يحتوي الكتاب علي خمس قصص كتبها أمين الريحاني ذات أبعاد اجتماعية وسياسية, تدور أحداثها حول محورين; المحور الأول: سياسي, ويتضح ذلك في قصة شريف أفندي; حيث نري ضياع آماله في الإصلاح, وفي القصة الثانية يستعرض الريحاني بقاء الفوارق الاجتماعية, ويتجلي هذا في قصة سجن عبد الحميد, وأما في القصة الثالثة بقضاء وقدر فيتحايل حكام مدينة بال بالقضاء والقدر ليذيقوا أهلها الذل والهوان, لكنهم يذوقون نفس الكأس حينما تحتل البلاد, وأما المحور الثاني: فهو أخلاقي, ويتمثل فيه الصراع بين الخير والشر في النفس الإنسانية; ذلك الصراع الذي وجدناه في نبوخذ نصر المنتقم الذي يترك حياة الملك ونعيمه إلي حياة التنسك والتعبد. ولد أمين فارس أنطون يوسف بن المطران باسيل الباجي, عام6781 م لأبوين مارونيين, وقد سمي بالريحاني لكثرة شجر الريحان المحيط بمنزله, وهو مفكر وأديب, وروائي ومؤرخ ورحالة, ورسام كاريكتير لبناني, يعد من أكبر دعاة الإصلاح الاجتماعي وعمالقة الفكر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في الوطن العربي, ويلقب بفيلسوف الفريكة نسبة إلي مسقط رأسه قرية الفريكة اللبنانية, وكتب الريحاني في العديد من الأجناس الأدبية; كالشعر والرواية, والمقال والمسرح, والسير والرحلات والنقد, كما ألف في العديد من الحقول المعرفية الأخري كالفلسفة والتاريخ والاقتصاد والاجتماع والجغرافيا, ومارس الرسم والتمثيل, وقد كان للريحاني سيرة نضالية لم يدخر فيها جهدا في توظيف معرفته الموسوعية ضد الاحتلال, والسعي نحو الاستقلال الوطني, وقد ظل علي دربه المعرفي والنضالي حتي توفاه الله عام7491 م, بعد أن ترك إرثا أدبيا وعلميا ضخما . صدرت عن كلمات عربية