تواصلا مع من يحب الله ومن يبغض من الناس, تأتي كراهية لقاء الله والخوف من الموت علي رأس ما يبغضه الله من الناس, والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: من كره لقاء الله كره الله لقاءه وقال أيضا: قال الله: اذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه, واذا كره لقائي كرهت لقاءه. كره لقاء الله: فسر رسول الله صلي الله عليه وسلم من كره لقاء الله كره الله لقاءه عندما سألته عائشة رضي الله عنها فقالت: يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت, فقال صلي الله عليه وسلم:ليس ذلك, ولكن المؤمن اذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته, فليس شئ أحب إليه مما أمامه, فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه, وان الكافر اذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته, فليس شيء اكره اليه مما أمامه, فكره لقاء الله وكره الله لقاءه. وجاء شريح بن هانئ الي عائشة رضي الله عنها فقال: يا أم المؤمنين! سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم حديثا ان كان كذلك فقد هلكنا, فقالت: ان الهالك من هلك بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم وما ذاك؟ قال: قال رسول الله: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه, من كره لقاء الله كره الله لقاءه وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت, فقالت: قد قاله رسول الله وليس بالذي تذهب اليه, ولكن اذا شخص البصر, وحشرج الصدر, واقشعر الجلد, وتشنجت الاصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه, ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فالكراهية المعتبرة هي التي تكون عند الفزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها فحينئذ يبشر كل انسان بما هو صائر اليه وما أعد له ويكشف له عن ذلك, فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا الي ما أعد لهم ويحب الله لقاءهم, ويجزل لهم العطاء والكرامة, وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه لما علموا سوء ما ينتقلون اليه ويكره الله لقاءهم ويبعدهم عن رحمته وكرامته, واللقاء يقع علي أوجه منها المعاينة ومنها البعث كقوله تعالي: الذين كذبوا بلقاء الله وقال تعالي: قل ان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم وقيل المراد بلقاء الله هنا المصير الي الدار الاخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض به الموت لأن كلا يكرهه, فمن أثر الدنيا وركن اليها كره لقاء الله, لأنه انما يصل إليه بالموت.