المجزرة التي شهدها مركز شرطة كرداسة هي الابشع منذ الثمانينات من القرن الماضي بعد الهجوم الذي قاده عصام عبد الماجد علي مديرية أمن أسيوط والذي قتل خلاله105 ضباط شرطة خلال هذا الهجوم إلا ان ما حدث في قسم كرداسة يندي منه الجبين وتبرأ منه كل الاديان السماوية ويخالف كل معاني الانسانية كان الدافع لها هو الانتقام والارهاب الذي غلف حياة كثير ممن إدعوا التدين والالتزام واتخذوا منه ستارا لارتكاب مجازر ليس للاسلام- الذي قال رسوله الكريم لهدم اسوار الكعبة اهون عند الله من إراقة دم مسلم واحد- علاقة به فبأي ذنب قتلوا وترملت نساؤهم وتيتم أبناؤهم وأي دين هذا الذي يدعونه هولاء القتلة الفجرة الذي يستبيح قتل البشر والتنكيل بهم وسحل جثثهم في مشاهد تقشعر لها الابدان لقد تسببت الاحداث التي شهدتها أقسام الشرطة خلال الايام الماضية في جرح لن يندمل في أجساد المصريين بعد ما شهدته هذه الاقسام من هجمات بربرية خاصة ما شهده قسم شرطة كرداسة من مقتل15 شخصا من رجال الشرطة به ولم يكتف الجناه بقتلهم بل مثلوا بجثثهم فيما لا يحدث إلا في حروب أصحاب الديانات المختلفة وكأنهم يقتلون يهودا أو اعداءا إنتهكوا حرمات المساجد بعدما إحتجزوا اللواء مصطفي الخطيب مفتش فرقة اكتوبر داخل المسجد المجاور لاكثر من3 ساعات حتي لفظ أنفاسه الاخيرة في جريمة قتل بالبطئ ناهيك عن قتلهم وسحلهم العميد محمد جبر مأمور المركز والعقيد عامر عبد المقصود نائب المأمور والنقيب هشام شتا والملازم أول محمد فاروق معاونا المباحث و4 من الأمناء و6 مجندين آخرين.في جريمة بشعة تخطت كل حدود العقل والمعقول وعلي الرغم من انه وبشهادة الاهالي وزملائهم في العمل فإن العميد محمد جبر مأمور القسم يشهد له بالكفاءة ودماثة الخلق حيث أنه كان محبوبا من الجميع ومن المفترض أنه قد تم ترقيته خلال الحركة التي تأجل تنفيذها حتي إنتهاء الاحداث الجارية بالبلاد الي درجة لواء ومساعدا لمدير أمن الجيزة وذلك لتفانيه في العمل بعد أن قررت أسرته أنهم كانوا لا يرونه لفترات طويلة قد تمتد لاكثر من شهر لتفانيه في العمل أما العقيد عامر عبدالمقصود نائب المأمور والذي كان محبوبا لاهالي كرداسة وكان ينتظر ترقيته ايضا في الحركة المقبلة الي درجة عميد وتعيينه مامورا لمركز كرداسة الا ان يد الغدر كانت اقرب له منها ليقوم هؤلاء البرابره بقتله وسحله تنفيذا لفكرهم الارهابي الانتقامي من كل شئ. والنقيب هشام شتا معاون مباحث القسم والذي كان لتوه قادما من رحلة عمره خلال شهر رمضان حيث كان معروفا عنه بين زملائه دماثة الخلق وتفانيه في العمل وكان محبوبا من كل رؤسائه في العمل وتقديرا لدوره ومجهوده الكبير كان قد تقرر ترقيته ونقله الي قسم شرطة الدقي للاستفاده بمجهوداته علي الرغم من انه ليس من أبناء القيادات ولا ذوي المحسوبيات بل إنه من شباب الشرطة الذين تفانوا في عملهم وأداء واجبهم نحو وطنهم والذي أفني حياته من أجل حمايته والدفاع عنه وأنه كان يتمني الموت شهيدا وكثيرا ما كان يذكر لزملائه في كل مأمورية يخرج لها بأن حياته فداء لوطنه وكان ملتزما في ادائه للصلاه والتزامه الديني الذي شهد له به الجميع. الا ان الجريمة كانت مدبرة ومخططة بإحكام حيث إن قسم كرداسة قد تعرض خلال الايام الماضية للعديد من الهجمات علي يد هؤلاء المتأسلمين منذ اندلاع الاحداث الاخيرة بالبلاد وكانت القوات تتصدي لها الا أن هذه المره حضرت سيارة نقل أطلق من عليها قذيفتا هاون علي مدرعتي الجيش والشرطة والقسم وبعدها بدأ هجوم بربري بالاسلحة الالية لم ينج منه المصلون بالمسجد المجاور للقسم والذين حاولوا الدفاع عن القسم الا أن الهجمة كانت شرسة. وكأن الايام تكشف عن من هاجموا الاقسام خلال احداث28 يناير خلال عام2011 فقد كان قسم كرداسة ايضا من أكثر الاقسام تضررا من تلك الاحداث حتي أنه لم يفتح للعمل الا منذ فترة بسيطة بعد ان تم تجديده حتي كان الجناه له بالمرصاد ليعيدوا تدميره من جديد وكانت تلك الجريمة البربرية التي شهدها القسم هي الاكثر تاثيرا في نفوس الضباط ورجال الشرطة بالجيزة بعدما شاهدوا زملائهم يقتلون ويسحلون لا لشئ الا أنهم أرادوا تأدية واجبهم والالتزام بعملهم.