عندما يغيب القانون يظهر الكثير من الممارسات المخالفة لحقوق الإنسان والبيئة, ومن أخطرها تجارة استخدام الهرمونات والأسمدة المخالفة, والترويج لها. ويعتبرها البعض رابحة, في حين أنها تجارة سامة, دون رقابة, تدمر صحة الإنسان, وسلامة البيئة, وصحة المزارع نفسه, الذي يقوم بعملية الرش, دون استخدام وسائل حماية مناسبة. المهندس الزراعي أحمد صالح مدير الإدارة الزراعية بالمطرية الأسبق أشار إلي أن الهرمون يدخل في حياة النبات بشكل دائم لأنه- كهرمونات الإنسان- ضروري في نمو النبات خصوصا في البيوت البلاستيكية حين تنخفض درجات الحرارة, فيتم رش الأزهار بنسب بسيطة جدا لمساعدتها علي التلقيح والإنبات, مشيرا إلي أن هذه الطريقة تستخدم في إنبات محاصيل عدة كالطماطم. فارغة وبلا بذور ويوضح الدكتور عصمت وهبة الباحث الزراعي أنه بدأ في السنوات الماضية استخدام هرمونات النمو في مجال الإنتاج الزراعي بهدف بيع المحاصيل قبل نضجها مثلما يحدث في الطماطم حين تكون خضراء, ويتم رش الهرمون عليها فتصبح في اليوم الثاني حمراء وكبيرة.. وهذا ليس نموا طبيعيا بل تكاثر سريع للخلايا النباتية نتيجة الهرمون, مما يؤدي إلي خلل بالنبات أولا, وكذلك للإنسان الذي يستهلك هذا النبات, وللمزارع الذي يقوم بالرش. ويضيف أنه ساعد علي انتشار ظاهرة استخدام الهرمونات في النباتات إصابة محاصيل بالحشرات الضارة فكان البديل استخدام البعض للهرمونات للإسراع بإنضاج الثمار والتبكير ببيعها بالأسواق بأسعار مرتفعة وفي الوقت نفسه التخلص من الحشرات, مشيرا إلي أن الثمار المرشوشة بالهرمون تكون جوفاء وفارغة داخليا وبلا بذور كما يظهر في الخيار والبطيخ والمحاصيل الأخري التي يطلق عليها المرشوشة. ويؤكد صيدلي( فضل عدم الكشف عن اسمه) وجود إقبال كبير علي شراء حبوب منع الحمل والحبة الزرقاء لاستخدامها في تسمين المواشي, مما يشكل خطورة كبيرة علي صحة الناس والبيئة. مراقبة المنافذ ولاستئصال خطر تلك الأغذية الهرمونية في مصر يري الدكتور أشرف عبد الوهاب سليم الأستاذ بمركز علاج السموم الإكلينيكية والبيئية بقصر العيني ضرورة تعاون وتضافر كل الجهات المعنية في الحفاظ علي صحة الإنسان من بيئة وصحة وخدمات بيطرية وزراعة وجمارك لتشديد الرقابة علي المنافذ, ومتابعة كل شبر في مصر من المساحات الزراعية, وكذلك مزارع تسمين الأبقار والأغنام أو الدواجن لحظر استخدام تلك الهرمونات في الغذاء النباتي والحيواني بطرق عشوائية, خصوصا بعد انتشار الأمراض الوبائية والخطيرة, التي لم يعرفها المجتمع من قبل, وفي مقدمتها أمراض الكبد والكلي والسرطان وغيرها, وكلها ناتجة عن تناول تلك السموم بكل وجبة غذائية, حتي أصبح المرض عبئا اقتصاديا علي المجتمع.