حرب المعلومات أو الجاسوسية لا تنتهي, المال مقابل المعلومات, بالاضافة للاغراءات الأخري هي المفاتيح التي تتسلل من خلالها أجهزة المخابرات للايقاع بالشباب واستدراجهم للعمل كجواسيس يجمعون المعلومات عن بلادهم ليقدموها لأجهزة معادية أم صديقة. والواضح أن ثورة المصريين في يناير لم تحرك الشعب المصري فقط لمطلب تغيير أوضاعه, وإنما حركت أيضا أجهزة المخابرات المختلفة في العالم بما فيها الأجهزة العربية للحصول علي معلومات عما يجري في مصر وهو ما يقتضي من جهاز المخابرات المصري أن يكثف جهوده لملاحقة هذه العمليات. اللواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي والأمني يرصد هنا الحرب الصامتة وغيرالمعلنة في مجال الحصول علي المعلومة ورصد مايجري في الشارع وأيضا داخل دوائر صنع القرار. مازالت حرب الجواسيس بين مصر واسرائيل تدور رغم توقيع معاهدة سلام بين البلدين من عقود.. ماهو شكل هذه الحرب الآن؟ قامت المخابرات العامة المصرية بالاشتراك مع المخابرات الحربية بإلقاء القبض علي شبكة تجسس مؤخرا تعمل لحساب جهاز المخابرات العسكرية الاسرائيلي الأمان وذلك خلال الفترة الماضية, وقدم مقبوضا عليه أحد المتهمين من المصريين وهو المتهم عودة طلب ابراهيم برهم الرقيبة المولود في31 أغسطس82 بمحافظة شمال سيناء ولم يستكمل دراسته الاعدادية ويعمل حدادا ومقيم بمنطقة رفح مصر وقام بتجنيده والد زوجته المتهم عبدالله سليم ابراهيم الرقيبة وشهرته أبوعزيزة والمتهم في قضية أمن دولة تخابر مع اسرائيل والهارب من البلاد من عام87 والمقيم بمنطقة أفاكيم باسرائيل وعرض عليه خلال اتصال به توفير فرصة عمل له في مجال جمع المعلومات عن سيناء مقابل عائد مادي كبير, حيث وافق المتهم عودة علي ذلك ووعده المتهم الرقيبة بمعاودة الاتصال به لترتيب مقابلة مع أحد ضباط المخابرات الاسرائيلية وبعد نحو اسبوع عاود المتهم الاتصال بالمدعو عودة, وذلك خلال فترة اجازة عيد الفطر في عام2009 وقدمه وعرفه بعنصر من المخابرات الاسرائيلية يدعي أبوأكرم وهو ضابط المخابرات الاسرائيلي داني هوفاديا الضابط بالمخابرات العسكرية الاسرائيلية الأمان وعرض عليه التعاون في مجال تجميع المعلومات عن سيناء مقابل مكافآت كبيرة فقام بتكليفه علي سبيل الاختبار بتجميع معلومات عن العناصر العاملة في مجال تجارة وتهريب السلاح بسيناء ومعلومات عن تهريب الأفارقة بالتسلل من الحدود المصرية الاسرائيلية, كذلك معلومات عن نشاط عناصر فلسطينية بمنطقة رفح مصر. وعندما استجاب المتهم عودة طلب ابراهيم تجميع هذه الاحتياجات, وقام بتسليم أبوأكرم الضابط الاسرائيلي المعلومات, حيث قام بتجنيده في أكتوبر2009 وطلب منه معلومات عن الأوضاع المعيشية للبدو في المنطقة الحدودية برفح ونشاط العناصر البدوية في المنطقة الحدودية في مجال تهريب الأسلحة والاتجار فيها واخطاره بمعلومات عن العناصر النشطة في هذا المجال. ثم تطورت عملية التعاون بين المتهم عودة والضابط الاسرائيلي أبو أكرم خلال السنوات التالية حتي القبض عليه مؤخرا, حيث قدم بالفعل معلومات تفصيلية عن العناصر الجهادية بسيناء والعناصر القائمة علي العمل في الأنفاق والمتسللين من خلالها وتجميع لتوجه الرأي العام عن أحداث شمال سيناء وتحديد أماكن الأكمنة الأمنية مقابل مبالغ مالية بما يضر بالأمن المصري والتأثير السلبي علي أمن وسلامة البلاد والقوات المسلحة والجهات الأمنية المصرية الأخري, ويمضي المتهم في طريق التواطؤ والجاسوسية. وفي بداية2011 قام والد زوجته المتهم عبدالله الرقيبة بتقديم عودة لضابط مخابرات اسرائيلي جديد بديل عن أبو أكرم وعرفه بالضابط الجديد أبومنير واسمه الحقيقي أهارون يهنون والذي يعمل ضابطا في المخابرات العسكرية الاسرائيلية وطلب منه أبومنير زيادة نشاطه وتكثيف عمليات جمع المعلومات لأهمية المرحلة بعد ثورة52 يناير.2011 وفي خلال شهر مايو2012 طلب ضابط المخابرات الاسرائيلي أبومنير من عودة التسلل إلي الأراضي الاسرائيلية من خلال نقطة معينة اتفق معه عليها لمقابلة داخل اسرائيل واتصل به المدعو سلامة حامد أبوجراد لتسهيل عملية تسلله لداخل اسرائيل وفعلا توجه المتهم عودة والمدعو سلامة إلي منطقة أم قطف, وتم دخولهم للحدود الاسرائيلية مع دليل بدوي يدعي أبوأحمد العزامي الذي اصطحبهما ليلا وأوصلهما للجانب الآخر واستقبلتهما سيارة من جيش الدفاع الاسرائيلي داخل اسرائيل واصطحبتهما إلي مكتب المخابرات العسكرية الاسرائيلية بمنطقة بئر سبع وظل لمدة يومين في هذا المكتب مع الضابط أبومنير الذي قام بأعمال التدريب والتكليف للمهام الجديدة له ثم قاما بالتسلل مع نفس الدليل أبوأحمد العزامي والعودة إلي داخل الحدود المصرية تسلل من الجانب الاسرائيلي خلال شهر مايو2012 وتم خلال زيارتهما إلي مكتب المخابرات الاسرائيلي في بئر سبع التعرف علي ضابط مخابرات اسرائيلي جديد يدعي أبورائد والذي بدأ بالاتصال بالمتهم عودة وتكليفه بالمهام المطلوبة, ثم طلب ضابط المخابرات الاسرائيلي من المتهم عودة أن يعود للتسلل لاسرائيل لمقابلة أبو رائد ومعهم الدليل البدوي, وقام بالدخول للجانب الاسرائيلي في أكتوبر2012 وتم مقابلتهم بنفس الطريقة السابقة واصطحابهم لمكتب المخابرات الاسرائيلية ببئر سبع, وظل هناك لمدة ثلاثة أيام, حيث تفرغ لأعمال التدريب والاستجواب والتكليف بالمهام الجديدة. ويذكر أن أبورائد اسمه ديفيد يعقوب, ونتيجة الأعمال التي تقوم بها المخابرات المصرية في بتتبع العناصر التي تتجسس علي البلاد وتقوم بالأعمال التي تؤثر علي الأمن القومي المصري قامت المخابرات العامة بالاشتراك مع الحربية تتبع نشاط هذه العناصر ومراقبة المتهمين مراقبة تفصيلية دقيقة, مما أدي في النهاية للايقاع بهذه الشبكة والقبض عليهم وتسليمهم للنيابة العامة التي انتهت من تحقيقاتها في هذه القضية, وقامت بتقديم المتهمين للمحاكمة والمنتظر انعقادها خلال الفترة القادمة.. وهكذا فإن الأجهزة الأمنية المصرية تعمل ليل نهار وبكفاءة لتأمين البلاد من أخطار التجسس الموجهة لها, وكذا المخابرات قد قدمت عدة قضايا تجسس بعد يناير2011 وقضت المحاكم فيها بعقوبات مختلفة وبعض هذه القضايا ماتزال منظورة أمام المحاكم انتظار لصدور قرار العدالة. تغييرات سياسية لماذا تزايدت أعمال الجاسوسية ومحاولة جمع المعلومات عن مصر بعد ثورة25 يناير.. وهي المعركة التي دخلت فيها عناصر متعددة, بالاضافة للعناصر التقليدية؟ بعد أي تغييرات سياسية في أي دولة في العالم تكون أجهزة مخابرات الدول المختلفة لديها نهم شديد للتعرف علي ما يدور خلف الكواليس وليس المعلومات المعلنة عما يجري في هذه الدولة حتي يمكن وضع سياسات تجاه هذه الدولة بالشكل المناسب, ولذلك فليس من المستبعد أن تكون غالبية أجهزة المخابرات الصديقة والمعادية تعمل بهمة ونشاط بجمع المعلومات عن مصر بعد ثورة25 يناير وما تبعها من تحولات سياسية مختلفة وأنشطة جديدة دخلت الساحة السياسية المصرية, إضافة إلي الأنشطة الارهابية الموجودة في شبه جزيرة سيناء التي ينظر لها العالم بنظرة حذر وترقب شديدين لأهميتها من النواحي المختلفة خاصة الاستراتيجية لوجودها علي مشارف المجري الملاحي لقناة السويس. مواقع النت مواقع علي النت تظهر عليها اعلانات عن فرص عمل في جمع المعلومات كلها تفتح المجال لانزلاق الشباب لمستنقع الجاسوسية؟. نحذر الشباب المصري بشكل عام من الدخول لمواقع المخابرات الاسرائيلية ومواقع جمع المعلومات في الدول الخارجية بما فيها إسرائيل تحت أي أغراء أو وازع حيث الدخول فيها مصيدة تصطاد فيغلق عليك الباب ويستحيل الخروج منها بشكل سهل ومنظم وعادة ما تنتهي بعمليات تجنيد لصالح أجهزة المخابرات المعادية وهو الأمر الذي يعرض هؤلاء لمحاكمتهم بتهم التجسس لصالح الدول الاجنبية وتصل عقوبته طبقا لقانون العقوبات المصري للاعدام. نمو أعداد الجواسيس هل تم رصد تزايد في نشاط جمع المعلومات عن البلاد مؤخرا؟ هناك نمو في أعداد التجسس تم القبض علي5 شبكات تجسس في الفترة التي تلت الثورة وهناك قضايا منظورة وأخري مازالت يجري التحقيق فيها. احتياجات بسيطة كيف يتم التسلل واستدراج المصريين لعمليات التجسس؟ تبدأ التجسس لطلب تجميع معلومات بسيطة من علي النت ثم يكلف باحتياجات سرية بعد ان يتم الايقاع به داخل شبكات التجسس الاحترافية التي يديرها ضباط مخابرات محترفون. هل مايجري في سيناء يقف وراءه أجهزة استخبارات؟ بعض الدول الخارجية تقوم بتمويل بعض الجماعات لاشاعة الفوضي في شبه جزيرة سيناء ومحاولة تعزيز فكرة إعلان إمارة إسلامية عليها وأعطاء صورة للرأي العام العالمي أن سيناء خارج سيطرة السلطات المصرية.