لم يكن هناك مبرر سياسي لهذه السقطة الاعلامية التي وقعت فيها قنوات فضائية عندما نفت مصرع ابنة القيادي الاخواني محمد البلتاجي خلال مواجهة الشغب في محيط رابعة العدوية, وصورت الامر وكأنه كذبة جديدة للاخوان لاستدرار المشاعر واستقطاب الناس. خالص العزاء للرجل في مصابه الأليم, وخالص العزاء لنا في كل ضحايا الإخوان الذين زهقت أرواحهم في فتنة مجنونة تكاد تعصف بامن الوطن واستقراره. الدكتور البلتاجي مشهور بتصريحاته العنيفة وحضه المتكرر علي مناهضة الدولة وشق الأمة, ومع ذلك فإن الاستهانة بمصيبته الشخصية تعد سقطة اخلاقية لايحتملها الصراع الدائر الآن, وبعد ذلك فهو تصرف لايحقق منفعة لغالبية المصريين الرافضين لسياسات الإخوان وسلوكياتهم بل ربما يؤدي الي تآكل المصداقية في وقت يتعرض فيه البلد لسيل من الاخبار المضللة والمراوغات المغرضة سعيا وراء تعميق الفتنة بين المصريين.. لاسباب باتت معروفة. ابنة البلتاجي راحت ضحية لزمن يعج بالحسابات الخاطئة.. الأخوان يحشدون قواهم في الداخل والخارج لاستعادة سلطة اضاعوها ايضا بحسابات خاطئة, فيهدرون دماء زكية ويصعبون الموقف علي الجميع. والقوي الدولية تعلم ان ماحدث في مصر لم يكن انقلابا باي حال وانما حالة دفاع شعبي عن النفس في مواجهة مخططات ومؤامرات تستهدف اضعاف الامة وتقسيمها, وهذا مارفضه الشعب والجيش. ومع ذلك فإن اصحاب المخططات يدافعون عنها حتي الورقة الاخيرة, وليس لهم وسيلة سوي تصلب الاخوان ودفعهم للانتشار في الشوارع لنشر الفوضي وإزهاق الارواح. مايجري في مصر الان لايمكن ان يكون استنساخا لمعركة موسي مع فرعون كما تقول تركيا, فجيش مصر اليوم لايضم فراعنة وانما هم ابناء الفلاحين والطبقة المتوسطة الذين هبوا لانقاذ البلاد من التفتيت, كما ان موسي, النبي الكريم, كان في النهاية مهاجرا واهله الي بلد لاتخصهم, أما الإخوان وجماعتهم فهم ابناء هذا الوطن لهم مالنا وعليهم ماعلينا بشرط احترام الآخر وقبول حقهم في عيشة كريمة تناسب القرن ال..21 ياتري كم من أرواح أخري ستسقط ضحية لمفاهيم مغلوطة يروجها متآمرون لزعزعة الاستقرار والأمن في ارض الكنانة ومحيطها العربي. قبل ان يتدخل العقلاء؟ لمزيد من مقالات عماد غنيم