ما اشبه الليلة بالبارحة ففي الماضي قاد الملك فيصل بن عبد العزيز تجمع الدول العربية المصدرة للنفط عام1973 لاصدار قرار تاريخي جرئ بوقف ضخ البترول للدول المؤيدة لاسرائيل وذلك عقب حرب اكتوبر عام1973 وكان في مقدمة هذه الدول التي تم فرض الحظر عليها الولاياتالمتحدةالامريكية ورغم الضغوط الامريكية علي الملك فيصل رحمه الله لإثنائه عن عزمه الا انه لم يرضخ لاي من تلك الضغوط غير عابئ باي ردود افعال انتقامية من امريكا وقال قولته الشهيرة انذاك لقد كنا نعيش تحت الخيام ونستطيع ان نعود إليها فإن نخسر المال خير من ان نخسر الشرف وحينما داعبه كيسنجر متمنيا من الملك ان يمون طائرته بالوقود رد فيصل انا رجل طاعن في السن وامنيتي ان اصلي ركعتين في المسجد الاقصي فهل تساعدني علي تحقيق هذه الامنية؟ وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فبينما يستعد الغرب لجني ثمار الفتنة التي اشعلوها بتمكين الاخوان المسلمين من اشعال الحرب الاهلية, ويبدا في التلويح بإستخدام القوة والعقوبات الدولية يخرج علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإعلان لا يقل جراة وجسارة عن قرار المغفور له الملك فيصل بتأييد مصر وتأكيد حقها في مواجهة العناصر الارهابية وكشف خادم الحرمين النقاب عن اولئك الذين يحاولون التدخل في شئونها واصفا لهم بأنهم يوقدون نار الفتنة ويؤيدون الارهاب الذي يدعون محاربته بعد ساعات قليلة من خطاب اوباما وكأن الملك عبد الله يؤكد بهذا الموقف حرصه علي ان لغة النخوة والاصالة والعروبة هي قيم اصيلة ولا يمكن ان تحل محلها لغة المصالح النفعية قصيرة النظر وقد كان الموقف السعودي هو نقطة التحول بعد ان تبعتها باقي الدول العربية بينما نجحت بدبلوماسيتها الهادئة من خلال فارسها الرشيق سعود الفيصل وزير الخارجية في تقويض جدران القوي التحريضية في الغرب ويثبت خادم الحرمين الشريفين ان عقد اللؤلؤ علي ارض الهداية الاسلامية لم ينفرط بعد واتمني من دولتنا دعوة الملك عبد الله لزيارة مصر حتي يتمكن المصريون من التعبير له عن محبتهم وتقديرهم له. لمزيد من مقالات أحمد عصمت