شباب مصري مهموم بمشكلات بلده, فكر بعد5 سنوات بقسم الاتصالات والالكترونيات بهندسة حلوان كيف يستثمر دراسته وكل ما تعلمه علي مدي هذه السنوات في تقديم مشروع مهم يخدم به بلده. واخيرا خرج بفكرة رائعة تتعلق بموضوع حيوي يمس حياتنا بشكل مباشر وهو تلوث مياه النيل فاخترع جهازا آليا روبوت يكشف عن مواطن التلوث ويرسلها لقاعدة البيانات الالكترونية لتبدأ العمل بدورها وتطهر المياه من الملوثات والمخلفات التي أصبحت تهدد حياتنا بشكل مباشر. وقد فاز مشروعهم في عدة مسابقات منها: ابتكار وصنع في مصر ونهضة المحروسة وينافس حاليا بقوة في يوم الهندسة المصري المزمع اقامته في26 و27 من الشهر الحالي. قال قائد فريق النايل بوت المكون من8 شباب خريجي هندسة حلوان عبد الرحمن محمد لطفي: ما يميز المشروع هو الطريقة المبتكرة في معالجة المياه الملوثة حيث أصبح من الممكن عند اكتشاف نوع التلوث ومكانه إرسال المعلومات علي الفور إلي مركز التحكم ومن ثم نبدأ في علاج المياه مباشرة دون الحاجة لانتظار نتائج التحاليل في المعامل والتي كانت تستغرق وقتا طويلا. سألته عن طبيعة المشروع فقال في سطور مبسطة لخصت الكثير من جهد شهور وعمل ساعات متصلة حتي وصل إلي هذه النتيجة: هو عبارة عن جهاز روبوت وظيفته اكتشاف وجود تلوث في المياه من عدمه وتحديد نوع ومكان التلوث بدقه عن طريق نظام الاستشعار( السنسور), ونقوم باستخدام عدة أنواع من المجسات لقياس الخصائص المختلفة للمياه وعن طريقها نستطيع اكتشاف التلوث, ويتم معايرة المجسات طبقا للمعايير الثابتة للمياه. ومن ثم يتم إرسال هذه القراءات لمركز المراقبة والتحكم عن طريق الروبوت من خلال موقع علي الانترنت يحتوي علي قاعدة بيانات تقوم بحفظ القراءات الخاصة بالمجسات, كما يمكن أن يتحكم أيضا هذا النظام في مسار الروبوت. سألته ما هو الجديد الذي يضيفه هذا المشروع لأنظمة معالجة وتنقية المياه الموجودة حاليا قال إن النظام الجديد هو أقل تكلفة من النظام الحالي, كما انه أسرع وأكثر كفاءة نظرا لأن النظام المتبع حاليا في الشركة القابضة لمياه الشرب يعتمد علي أفراد يقومون بأخذ عينة من مجري النيل وتتكرر العملية في عدة محافظات مما يستغرق فترة زمنية طويلة لحين العودة مرة اخري لمكان التلوث ويكون من الصعب متابعة التغيرات المستمرة في نهر النيل والوصول الي المعالجة المطلوبة. ويقول كريم الدين محمد أحد أعضاء الفريق: تستطيع الشركات الخاصة بتصنيع المياه في مصر الاستفادة من هذا المشروع للقضاء تماما علي مشكلة تلوث مياه النيل باستخدام جهاز الروبوت.ويمكن استخدامه أيضا علي نطاق أوسع بكثير من خلال المنشآت الحكومية في الدولة المعنية بتنقية المياه عن طريق عمل مسح شامل لمناطق المياه المراد الكشف عنها من خلال المجسات الموجودة بالجهاز(سنسورز).وحول نظام الرقابة والتحكم في المشروع قال: إن هذا النظام يمثل واجهة المستخدم التي عن طريقها يستطيع استعراض البيانات الواردة من الروبوت مثل خصائص المياه والموقع ومستوي شحن البطاريات و حالة المواتير, كذلك التحكم في الروبوت عن طريق تحديد نقطتي بداية ونهاية مسار حركته, إلي جانب تشغيل وإغلاق أنظمة الروبوت المختلفة. ووصف جسم الروبوت نفسه الخارجي وكيفية توجيهه وقال أن الفريق قد توصل إلي نظام يعمل علي توجيه الروبوت وتحريكه متفاديا كل العوائق حتي يصل لنهاية المسار المحدد و يشمل المواتيرو تفادي العوائق وشحن الطاقة بالخلايا الشمسية والبطاريات. وبسؤال محمد السيد فهيم عضو آخر بالفريق عن الصعوبات التي واجهتهم قال ان أصعب شيء في المشروع كان إيجاد الفكرة في حد ذاتها من أجل خدمة المجتمع, نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها مصر واحتياجها إلي عمل مشاريع وتنمية أكثر من أي وقت مضي.وبعد أن استقررنا علي الفكرة واجهتنا العقبة الثانية وهي تكلفة المشروع لإخراجه بالشكل الأمثل, وحاولنا بقدر الإمكان التغلب عليها بإمكاناتنا المحدودة. وعن تطلعاتهم أجابني في نقاط محددة قال: نود تحويل المشروع من نموذج أولي الي مشروع علي أرض الواقع يمكن الاستفادة منه للحفاظ علي مياه النيل في مصر, نأمل أن تتبني وزارة البيئة أو أي جهة متخصصة في مصر تنفيذ المشروع, ونحلم نحن مجموعة الشباب بتكوين شركة تتخصص في مشاريع مماثلة من اجل تنمية المجتمع وخدمة مصر. وفي امنية جماعية للفريق قالوا: نتمني أن تتبني الدولة متمثلة في وزارة البحث العلمي مشاريع تخرج الطلاب الحاصلة علي امتيازات وتنفيذها علي أرض الواقع لخدمة الطلاب وتشجيعهم علي البحث العلمي, كذلك العمل علي تقديم حلول غير مكلفة لمشكلات الدولة بعقول وسواعد ابنائها وهو ما يوفر علي الدولة الملايين من الجنيهات. نقطة طريفة وددت أن أذكرها برغم إجراء اللقاء في الحر الشديد والصيام فإن الفريق قد غلب عليه طابع الروح المصرية والابتسامة التي نفتقدها بشدة وسط الأحداث الجارية عندما سألت أحدهم عن مشكلة سد إثيوبيا وتأثيرها علي مياه النيل مستقبلا وما إذا كان انعكس ذلك علي عمل الفريق؟ قال: بالطبع أحد الفنيين المساعدين في البحث قال لي مازحا ياعم وقف البحث ده مش لما يبقي فيه ميه الأول نبقي نشوف ملوثة ولا لأ.