حي بولاق الدكرور من أكثر احياء محافظة الجيزة كثافة سكانية, وأيضا من أكثرها عشوائية.. الأهالي يصرخون من نقص الخدمات وعدم توصيل الغاز الطبيعي إلي بعض المناطق وعدم رصف الطرق الحيوية, وأزمات في الكهرباء ومياه الشرب ورغيف العيش والمجاري. تحقيقات الأهرام زارت بولاق الدكرور لمتابعة الناس وكان هذا التحقيق: .. في البداية وصف حسن الشوربجي وكيل إدارة المرج التعليمية ومقيم في تقسيم عمرو بن العاص الاقامة في حي بولاق الدكرور بأنها معاناة وطالب بتقسيمه إلي حيين أحدهما للملك فيصل والثاني لبولاق, أما جمال محمد مهندس بترول فيكشف حجم المعاناة موضحا أن محور الزعيم جمال عبدالناصر الذي يمر بتقسيم عمرو بن العاص بلا أسفلت أو خدمات مرورية. وحذر المهندس إسماعيل محمد من وجود مشتل وهمي انشأه رئيس الحي الأسبق عماد آدم ورئيس هيئة النظافة والتجميل الأسبق أحمد نصار فوق تلال من القمامة ومخلفات المباني دون التخلص منها أولا, وقد تحول هذا المشتل الوهمي إلي مرتع للبلطجية, وهذا ما أكده الحاج شوقي سالم موضحا أن بلطجيا حاول الاستيلاء علي هذا المشتل الذي تتجاوز مساحته5 آلاف متر مربع ليصبح مقرا لنشاطه الإجرامي وفرض سطوته بالمنطقة, ولم يستطع أحد إخراجه إلا بعد تدخل قوة كبيرة من مديرية أمن الجيزة. ويقول رفعت إبراهيم محام ان الشوارع ترابية وسعر الأنبوبة بين20 و40جنيها في معظم الأحيان ويشاركهما الرأي وائل صلاح الدين مشرف صيانة بأحد مستشفيات العيون ومحمد السوهاجي ومحمد سيد مصطفي باحدي شركات الخرسانة المسلحة مطالبين بسرعة رصف الشوارع وادخال الغاز الطبيعي وإزالة الاشغالات والبؤر الإجرامية والأسواق العشوائية. أما سامح فارس محاسب ود.عمرو عبدالله صيدلي فينبهان إلي غياب التواجد الشرطي وانعدام الأمن وبيع المخدرات علنا في كل الأوقات ويتفق معهما في الرأي د.أحمد لطفي اخصائي باطنة ويشكو أيضا من مافيا السرفيس التي تعطل المرور وتتسبب في مضايقات وحوادث لقادة السيارات بالمنطقة. ويطالب حسني أحمد حسانين محقق كتب إسلامية بتخطيط المنطقة وتنميتها حضاريا والقضاء علي البؤر الإجرامية خاصة أمام محطة مترو أنفاق الملك فيصل وإزالة الاشغالات وفوضي الميكروباس أمامها. ويجمع غالبية الأهالي ومنهم مصطفي فهمي أحمد والمهندس محمد حافظ( جبرتي حي بولاق الدكرور) ود.يحيي رشاد مصطفي المحامي بالنقض علي ضرورة حل مشكلة نقص الخدمات والانتهاء من تنفيذ مشروع محور الزعيم جمال عبدالناصر المعطل منذ عام1971 وتنفيذ منازل ومطالع المحور الذي عن طريقه يمكن تطوير المنطقة حضاريا والقضاء علي العشوائيات! ويؤكد الدكتور علي عبدالرحمن محافظ الجيزة ان حي بولاق الدكرور تعرض للاهمال علي مدي43 عاما ابتعد فيها عن التنمية الحقيقية, حتي أن شارع المساكن الذي يعتبر من أكثر شوارع الجيزة اتساعا تم فيه بناء مساكن شعبية عبارة عن كتل خرسانية قتلت الأمل في تحويله إلي طريق رئيسي, لكن ما حدث سببه فساد المحليات وسوء التخطيط. تطوير المنطقة يجب أن يبدأ بتنفيذ محور جمال عبدالناصر الذي تم اسناده للقوات المسلحة بتكلفة نحو12 مليون جنيه, والمنتظر أن يكون بديلا عن محور ميدان لبنان ومحور الجامعة, ويخفف الضغط المروري علي شارعي فيصل والهرم بل ويفك الأزمة المرورية الخانقة في محافظة الجيزة خاصة في أوقات الذروة. ويعلق د.شريف مراد عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة مؤكدا علي ضرورة تطوير هذه المنطقة وإعادة تخطيطها بشكل حضاري وتوفير بيئة سكنية مناسبة تحقق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية خاصة وانها من المناطق المتاخمة لجامعة القاهرة وتلزمها خطط للتنمية وجذب الاستثمار. ويؤكد د.سامي عامر عميد كلية التخطيط العمراني ضرورة مشاركة أساتذة كليتي هندسة القاهرة والتخطيط العمراني في صندوق تطوير العشوائيات لانهم أكثر دراية بطبيعة هذه المشكلة وابعادها بحكم سكنهم وتخصصهم ودراستهم. وهذا ما يؤكده أيضا د.حزين أحمد حزين أستاذ الطرق بهندسة القاهرة مشيرا إلي أهمية البدء في تطوير بولاق الدكرور وتقسيمه إلي حيين احدهما للملك فيصل والثاني لبولاق الدكرور والاسراع في تنفيذ محور جمال عبدالناصر ووضع حلول عاجلة لمشكلات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي وزيادة سعة سنترال بولاق وتطوير الطرق والشوارع في إطار خطة تنمية شاملة.