طالب علماء الأزهر بتوقيع أقصي العقوبة علي من يعتدون علي الممتلكات والمنشآت العامة, وطالبوا جميع المصريين بأن يحافظوا علي أرواحهم ووطنهم وأن يبتعدوا عن الفتن والشائعات ومراعاة أحكام الشريعة الإسلامية في كل تصرفاتهم. وحذر علماء الأزهر من استمرار محاولات التحريض علي العنف أو تبريره أو الترويج له أو الدفاع عنه أو استغلاله بأي صورة مشددين علي حرمة الدماء والاعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة. كما شدد العلماء علي واجب الدولة ومؤسساتها الأمنية في حماية أمن المواطنين وسلامتهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم في إطار احترام القانون وحقوق الإنسان. مؤكدين أن القصاص جزاء وفاق للجريمة, وانه من العدالة أن يؤخذ المجرم العقوبة بمثل فعله. وأوضح العلماء أن القصاص ثابت في الشريعة الإسلامية بالنص عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية وفعل الرسول صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والصحابة رضوان الله عليهم وإجماع الأمة. وورد النص علي القصاص في القرآن الكريم في قول الله تعالي: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثي بالأنثي فمن عفي له من أخيه شيء فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدي بعد ذلك فله عذاب أليم. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون وقال الدكتور محمد سالم عاصي, الأستاذ بجامعة الأزهر إن الرسالات السماوية والشرائع الإلهية جاءت لحفظ خمسة أشياء ضرورية وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال, وإن الإسلام حرم سفك الدماء للمسلم وغير المسلم إذا كان بينه وبين المسلمين عهد وميثاق حتي في الحروب فلم يجز الإسلام قتل من لا يقاتل مثل المرأة والطفل والشيخ الكبير. وأكد الدكتور حمد الله الصفتي, الأستاذ بجامعة الأزهر, أن من مبادئ الشريعة الإسلامية حفظ النفس وحمايتها من أي اعتداء مستشهدا بقول النبي صلي الله عليه وسلم الإنسان بنيان الرب ملعون من هدمه فعلينا ان نتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأوضح أن الشريعة الإسلامية حرمت أن يكون بين أبناء المجتمع أي لون من ألوان الشحناء والبغضاء فضلا عن أن يسود بينهم الإضراب والاقتتال فقال عليه السلام سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وأن المجتمع الإسلامي يختلف عن غيره في كثير من الأمور فيجب الا يكون بين أبنائه تقاتل لأجل خلاف سياسي أو مذهبي أو حزبي فليس ذلك مسوغا لإزهاق الأرواح والاعتداء علي الأنفس المعصومة التي حرم الله قتلها فكل المسلم علي المسلم حرام. القصاص شريعة مقدرة من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندي, عضو مجمع البحوث الإسلامية, أن القصاص شريعة مقدرة بصريح النصوص في القرآن والسنة لقول الرسول صل الله عليه وسلم شريعة الله القصاص والحق أن القصاص من القاتل أو من الذي يقطع احد الأعضاء أو الأطراف في النفس الإنسانية يستحق المعاملة بالمثل ويعبر عن العدالة بين الجريمة والعقوبة والقصاص ليس فقط في الإسلام, وإنما كان في الشرائع السابقة مثل الشريعة اليهودية, وأوضح الدكتور الجندي ان هذه العقوبة إنما تستهدف المساواة بين الجاني والمجني عليه أو القاتل والمقتول بل إننا نعلم جميعا أن البادئ اظلم, فالقاتل عندما يستبيح حرمه النفس الإنسانية وينتهك حرمة الدم المعصوم فإنما يتصدي بذلك الفعل وهذا العمل العدواني لله سبحانه وتعالي الذي خلق الإنسان وأبدعه وجعله في أحسن تقويم, فالقاتل لم يعتد فقط علي حرمة الإنسان وإنما بارز بعمله الإجرامي الله سبحانه وتعالي وفقا لما جاء في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم الإنسان بنيان الرب ملعون من هدمه. وأضاف أن الإنسان صناعه الباري سبحانه وتعالي وحري بكل فرد وعلي المجتمع وعلي الدولة أن تصونه وتحافظ عليه ويعد هذا حفاظا علي حق الإنسان ويعد تطبيق عقوبة القصاص إحياء للنفس الإنسانية وتقريرا لحق الحياة وهو حق شرعي وإنساني, أشار إليه الإسلام وإعتبره واجبا مفروضا ومسئولية مشتركة ينبغي حمايتها والحفاظ عليها وهنا تظهر الحكمة العظيمة من مفهوم القصاص في الإسلام فتشريع القصاص ليس مقصودا لذاته وإنما مقصود به حماية الكيان الإنساني وإشاعة الأمن والأمان في المجتمع حتي يشعر كل فرد بأنه امن علي نفسه وماله وعقله وعرضه فلا يعيش في خوف وترويع لذلك فإن ردع المجرمين الذين استباحوا الأنفس البريئة والدماء الزكية يستوجب توقيع اشد العقوبات وذلك صيانة لحق الحياة وحفاظا لمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وهو حماية النفس وتطهير المجتمع من الجريمة الشنيعة التي تودي بحياة الإنسان وهو أعظم ما خلق الله لذلك فإن إنزال عقوبة القصاص والثأر من القاتل لا ينبغي أن يتم التهاون فيه أو يطلب العفو عن هؤلاء القتلة السفاكين للدماء والقرآن الكريم ذكر عقوبات متعددة بجانب عقوبة القصاص. وأكد أن دعوة البعض لإلغاء عقوبة القصاص أو الإعدام كما تدعو المجتمعات الحديثة هو أمر لا يحقق الأمان والاستقرار ولا يردع المجرمين الذين استباحوا الدماء. وأشارت الدكتورة إلهام شاهين إلي أهمية القصاص ردعا للمجرمين الذين يهددون حياة الآمنين ويعتدون علي حقوق الناس وحرماتهم وينشرون في الأرض الفساد وهو ينبع من كف الجناة عن الإعتداء ساعة ارتكاب الجريمة لان الذي يوقن انه سيدفع حياته ثمن لحياه من سيقتله يتردد ألف مرة قبل أن يقدم علي القتل كما أن القصاص حياه لأنه يشفي صدور أهل المقتول, فإذا اخذوا حقهم عن طريق الحاكم وأولي الأمر من القاتل شفيت صدورهم من الحقد والرغبة في الثأر والانتقام. وأضافت الدكتورة الهام شاهين قائلة إن الثأر إذا فتح بابه لا يتوقف حتي يصبح معارك تسيل فيها الدماء انهارا والقصاص هو قتل للنفس وليس كل قتل يوجب القصاص ولكن الذي يوجب القصاص هو القتل العمد وذلك بشروط أربعة: أولها: أن يقصد القاتل إزهاق روح الإنسان فعلا, وثانيا: أن يكون القاتل عاقلا بالغا, وثالثا: ألا يكون الحاكم قد أمرة بالقتل قصاصا ورابعا: ألا يكون قد قتله دفاعا عن النفس بحيث لم يتمكن من حماية نفسه منه إلا بقتله.