ورد النيل تحول الي مشكلة كبيرة وصداع في رأس الفلاحين والصيادين بمحافظات الدلتا وبعد أن غطي الترع والمصارف والتهم كميات كبيرة من مياه الري فتسبب في بوار آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية. وتوقفت عمليات صيد الأسماك خاصة في فرع رشيد بكفر الشيخ وجميع المجاري المائية والترع والمصارف علي مستوي المحافظة. مشكلة كبري يعاني منها أكثر من مليون مزارع وأكثر من100 ألف صياد من أبناء محافظة كفر الشيخ وتحتاج الي حلول فورية وعاجلة, خاصة أن هذا النبات الذي يلتهم كميات كبيرة من مياه نهر النيل ومياه الري ويمنع وصولها لنهايات الترع والمساقي علي مستوي المحافظة أثبتت الدراسات القديمة والحديثة أنه يمكن الاستفادة منه اقتصاديا بتحويله الي أعلاف حيوانية. الغريب أن اجزاء واسعة من المجاري المائية والترع الرئيسية والمصارف العمومية علي مستوي المحافظة وغيرها أصبحت غابة خضراء من ورد النيل تعوق حركة مراكب الصيد وتمنع وصول مياه نهر النيل الي الأراضي الزراعية صيفا وشتاء. المشكلة تبحث عن حلول عاجلة والحل في أيدي مسئولي الري سواء علي مستوي الوزارة او علي مستوي المديرية وفروعها بالمراكز. حيث أدي عدم تطهير المجاري المائية خاصة الترع والمصارف بالمناطق البعيدة ومجري نهر النيل فرع رشيد في العديد من المناطق الي ظهور ورد النيل بكثافة شديدة حتي تحول الي مشكلة حقيقية لأنه يلتهم كميات كبيرة من مياه الري ويمنع وصول المياه الي جميع الأراضي خاصة الواقعة في نهايات الترع والمصارف, كما هو الحال بمراكز دسوق والحامول وبلطيم والرياض وفوة وقلين وكفر الشيخ, العجيب أن ورد النيل قد ظهر أيضا في اجزاء كبيرة من بحيرة البرلس رغم اجراء عمليات تطهير واسعة لها خلال الفترة الماضية بتكاليف100 مليون جنيه خاصة في الجزر المقابلة للمنطقة الصناعية ببلطيم وامام رافد الطريق الدولي الساحلي مما يؤدي الي اعاقة حركة مراكب وقوارب الصيد في العديد من مناطق البحيرة بخلاف الأحواش والبوص, كما ظهر ورد النيل في مصرف كتشنر رغم أن مياه هذا المصرف الأشد تلوثا علي مستوي الجمهورية من مياه الصرف الزراعي والصناعي يصب فيه أكثر من32 مصنعا بالمحلة الكبري وكفر الشيخ مما أدي الي تلوث مياه هذا المصرف الذي يتم استخدام مياهه لري أكثر من100 ألف فدان بمراكز الرياض والحامول وبلطيم وبيلا ويعتبر من أهم مصادر بحيرة البرلس بالمياه حيث يصب في البحيرة في نهايته. يقول محمود عوني من ملاك الأراضي الزراعية إن مشكلة ورد النيل وعدم تطهير المجاري المائية الخاصة بري الأراضي الزراعية من أخطر المشاكل التي تواجه المزارعين من أبناء المحافظة إن لم تكن أخطرها علي الاطلاق لأن المزارعين واصحاب الأراضي يبحثون حاليا عن مصادر بديلة لمياه الري او استخدام المياه الجوفية, وذلك بسبب ورد النيل وعدم تطهير الترع والمصارف رغم قيام الوزارة بتحصيل مبالغ مالية كبيرة من المزارعين سنويا من أجل تطهير الترع والمصارف, كما يتم استخدام مياه الري في اغراض اخري مثل المزارع السمكية. وطالب بوقف ري جميع المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الملوثة نظرا لخطورتها علي الصحة العامة للمواطنين ووقف أي أنشطة مخالفة يتم استخدام مياه الري فيها علي أن تقوم وزارة الري بازالة جميع الحشائش وورد النيل من المجاري المائية وتنفيذ خطة لتطهير هذه الترع والحفاظ علي مياه نهر النيل نظرا لحاجتنا الشديدة لهذه المياه خلال الفترة القادمة يضيف عبد الله توفيق من أصحاب الأراضي بالرياض أن المزارعين بالمحافظة يعانون من نقص بمياه الري اللازمة لجميع الزراعات خاصة الأراضي الواقعة في نهايات الترع خلال فترة الزراعات الصيفية والشتوية بعد ظهور ورد النيل بكثافة شديدة في العديد من المناطق والمجاري المائية, ويجب علي وزارة الري العمل علي القضاء علي ورد النيل لتقليل الكميات المهدرة من مياه الري. ويطالب بوضع خطة عاجلة للتخلص من ورد النيل وتطهير هذه المجاري المائية لضمان وصول المياه الي جميع الزراعات والحفاظ علي مياه الري وعدم التسبب في إهدار كميات كبيرة منها بصفة سنوية, كما أنه يمكن الاستفادة اقتصاديا من ورد النيل في العديد من الصناعات المختلفة طبقا للأبحاث والدراسات التي أعدت في هذا الشأن. ويضيف خالد فتحي عبد الحميد من ملاك المزارع السمكية إن ورد النيل تسبب في تلف العديد من المحاصيل لعدم وصول المياه الي جميع الأراضي رغم تنفيذ خطة لمناوبة المياه بين المناطق والترع خلال فصل الصيف الماضي حيث يلتهم ورد النيل كميات كبيرة من المياه وأدي تقاعس وزارة الري عن تطهير المجاري المائية الي تفاقم هذه المشكلة وارتفاع كثافة ورد النيل بكميات كبيرة في جميع المناطق واهدار كميات كبيرة من مياه الري التي أصبحت نادرة في العديد من المناطق مثل قري معذور وشباب الخريجين بالرياض والحامول والأراضي المستصلحة ببلطيم وهي مشكلة تحتاج الي حلول عاجلة في أسرع وقت ممكن للحفاظ علي مياه الري مستقبلا وانقاذ الأراضي الزراعية من البوار. ويؤكد طارق فتحي محام من أبناء كفر الشيخ أن وزارة الري تسببت في هذه المشكلة الخطيرة علي الاقتصاد القومي والصحة العامة للمواطنين حيث أدي نقص مياه الري الي لجوء العديد من المزارعين الي ري أراضيهم من مياه الصرف الصناعي الملوثة كما هو الحال بالنسبة لمصرف كتشنر ومصرف الرهاوي ويعد ذلك خطرا شديدا علي الصحة العامة للمواطنين لانتاج محاصيل زراعية ملوثة بالمواد الكيماوية من صرف المصانع والمخلفات التي يتم القاؤها في المصرف بالاضافة الي نقص مياه الري قد أدي الي ضعف الأراضي الزراعية وانهيار انتاج الفدان الواحد من المحاصيل المختلفة, كما حدث هذا العام بالنسبة للقطن والارز والبنجر, وسوف يتكرر ذلك بالنسبة لمحصول القمح هذا العام. والأمر يحتاج الي سرعة التحرك من المسئولين عن وزارة الري لإنقاذ ما يمكن انقاذه خلال الفترة القادمة للحفاظ علي الأراضي الزراعية من البوار, خاصة أن أراضي المحافظة ترتفع بها نسبة الملوحة وتحتاج الي كميات كبيرة من مياه الري لإنتاج مختلف المحاصيل الزراعية.