الانفجارات التي شهدتها لبنان مؤخرا سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله, أو في مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية, هي جزء من سلسلة متفرقة من أعمال العنف تواكب المتغيرات الضاغطة علي النظام اللبناني الهش, سواء من ناحية تداعيات الحرب الأهلية في سوريا أو فشل اللبنانيين في تشكيل حكومة جديدة أو إجراء انتخابات نيابية واضطرارهم إلي تمديد فترة المجلس النيابي الحالي. بل ان هذه الانفجارات التي تنوعت بين المناطق الشيعية والسنية تدعم النظرية التي تري أن هناك محاولة لاستجلاب الحرب السورية إلي لبنان, من خلال فتنة سنية شيعية تفجر الأوضاع في لبنان, خاصة مع محاولات خلق فراغ في السلطة والدولة اللبنانية, من خلال عرقلة تشكيل حكومة تمام سلام, واستمرار الخلاف علي قانون الانتخابات النيابية, وصولا لخلق أزمة بعد ذلك علي انتخابات رئاسة الجمهورية. لقد أجمعت معظم الأطراف المتناحرة في لبنان علي أن زارع العبوات الناسفة في الضاحية الجنوبية هو نفسه من زرعها في طرابلس, خاصة بعد أن كشفت الأجهزة الأمنية عن وجود معلومات عن خريطة تفجيرات تشمل مواقع حساسة طائفيا, لتفجير الوضع الطائفي في لبنان, وجر اللبنانيين إلي اقتتال داخلي تحت عناوين طائفية ومذهبية, وهو ما قد يكون امتدادا لمحاولات تفتيت المنطقة العربية علي ضوء ما يحدث في العراق وسوريا. ان تمسك اللبنانيين بالحكمة والصبر ومحاولة استعادة الحد الأدني من الوفاق الداخلي, هو الحل الوحيد لمواجهة عمليات التفجير ولابد كالعادة من تدخل اقليمي ودولي خاصة من بعض الأطراف الفاعلة في الشأن اللبناني مثل السعودية وفرنسا وإيران, لتهيئة الأجواء ودافع عملية تشكيل الحكومة اللبنانية إلي الأمام, لأن استمرار الفراغ السياسي يشكل دافعا لاستمرار التفجيرات, وكذلك محاولة وضع حد لانعكاسات الأوضاع في سوريا علي لبنان. لمزيد من مقالات راى الاهرام