أثارت رسالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي الرئيس المؤقت عدلي منصور أمس الأول بمناسبة ثورة يوليو, ردود أفعال متباينة في أوساط السياسيين والمراقبين, تراوحت بين اعتبار الرسالة اعترافا حاسما بالوضع الجديد في مصر وثورة30 يونيو , وبين التشكيك في نية أوباما وصفوا رسالته ب المراوغة وأنها لا تخرج عن مجرد تقليد دبلوماسي وتعكس تضاربا مع موقف الخارجية الأمريكية, وقال السياسي البارز فريد زهران, نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي إن رسالة أوباما تؤكد أن الولاياتالمتحدة ستتعامل مع الوضع الجديد في مصر, وأن الانقسام حول الوضع الحالي في البلاد لم يعد قائما سواء علي الجانب الأمريكي أو الأوروبي. وقال خالد المصري المتحدث باسم حركة شباب6 ابريل إن مضمون رسالة أوباما لا يختلف كثيرا عن مواقف الولاياتالمتحدة المعهودة حيث يتجه الأمريكان دائما لتأمين مصالحهم والحفاظ عليها ولذلك فهم يبحثون عن الكفة الراجحة. وأضاف المصري أن موقف الحركة ثابت بشأن رفضه أي تدخلات أجنبية سواء من الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي, مؤكدا ضرورة استقلال القرار المصري والإدارة المصرية عن أي تدخلات خارجية. وقالت مي وهبة, عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد إن رسالة أوباما تؤكد تغير الموقف الأمريكي بعد أن شاهد الملايين من الشعب المصري, تفوض الفريق السيسي لمواجهة الإرهاب, وأضافت أننا نتمني أن تكون هذه التصريحات حقيقية وصادقة وليست مجرد ستار لاستمراره في الخفاء في دعم الإخوان والجماعات الإرهابية. وقال حسين عبدالرازق القيادي البارز بحزب التجمع إن مضمون رسالة أوباما دليل علي أن أمريكا حسمت موقفها المتأرجح تجاه مصر, ولفت عبدالرازق إلي أن غالبية الدول الأوروبية والأمريكية والآسيوية لا تستطيع أن تتجاهل الواقع في مصر حرصا علي مصالحها ومنافعها المتبادلة, وحتميا ستعترف بأن النظام الحالي هو النظام الشرعي للبلاد. وقال عبدالرازق إن الوضع في مصر الآن بعد30 يونيو, و3 يوليو استقر وأصبح حقيقة واقعة ويحظي بقبول غالبية الشعب المصري ولا يحتاج إلي أي اعتراف دولي. ورأي هشام أبوالسعد مساعد رئيس حزب الجبهة الديمقراطية إن رسالة أوباما تخدم المصالح الأمريكية فقط ومحاولة لكسب ثقة الشعب المصري مرة أخري في ظل المطالبات الشعبية بالتوجه نحو روسيا. وأكد أبوالسعد أن الموقف الأمريكي لن يؤثر علي مسار العملية الديمقراطية في مصر في هذه المرحلة. وقال أحمد عودة مساعد رئيس حزب الوفد, إن رسالة أوباما هي دليل علي أن واشنطن لا تعرف إلا مصلحتها فقط. وأضاف عودة أن أمريكا تأكدت أن ما حدث في مصر كان ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا كما زعموا من قبل. في المقابل رأي السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر أن رسالة أوباما هي مجرد تقليد دبلوماسي يحمل قدرا من الود في مثل هذه المناسبات, مشيرا إلي أن كارت المساعدات الاستراتيجية لمصر مازال قيد البحث في واشنطن. وقال كمال زاخر الناشط السياسي إننا لا نسيطيع قراءة التصريحات الأمريكية والأوروبية بعيدا عن مصالحهم, فجماعة الإخوان بالنسبة لأمريكا وألمانيا خاصة تمثل رأس حربة لمصالحهم حيث يسعون لتأسيس دول دينية في محيط إسرائيل لمنحها شرعية الدولة الدينية العنصرية.. ورأي أن خطاب أوباما مراوغ ويحمل التأويل علي أكثر من وجه فهو يرضي كافة الأطراف سواء النظام الحاكم أو جماعة الاخوان. ووصفت داليا زيادة مدير مركز بن خلدون للدراسات الانمائية رسالة أوباما بالمتضاربة مع موقف وزارة الخارجية الأمريكية منتقدة اعتماد الادارة الأمريكية علي ما تنقله شبكةC.N.N الاخبارية من أخبار تعتبرها خاطئة وغير صحيحة. مشيرا إلي أن عمليات خطف واعتداء وتعذيب يقوم بها المعتصمون في رابعة العدوية ضد المعارضة إلي جانب حيازتهم للسلاح داخل الخيام, وهو ما يمنح الشرطة حق استعمال اقصي درجات القوة. وقالت زيادة إن اعتبار الولاياتالمتحدة ما حدث في مصر إنقلابا يضر بهم, مشيرة إلي أن إعلان تأجيلهم تسليم طائرات اف16 لمصر, يرجع لإتاحة الفرصة لهم لاتخاذ قرار سليم.