في اليوم الأول لقمة العشرين في مدينة سان بطرسبرج الروسية, حيث تحاول الولاياتالمتحدة وفرنسا الفوز بدعم دولي لضرب سوريا, أعلن هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الأوروبي وجوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية رفضهما التدخل العسكري في سوريا. وأكد رومبوي ضرورة المضي قدما في مساعي الأممالمتحدة للتواصل لحل سلمي للأزمة السورية, مشيرا إلي أن هناك مجموعة من الأدلة التي تؤكد مسئولية الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيماوية خلال هجوم القوات النظامية علي الغوطة الشرقية الذي راح ضحيته مئات الأشخاص. أما باروسو فقد أشار إلي أن المجتمع الدولي لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي بعد هجوم الغوطة ويجب العمل للحيلولة دون تكراره, وطالب الأممالمتحدة بإصدار تقرير أولي بشأن ما توصل إليه مفتشوها في الغوطة بأقرب وقت ممكن. ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا غير رسمي اليوم بفيلينوس في ليتوانيا, للاتفاق علي موقف مشترك, بعد أن أبدت العديد من البلدان الأوروبية تحفظات علي القيام بأي عمل عسكري, خشية ما سيتمخض عنه, ويصرون علي الحصول علي أدلة قاطعة لا تقبل الشك تؤيد مسئولية النظام السوري, علاوة علي تفويض من الأممالمتحدة. كما سيجتمع وزراء دفاع حلف شمال الأطلنطي الناتو خلال ساعات في فيلينوس بحضور الأمين العام للناتو اندرس فوج راسموسن. وذكر بيان للأمم المتحدة أن الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والدولي لسوريا بدأ زيارة لروسيا بغية دفع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا بمشاركة المعارضة والنظام السوريين, وسوف يشارك الإبراهيمي في قمة العشرين وسيلتقي وزراء الخارجية اليوم. وفي برلين وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه رغم تلاشي التوقعات للخروج بحل سلمي للنزاع, فإنها ستبذل جهودا لإيجاد تسوية خلال مباحثات قمة العشرين, بينما صرح توماس دي ميزير وزير الدفاع الألماني بأن هناك دلائل علي أن الجيش السوري استخدم غازات سامة ضد المدنيين. وكشفت صحيفة ديرشبيجل الألمانية النقاب عن أن المخابرات الألمانية توصلت إلي أن النظام السوري نفذ مجزرة الغوطة الشرقية, وأن حصيلة الضحايا كانت كبيرة جدا بسبب خطأ في عيار الغازات السامة المستخدمة في الهجوم, وأنه جري عرض هذه المعلومات علي نواب البرلمان الألماني, وأشارت المخابرات إلي أن المعارضة السورية لا تملك الإمكانات المطلوبة لشن مثل هذه الهجمات. وأضافت الصحيفة أنه تم اعتراض مكالمة هاتفية بين أحد كبار قادة حزب الله اللبناني ودبلوماسي إيراني, وأن الأول حمل قوات بشار الأسد مسئولية هجوم الغوطة, معتبرا أن بشار فقد أعصابه وارتكب خطأ فادح باستخدام الأسلحة الكيماوية. في غضون ذلك, اقترح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إجراء الدول الكبري مفاوضات حول سبل إنهاء الأزمة بدون حضور ممثلي المعارضة والنظام السوريين, ولم يحدد الوزير في تصريحات لقناة فرانس2 الدول الكبري التي يقصدها, ورفض فكرة مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في هذه المفاوضات, قائلا: هل تتصورون أن بشار سيأتي إلي جنيف أو أي مكان آخر للبحث في كيفية تخليه عن السلطة, أننا نحلم. وأكد فابيوس أنه لا يمكن لبشار البقاء في منصبه بعد أن تسبب في قتل110 آلاف من مواطنيه, بالإضافة إلي تشريد مليوني شخص. وفي تحول لافت في الموقف الأردني من الأزمة السورية, أعلن عبد الله النسور رئيس الوزراء أن عمان تؤيد توجيه ضربة محدودة, شريطة أن يتم دراستها بحذر وعناية, حتي لا تلحق الضرر بالمدنيين, مؤكدا أن بلاده لن تشارك في أي حرب ضد سوريا, وأن أراضيها لن تستخدم في شنها. وأشار في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية ال بي. بي. سي إلي أن الضربة العسكرية المحدودة ستكون في صالح الشعب السوري. من جانبه, قال محمد المؤمن المتحدث باسم الحكومة الأردنية إن الأردن مستعد لمواجهة الأوضاع الناتجة عن الأزمة السورية, مشددا علي أن الجيش الأردني قادر علي حماية البلاد ولديه ما يكفي من قدرات الردع التي تمكنه من إنجاز هذه المهمة, وأوضح أن عمان ترفض بشكل قاطع استخدام أسلحة الدمار الشامل, وأنها لا يمكن أن تتجاهل استخدام السلاح الكيماوي في دولة مجاورة لها. وفي طهران, حذر المرشد الأعلي للثورة الإسلامية الإيرانية من أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يستخدمون السلاح الكيماوي كذريعة لمهاجمة سوريا, وقال إن واشنطن ستدفع الثمن مثلما حدث في العراق وأفغانستان. وأعلن قاسم سليمان قائد قوة القدس التي تعد وحدة النخبة في الجيش الإيراني أن طهران ستدعم سوريا حتي النهاية في مواجهة أي ائتلاف تقوده الولاياتالمتحدة, وأن أمريكا تسعي لتدمير جبهة المقاومة في وجه إسرائيل.