من المبكر جدا أن يصدر التاريخ حكما قاطعا علي ثورتي يناير ويونيه, وكل منهما عندي ثورة مستقلة بذاتها لها شخصيتها, دوافعها, عناصرها, ولا أتفق مع من يرون الأخيرة امتدادا للأولي أو حتي تصحيحا لمسارها لأن الاختلافات بينهما أعمق بكثير. ومع ذلك فإن هناك بعض المعالم الأساسية التي يصعب أن يتجاهلها مؤرخ منصف, منها أن ثورة30 يونيه كانت مصرية خالصة, شارك فيها بإيجابية كل المصريين تقريبا لإنقاذ الوطن من التهلكة!! وشهدت أضخم حشد بشري في تاريخ الإنسانية لتغيير نظام حكم, ولم يكن لأي جهة أجنبية دور فيها, بل لعل أعداء مصر في الخارج من حلفاء الإخوان شنوا عليها, ولا يزالون, حربا غير شريفة لكنها نجت بفضل الله ورحمته وصلابة جيش مصر وشعبها. أما ثورة يناير التي يزال صندوق أسرارها مغلقا( إلي أن يتم فتحه في المحاكمات العلنية لقيادات الإخوان) فقد تداخلت فيها عناصر خارجية كثيرة ركبت موجة الغضب الشعبي من نظام مبارك, وشاركت فيها من اليوم الأول عناصر مخابراتية أجنبية وشهدت استدعاء ميليشيات من وراء الحدود, فضلا عما تكشف أخيرا من دعم وتمويل أجنبي لحركات ومنظمات ثورية ورموز سياسية مصرية معارضة شاركت فيها ضمن خطة تمكين الإخوان من الحكم, والذين كانوا ولا يزالون جزءا رئيسيا من المخطط الأمريكي الغربي الإسرائيلي لتفتيت وإخضاع الشرق الأوسط. وأختم محييا الجيش المصري البطل الذي يخوض الآن حربا مقدسة لتطهير التراب الوطني, فهو فخرنا وعزنا ومجدنا, برغم أنف الخونة والعملاء الذين يؤرقهم ويقض مضاجعهم التفاف المصريين حول جيشهم وإعلائهم لمكانته. وإنني أسأل من يجهلون أو يتجاهلون أو يعميهم الحقد عن رؤية عظمة وشرف العسكرية المصرية وهي أول وأهم عناصر القوة والسيادة والريادة واستقلال الإرادة الوطنية لبلادنا, هل لنا وجود أو تصنيف يذكر علي العالم في أي مجال ؟! في مستوي المعيشة أو في الصحة أو التعليم أو الاقتصاد أو..أو....للأسف لا, إلا الجيش المصري العظيم( جيش الشعب) فهو المصنف العاشر عالميا, وهو في عقيدة المسلمين خير أجناد الأرض, هذا الجيش العظيم وقائده الذي شاء المولي عز وجل أن يتولي القيادة في هذا التوقيت لأكبر دليل علي أن أرض الكنانة محروسة دائما بعناية الله ولو كره الكارهون. لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم