رئيس العمل والموظفون.. علاقة تجمع أطرافا كطرفي المقص, يتصور المدير أن موظفيه مقصرون طبعا ولا يؤدون أعمالهم علي الوجه اللائق. ويتصور الموظفون أن مديرهم يظلمهم ويقلل مستحقاتهم المالية ويقف عقبة كئود أمام انطلاق طموحاتهم. والحقيقة دائما تقف في نقطة ما بين هذين التصورين, أقرب لأحدهما حسب الظروف الحقيقية علي أرض الواقع, ولأن التدوينات القصيرة عبر موقع تويتر تكون في الغالب ملخصة وموجزة ولا تحمل تنميقا كثيرا بحكم طبيعتها فإنها تكشف عن كثير من مفردات هذه العلاقة. فكرنا في البحث تحت عنوان رئيسك في العمل علنا نكتشف خفايا هذه العلاقة فوجدنا الكثير من التدوينات المعبرة التي تقود قارءها إلي موضوعات أطول, منها هذا الرصد الذي قام به أحدهم للكشف عن الفارق بين الرئيس والمرؤوس من وجهة نظر المرؤوس طبعا. فهو يقول لو استغرقت وقتا طويلا في أداء عمل ما فأنت بطئ, أما لو استغرق الرئيس هذا الوقت فهو طبعا دقيق. وإذا لم تفعل ما كلفت به فأنت كسول, أما إذا لم يفعله رئيسك فهو مشغول, ولو أسعدت رئيسك فأنت متملق, ولكن لو أسعد رئيسك رئيسه فهو متعاون. ولو اتخذت موقفا عنيفا فأنت أرعن ولو اتخذ رئيسك نفس الموقف فهو حازم. لو أغمضت عينيك فأنت نائم ولو أغمض رئيسك عينيه فهو يفكر في طرق تطوير العمل. أما لعبة إزاي تخنق رئيسك في العمل فلها نصيب كبير في تدوينات تويتر وكأنها وصية يتواصي بها التويتريون, والجميع يؤكدون أن الرابط المرفق يحتوي علي إصدار جديد من اللعبة بحجم 70 ميجا, من بينهم سوسن التي أكدت أنها كلما كانت تحظي بفاصل من التوبيخ من مديرها كانت تعود للمنزل وتلعب هذه اللعبة الرائعة, لكن أحد أعضاء تويتر يلفت النظر إلي نقطة أخري جديرة بالاهتمام وهي واحدة من العيوب الكبري للتكنولوجيا والمواقع الاجتماعية بصفة خاصة: إذ يقول أيمن أسوأ شيء ممكن تواجهه هو أن يتابعك رئيسك في العمل علي حسابك في تويتر.. وهذا شخص آخر يسمي توفيق يدعو إلي استضافة رئيسه في العمل في أحد البرامج التلفزيونية التي تسبق لقاءاتها في العادة إزاحة مسئول ما عن عمله. أما هذا التنويه العجيب فلم نفهم ما المقصود منه إذ يقول صاحبه للتنويه, ولكي لا افصل من عملي, مديري لم يمت, أطال الله بعمره بالصالحات.. بل هو علي قيد الحياة, أنا دعوت له من أعماق قلبي, فقط.. ويبدو أن صاحب التدوينة يظن أنه من أصحاب الدعوة المستجابة وأن مجرد دعائه علي مديره قادر علي انتزاع الروح منه وهو ما يتمناه طبعا. أما عبد الرحمن العضيبي فاستفزه موضوع يتحدث عن كيف تنتقد مديرك في العمل بلا مشاكل ويتحدث عن ضرورة استخدام بعض الكلمات المنمقة في الحديث معه مثل مديري العزيز فكتب يقول: أصلا لو قلت له مديري العزيز سيرد علي قائلا: أخلص, ماذا تبغي. كما أن المشاكل مع المدير موجودة أصلا حتي دون انتقاده, فما بالك لو انتقدته. ويتعاطف مع العضيبي آخر فيقول البدء بكلمة مديري العزيز هذه وصفة أمريكية, والوصفات الأمريكية لا تنجح في مجتمعاتنا غالبا.