وسط أجواء يسودها التوتر علي أصعدة مختلفة في دول العالم, توافد قادة أكبر20 دولة اقتصادية علي رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي قصر قسطنطين علي مشارف مدينة سان بطرسبرج في روسيا أمس. للمشاركة في قمة مجموعة العشرين لبحث الأزمة الاقتصادية العالمية وسط توقعات بأن تتصدر قضية التدخل العسكري في سوريا المباحثات رغم أنها مدرجة علي جدول الأعمال الرسمي.ووسط إجراءات أمنية مشددة, من بينها إغلاق شبه كامل لمطار بولكوفو في سان بطرسبرج, رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقادة العالم في موقع ستريلنا التاريخي الذي يطل علي خليج فنلندا, وتركزت جلسات العمل في القمة التي تستغرق يومين علي النمو والاقتصاد العالمي والتنمية الشاملة وفرص العمل والتجارة. وبعد انتهاء زيارته للسويد, وصل الرئيس الأمريكي إلي روسيا أمس للمشاركة في القمة وسط تصاعد للتوتر بينه وبين نظيره الروسي بسبب قضيتي سوريا وإدوارد سنودن المستشار السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية اللاجيء حاليا في روسيا, ومن غير المقرر عقد أي لقاء ثنائي بين أوباما وبوتين لكن متحدثا باسم الكرملين أكد أن بوتين سيستقبل أوباما وسيصافحه, حسب تعبيره. وعلي الرغم من أن الروس والأمريكيين عقدوا جلسات تفاوضية عديدة لحل الخلافات بينهم إلا أن محاولاتهم كلها باءت بالفشل, وأتت الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها, وفي مقدمتهم باريس, توجيهها قريبا إلي نظام الاسد لتزيد الأمور تعقيدا, وفي وسط أجواء التوتر هذه رفض رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري جون باينر المؤيد لعمل عسكري في سوريا التقاء وفد برلماني روسي أرادت موسكو إرساله إلي واشنطن لكن السفارة الروسية في الولاياتالمتحدة أكدت الابقاء علي زيارة الوفد التي ستجري الأسبوع المقبل. وفور وصوله الي سان بطرسبورج وعلي هامش البرنامج الرسمي, التقي الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي يؤيد تدخلا واسع النطاق في سوريا, والتقي أيضا الرئيس الصيني شي جينبينج الذي تعارض بلاده مع روسيا معارضة شديدة منذ سنتين في مجلس الأمن أي عملية عسكرية ضد النظام السوري, وعقد أولاند أيضا اجتماعين ثنائيين آخرين في اليوم نفسه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس المكسيكي انريكي بينا نبتو, وأشار أولاند إلي أنه سيجري اجتماع للأعضاء الاوروبيين في مجموعة العشرين( الاتحاد الاوروبي والمانيا وايطاليا وبريطانيا) لكن في المقابل, لا يتضمن جدول أعماله أي لقاء مع مضيف القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه أسواق الأسهم الرئيسية في أوروبا أمس مع ترقب المستثمرين لنتائج قمة العشرين, وارتفعت كذلك معظم الأسهم الآسيوية عقب أنباء إيجابية من البنك الفيدرالي الأمريكي حول الاقتصاد الأمريكي وتزايد معدلات النمو الأوروبية.