الجمعة الماضية كانت الجلسة الختامية لمؤتمر أدباء مصر الذي عقد في ختام عام ساخن وحاسم في تاريخنا, وقد شهد افتتاحه في دورته السادسة والعشرين د. عبد القوي خليفة محافظ القاهرة والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. حمل المؤتمر عنوان سقوط نص الاستبداد.... الثقافة والثورة.. مراجعات ورؤي وأهدي إلي روح شاعر المقاومة الراحل أمل دنقل, بحضور جمع كبير من الأدباء والمثقفين وذلك بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية. وعبر د. عبد القوي خليفة عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة, وأكد الشاعر سعد عبد الرحمن أن هذه الدورة تشهد علي حاضر يتشكل ومستقبل يتخلق وتطل علي آمال وطموحات تدنو لطالما حلمنا بها, وتواكب أخطر تحولات تاريخية في عمر الدولة المصرية, وأكد أن مؤتمر أدباء مصر كان المرصد الأكبر للتغيير في وقت كانت معظم الأفواه فيه مكممة والأنفس تغص بآلام الصمت الاضطراري والكتمان, وكان دوما رافضا رفضا قاطعا للتطبيع مع العدو الصهيوني, ومتحديا محاولات الاستمالة, ومعلنا صلابة مثيرة للدهشة, ورافعا راية الاستقواء بالثقافة والإبداع, لنعلن عام2012 عقدا ثقافيا للتوعية بمختلف أبعادها. وأشار فؤاد حجازي رئيس المؤتمر إلي أنه يقع علي عاتق المثقفين واجب تاريخي هو تغيير طريقة تفكير الجمهور من البسطاء, لكي نرقي بمصر لتحتل المكانة اللائقة بها في عالم اليوم. وأضاف أنه يجب عدم المغالاة في الاهتمام بالثقافة ونشر الوعي في المدن الكبري بالدرجة الأولي, بل لابد أن تنتشر الثقافة في القري والنجوع, وأوضح أنه من الضروري عقد لقاءات نوادي الأدب في المدارس الثانوية ورياض الأطفال, والمجلس المحلي, كذلك لابد من توزيع كتب ومطبوعات الهيئة, كما طالب حجازي وزير الثقافة بإصدار قرار وزاري لتسهيل الحصول علي رقم الإيداع من مكتبة عامة في عاصمة كل محافظة, وأضاف أنه من الضروري إعادة النظر في جائزة الدولة حتي تذهب لمستحقيها. ودافع الشاعر فارس خضر, أمين عام المؤتمر, عن دور المثقف المصري الذي تعرض للمطاردة في ظل النظام البائد, ومازال يتعرض لنفس الممارسات في ظل ركوب السياسي علي أكتاف المشهد الراهن.وقد كرم المؤتمر د. محمد صابر عرب, رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية, عن مشواره الثقافي الطويل. والشاعر عماد غزالي عن أدباء الوجه البحري والأديب نعيم الأسيوطي عن الوجه القبلي والأديبة والشاعرة انتصار عبد المنعم عن الأديبات, والإعلامي محمود شرف عن الإعلاميين, وتكريم خاص للشاعر محمد التمساح من السويس, وذلك لموقفه النضالي في الثورة, بالإضافة إلي تكريم لأفضل ثلاثة أبحاث قدمت في المؤتمرات الإقليمية للشاعر والناقد عمر شهريار عن مؤتمر إقليمالقاهرة الكبري, وإبراهيم خطاب ومحمد حمزة العزوني عن مؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي. وعلي هامش المهرجان قام الشاعر سعد عبد الرحمن بافتتاح معرض فنون تشكيلية رسم علي الحرير ومعرض حرف يدوية مصنوعات جلدية. وعقدت جلسات المؤتمر الذي استمر لمدة ثلاثة أيام بمركز التعليم المدني بالجزيرة حول محورين, المحور الأول تحت عنوان المثقف والثورة, وتضمن أربعة أبحاث;.... وبالتوازي أقيمت ثلاث أمسيات شعرية الأولي باتحاد كتاب مصر, الثانية بقصر ثقافة زينهم, الثالثة بمركز التعليم المدني, وبالتوازي أيضا أقيمت الأمسية القصصية الأولي وورشة عمل بعنوان المحور الرئيسي للمؤتمر. أما المحور الثاني فهو بعنوان الأدب والثورة وتضمن أيضا أربعة أبحاث... وبالتوازي أيضا أقيمت عدة أنشطة تشمل الأمسية الخامسة بجمعية محيي الفنون الجميلة, والأمسية القصصية الثانية بمركز التعليم المدني, وورشة العمل الثانية بعنوان المحور الرئيسي للمؤتمر. بالإضافة لمائدة مستديرة بعنوان التنمية الثقافية في سيناء. وأعلن وزير الثقافة د. شاكر عبد الحميد خلال حوار مفتوح مع المثقفين والمبدعين من أعضاء المؤتمر في جلسته الختامية التي أدارها سعد عبد الرحمن عن موافقته علي اقتراح إنشاء صندوق لرعاية الأدباء, وتعهد بدعم من الوزارة قدره100 ألف جنيه تصرف علي الفور علي أن يصل هذا الدعم إلي مليون جنيه خلال عام2012, وكلف إدارة الهيئة بتشكيل مجلس إدارة ولائحة تنفيذية للصندوق. واختتم المؤتمر فعالياته بعدة توصيات منها: كفالة حرية الإبداع لكل مثقفي ومبدعي مصر, تخصيص ميزانية مستقلة وثابتة للمؤتمر أسوة بالمهرجانات التي تشرف عليها وزارة الثقافة, تفعيل توصية العام الماضي بتخصيص سلسلة لترجمة إبداعات أدباء مصر, زيادة مخصصات النشر الإقليمي, تكثيف حماية المنشآت الثقافية بصورة تليق بأهميتها.