, وكذلك مستشفي التأمين الصحي بمدينة نصر. وكشف مصدر أمني, عن أن الحادث لن يكون الأول أو الأخير, وأن هناك بعض المقدمات أدت إلي حدوثه, ومنها الضربات الناجحة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة, في سيناء من خلال عمليات قتل الإرهابيين وهدم الأنفاق, والقبض علي أخطر العناصر الإرهابية, وهو عادل حبارة المتهم في قتل جنود الأمن المركزي ال25, إلي جانب العديد من العمليات التي قام بها. وأضاف المصدر أن القبض علي قيادات الإخوان وتساقطهم كل يوم, واحدا تلو الآخر, أدي إلي قيامهم بتلك العمليات في محاولة لزعزعة استقرار البلاد وأمنها, وتشتيت جهود الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة, وإيصال صورة مشوهة للعالم مفادها أن مصر لا يوجد بها أمن وأمان. وفاة أحد المصابين في الحادث الإرهابي 600كيلوT.N.T وزن العبوات التفجيرية تلقت النيابة أمس إخطارا من مستشفي التأمين الصحي بوفاة أحد المصابين في الحادث الإرهابي, ويدعي علي سيد عبدالعظيم29 عاما, متأثرا بإصابته الشديدة في الرأس. وتسلمت النيابة تقرير المعمل الجنائي الذي كشف عن أن السيارة المستخدمة في الحادث كانت تحمل عبوات تصل أوزانها الي ما بين400 و600 كيلو جرام من مادةT.N.T شديدة الأنفجار والتي أدت الي امتداد آثار الموجة الانفجارية إلي تدمير مساحات وصلت إلي250 مترا في جميع الاتجاهات.