أكد محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني الجديد في اتصال هاتفي مع كاثرين آشتون الممثلة العليا لشئون الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمس استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات النووية مع القوي الكبري, وذلك في أعقاب دعوة آشتون إلي الموافقة علي اتخاذ خطوة من هذا النوع. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن ظريف قوله إن جمهورية إيران الإسلامية مستعدة لبدء مفاوضات مع مجموعة ال5+1 وفق برنامج زمني محدد, داعيا الاتحاد الأوروبي إلي التروي وإتباع نهج جديد فيما يخص الموضوع النووي الإيراني. وأضاف أن وجود إرادة سياسية جدية لدي القوي العظمي من خلال الاعتراف بالحقوق النووية المشروعة لطهران, والتي تتمثل في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية, سيكون طرحا جديدا لتسوية هذه المسألة. وفي غضون ذلك, أوضح المتحدث باسم آشتون أن المفوضة العليا أكدت تصميمها والتزامها الثابت بالبحث عن حل دبلوماسي للمسألة النووية الأيرانية, وأن هذه الأطراف مستعدة للعمل مع فريق المفاوضين الإيرانيين الجديد فور تعيينه. وأضاف المتحدث أن آشتون أكدت لظريف ضرورة بدء مفاوضات جوهرية تؤدي إلي نتائج عملية, موضحا أن الطرفين اتفقا علي الاجتماع قريبا, لكن دون تحديد مكان أو زمان بعينه, مشيرة إلي أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي استغلت الفرصة وهنأت ظريف بمنصبه الجديد. وفي غضون ذلك, أعرب علي أكبر صالحي, مساعد الرئيس الإيراني والرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية عن أمله في تسوية قضية بلاده النووية مع الغرب بشكل كامل خلال فترة حكم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وبما يحقق مصلحة الطرفين. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إرنا أمس عن صالحي قولهتمت بالفعل تسوية القضايا القانونية للبرنامج النووي الإيراني والمسائل الفنية في البنود الستة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية, معربا عن أمله في حل القضية النووية من الناحية السياسية نظرا لوجود مؤشرات علي العقلانية في الطرف المقابل. وأوضح أن الملف النووي الإيراني مختلق وليس هناك أي مبرر للضغوط التي تمارس علي الشعب الإيراني, وذلك علي حد تعبيره. وفي تلك الأثناء, أعلن فريدون عباسي, رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق أن إيران لديها18 ألف جهاز طرد مركزي, من بينها9 آلاف و700 تقوم بتخصيب اليورانيوم إلي مستويات تتراوح بين5 و20% في منشأتين. وقال عباسي إن من بين الأجهزة ال18 ألفا, يوجد ألف جهاز حديث يقوم بتسريع عملية التخصيب, ومن بين الأجهزة9 آلاف و700 يوجد9 آلاف في مفاعل نتانز تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة5%. وهناك700 جهاز طرد في ناتنز ومفاعل فوردو المقام تحت الأرض تقوم بتخصيب اليورانيوم إلي مستوي يصل إلي20%, وذلك علي حد قوله إلا أنه لم يتم تأكيد الأرقام من قبل الوكالة الذرية. وعلي صعيد متصل, أكد الرئيس الإيراني أن حكومة بلاده الجديدة لن تعيد النظر في أسس ومبادئ السياسة الخارجية للبلاد, إلا أنها وضعت في جدول أعمالها التغيير في الأسلوب والأداء والتكتيك في السياسة الخارجية. ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله, خلال مراسم توديع وزراء الحكومة العاشرة وتقديم وزراء الحكومة الحادية عشرة, إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة حملت معها رسائل ودلالات واضحة للداخل والخارج, مشيرا إلي أن السياسة الخارجية تشكل الآن المفتاح لحل مشاكل البلاد في هذه المرحلة الحساسة, وذلك علي حد تعبيره. وعلي الصعيد الداخلي, عقدت الحكومة الإيرانية الجديدة أولي اجتماعاتها أمس, وذلك عقب فوز أغلب أعضائها بثقة البرلمان الإيراني, حيث ذكرت شبكة برس تي في الأخبارية الإيرانية أن البرلمان منح الثقة ل15 وزيرا فقط في الحكومة الجديدة, فيما خرج من التشكيل الوزاري الجديد وزراء التعليم, والعلوم والأبحاث والتكنولوجيا, والشباب والرياضة. وأضافت الشبكة أن الحكومة الجديدة بدأت اعتبارا من أمس في الاضطلاع بمهامها في إطار البرنامج والتعليمات المحددة من جانب الرئيس الإيراني روحاني.