الافضل لجماعة الإخوان في وضعها الراهن, وقد تضاءلت قدرتها علي الحشد والفعل الي حد لم يعد في وسعها سوي ان ترتكب جرائم ارهابية صغيرة, لن تغير الوضع الراهن او تبدل موازين القوي علي ارض الواقع ولكنها تورط الجماعة في مزيد من وحل الارهاب!.., الافضل للجماعة من كل الوجوه ان تفيق من غيبوبتها الراهنة, وتعترف بأنها منيت بخسارة حاسمة, وان اخطاءها الفادحة وجرائمها ضد الشعب المصري كانت اهم اسباب المحنة التي تعيشها الجماعة الان, وتنشد مفاوضات جادة تعترف ابتداء بأهمية وضرورة احترام ارادة الشعب المصري لعلها تفتح طريقا للمصالحة الوطنية, بدايته الطبيعية ان تعلن الجماعة من جانب واحد نبذ الارهاب ووقف اعمال العنف والتظاهر العنيف وعمليات قطع الطرق وتعويق مصالح العباد, وتؤكد التزامها بفض تحالفها البغيض مع تنظيمات السلفية الجهادية والقاعدة التي تعمل ضد الامن القومي في سيناء, وتقدم اعتذارا علنيا عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب المصري, مقابل التزام الحكومة بوقف ملاحقات افراد الجماعة الذين لايحملون اثار دماء علي ايديهم, والاقرار بحقهم في ان يكونوا جزءا من العملية السياسية لهم مثل جميع افراد المجتمع حق الترشيح والانتخاب, اضافة الي ضمان محاكمة قانونية عادلة للمتهمين من اعضائها امام قاضيهم الطبيعي ودون اي اجراءات استثنائية, يتحقق فيها كل ضمانات الدفاع ويمكن ان تراقبها هيئات قضائية عربية او دولية, مع تطبيق قواعد العدالة الانتقالية التي تسمح بتوسيع مظلة العفو عن كبار السن اذا التزموا احكام القانون او اعترفوا بأخطائهم. وفيما يخص الجماعة ذاتها, فيحسن اعطا ؤها مهلة زمنية كافية تعيد فيها النظر في برنامجها السياسي واهدافه ليسهل دمجها في المجتمع, بحيث تصبح تنظيما وطنيا لا علاقة له بأي تنظيمات دولية, تقتصر اهدافه علي الداخل المصري ويخضع لكل القوانين المرعية, ويلتزم عدم استخدام المساجد والمنابر في دعاوي سياسية, ويمتنع عن تكفير معارضيه ولا يعطي لنفسه اي ميزة نسبية بسبب الدين لان غالبية المصريين مسلمون موحدون, ويضع موازنته تحت رقابة الجهاز المركزي للمحاسبات مثل كل الجماعات والاحزاب والنقابات للتعرف علي مصادر تمويله واوجه انفاقه, مع التعهد الصارم بوقف كل النشاطات السرية والامتناع عن اعداد ميليشيات مسلحة تستخدم العنف.., واظن ان مثل هذه المبادرة تمثل فرصة سانحة للجماعة, بديلها الوحيد ان تظل غارقة في وحل الارهاب, او ان تبقي جماعة محظورة بقرار شعبي واسع يمكن ان يطول امده الزمني. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد