سخرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية من الانتخابات التي جرت في الأسبوع الماضي لانتخاب الحاخامين الرئيسيين في إسرائيل حيث أنتهت بفوز دافيد لاو واسحق يوسيف, ابني الحاخامين الرئيسين السابقين, واللذين تمتعا بتأييد الزعامة الاصولية. ويضمن انتخابهما أن تبقي الحاخامية الرئيسية كما هي بدون تغيير أوانفتاح كالذي وعد به الحاخام دافيد ستاف, مرشح البيت اليهودي وكتل الوسط واليسار, والذي خسر في الانتخابات. وقالت الصحيفة إن العلمانيين الإسرائيليين يعتبرون الحاخامية جهازا بيروقراطيا يرمي الي اصدار اذون الحلال, الزواج والطلاق, وتعاني من نفور الناس, والفساد والمحسوبية. وتمثل المنظمة الحاخامية قيما مرفوضة لم تعد مقبولة اليوم في المجتمع الاسرائيلي, كالتمييز ضد النساء اللائي لا يحق لهن ان يكن حاخاميات ارثوذكسيات والفصل الطائفي. وحسب الصحيفة فإن انتقاد الحاخامية يتركز حول هذه المساويء ويتجاهل الأسوأ وهو بشكل عام دورها الاساس مايسمي بحفظ طهارة الشعب اليهودي, من خلال قوانين الاحوال الشخصية, ومنع الزواج بين اليهود وغير اليهود في نطاق اسرائيل او بين ابناء ذات الجنس او حتي بين كاهن ومطلقة. وتمثل الحاخامية ايديولوجيا تسعي الي الحفاظ علي النوع الجيني للجالية اليهودية, وتضع المصاعب الكبري في وجه من يريد ان ينضم الي صفوفها. مثل هذه الايديولوجيا ينبغي أن تسمي باسمها عنصرية. وطبقا لهاارتس تشارك المؤسسة الدينية في الفكر الذي عبر عنه نائب وزير الاديان الحاخام ايلي بن دهان: حقوق الفرد هي دمار. من ناحيته, لا يوجد شيء اهم من استمرارية الشعب اليهودي عبر الزواج في داخل الجالية, وعلي مواطني اسرائيل ان يخضعوا أنفسهم لهذا الهدف. تعطي الدولة تسويغا رسميا للعنصرية الحاخامية, بمجرد وجود مؤسسة رسمية ترمي الي تقييد حرية الفرد في اختيار زوجه. فقط انتهاج زواج وطلاق مدنيين, والغاء المكانة القانونية للحاخامية الارثوذكسية, يضمن مستقبل اسرائيل كديمقراطية ليبرالية تحترم حقوق الانسان والمواطن. علي خدمات الدين ان يعاد تنظيمها خارج الجهاز الرسمي مثل الحاخامية الاصولية العاملة بقوة دعم الجالية وليس بالاكراه السلطوي. في هذا ينبغي أن يتركز الكفاح العلماني. انتخاب الحاخامين المحافظين يوسيف ولاو يمنحه الفرصة. وجاء انتقاد هاارتس لانتخابات الحاخامية في الوقت الذي أعربت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أخري عن صدمتها من الهزيمة التي مني بها مرشح رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت لرئاسة الحاخامية أمام مرشح رئيس حزب شاس آريه درعي رغم أن الأول جعل همه منذ إشتراكه في الحكومة تطهير الحاخامية من المتطرفين. إن آمال الحصول علي حاخامية رئيسة مقربة ومعتدلة وبراجماتية كما وعد الحاخام ستاف تلاشت بانتخاب أبني الحاخامين السابقين الرئيسيين. وانضمت صحيفة يديعوت أحرونوت إلي منتقدي نتائج الانتخابات الحاخامية الرئيسية لأنها افضت إلي التوريث في مجتمع يتفاخر بانه ديمقراطي مشيرة إلي انه خلافا للأسرة المالكة في بريطانيا التي تحتفل الآن بولادة الوارث الجديد, فإن رءوس المؤسسة الدينية في اسرائيل ليسوا رمزا فقط بل هو يقررون ايضا. وقالت يديعوت إن الحاخامية الرئيسة هي التي تحتكر الزواج وإحلال الطعام. وهم المسئولة عن الزراعة وهي وجه اليهودية الطيب. وأشارت إلي أن ما بقي الآن هو ايجاد خيارات مدنية وكسر احتكار اليهودية الذي منحته الدولة للجماعة الحريدية, وأن يتم انتاج اجهزة إحلال بديلة بلا فساد وعفن واجهزة زواج بديلة والكثير من الحاخاميين الشجعان الذين يمكنهم ان يكونوا قادة روحانيين, كل واحد ومجموعته. وقد حان الوقت لفصل المؤسسات الدينية عن الدولة.