بعد أن فشلت جمعة لم الشمل أول أمس وفشلت معها محاولات المصالحة الرمزية بين ميداني التحرير والعباسية بالإضافة إلي فشل محاولات الحوار الوطني التي بدأها د.يحيي الجمل وحاول أن يستكملها د.عبدالعزيز حجازي. , وفي كل مرة نتقدم خطوة ونرجع نفس الخطوة لنعود إلي المربع رقم واحد وكأن هناك من يريد عدم الاستقرار لمصر وشعبها, فهل يشهد العام الجديد نجاح تلك المحاولات وتجد دعوة المجلس الاستشاري الصدي المتوقع لها خاصة بعد ان أوشكت الانتخابات البرلمانية علي الانتهاء وقال الشعب كلمته عبر صناديق الانتخاب ولم تعد هناك من صيغة مقبولة سوي التعاون والمشاركة لكل التيارات لتبدأ مصر جمهوريتها الثانية تحت مظلة كلنا مصريون. يقول الدكتور عبدالمنعم بسيوني( رئيس جامعة المنيا الأسبق): بالفعل الموقف السياسي الحالي يمثل أزمة والبلد يمر بظروف سياسية واقتصادية صعبة للغاية, والخروج من هذا المأزق يكون بالحوار الوطني والانصات للآخر لكي يتحقق التآلف والتناغم في المجتمع. والسبيل إلي ذلك يكون بعدم فرض الرأي علي الآخرين وعدم الانفراد بالرأي وسد الأذن عن وجهات النظر الأخري, من المفترض لو رأي أي تيار هو الصواب عليه أن يقنع الآخر بهذا الرأي ولا يهمش أو يهمل آراء غيره حتي لو اختلفت مع رأيه. قبول الآخر أو الحوار السبيل لأمان المجتمع وحتي من الناحية الدينية ديننا الحنيف يقول: وأمرهم شوري بينهم فلابد أن نستشير ونتحاور للوصول إلي الأفضل, لا يمكن ولا يستقيم أن ينفرد تيار بل المنطق أن توجد آراء معارضة ومناقشة ينتج عنها تصحيح للمسار, الكمال لله وحده والاجماع علي شيء يجب أن يكون بالاتفاق وليس بالتسلط وفرض الرأي. ويوافقه في أهمية الحوار عبدالعزيز الحسيني( المسئول التنظيمي لحزب الكرامة) قائلا: حزب الكرامة من سنوات طويلة وهو يؤمن بأهمية الحوار ويدعو له, وفي هذه الفترة بالذات المجتمع بحاجة للوصول إلي توافق علي القواسم الوطنية العليا التي يتفق عليها الجميع وأن تترك جانبا المسائل الخلافية. برنامجنا السياسي منذ عام97 يدعو للاجتماع علي المباديء الوطنية علي القيم والأهداف العليا وهي نفسها مباديء ثورة25 يناير, ووضعنا كحزب هناك نقاط مشتركة مع بعض الأحزاب والتيارات السياسية فلدينا قواسم مشتركة مع الليبراليين في قضية الحرية ومع الإسلاميين في الهوية العربية لمصر ومع الاشتراكيين في قضية العدالة الاجتماعية بالإضافة لإيماننا بمباديء ثورة23يوليو. لذلك فالدعوة للحوار الوطني دعوة إيجابية يجب أن تلقي استجابة لدي كل القوي السياسية علي الساحة من أحزاب قديمة وجديدة وائتلافات شباب الثورة, لابد من اعلاء مصلحة الوطن علي الايديولوجيات, واعلاء العام علي الخاص والوطني علي الحزبي. مصر في أشد الحاجة لتحقيق ذلك الآن لكي نستطيع أن ننهض بها ولن يحدث ذلك إلا بالتقاء كل الأفكار والرؤي وسماع الآخر وتلك هي مباديء الديمقراطية التي تطالب بها كل القوي السياسية. الآراء تتشكل بالاتفاق وليس بالاختلاف وتوضع في الاعتبار آراء الأقلية, وليس مطلوبا الآن الاستمرار في الانقسام الذي نراه الآن بين الإسلاميين والليبراليين, مطلوب نظرة إيجابية والبحث عن جوانب الاتفاق والمشتركات وعدم التركيز مطلقا علي نقاط الخلاف والانقسام ونصدرها علي الواجهة أو نجعلها تطفو علي السطح وتفرقنا بدلا من أن تجمعنا ووقتها لن يكون للاجتماع والحوار أي فائدة. يقول الدكتور وفيق الغيطاني( المنسق العام لحزب الوفد): أؤيد فكرة الحوار الوطني وأي نجاح لا يتحقق إلا بالحوار, وعلي الساحة الآن يوجد خمس كتل سياسية في المجتمع بخلاف المستقلين غير المنتمين لأحزاب الحوار بين الجميع من الضروري أن يتم وشروط نجاح هذا الحوار أن تقود هذا الحوار شخصية سياسية ذات ثقل ولديها قبول لدي كل التيارات أطراف الحوار وأيضا قبول لدي رجل الشارع العادي, الشرط الثاني وجود هدف أمام الجميع يتحقق من خلال هذا الحوار والهدف هو مصلحة الوطن وليست المصالح الشخصية لأي تيار سياسي. وطبعا من الصعب العثور علي هذه الشخصية التوافقية التي تقود الحوار الوطني بحيادية وموضوعية وعقلانية وتعطي الفرصة لكل طرف يعرض رأيه وفي النهاية يخرج الحوار بنتيجة فكثيرا ما عقدت دون فائدة.