في استمرار لمساعي واشنطن لتحديد موقفها من التطورات الراهنة علي الساحة المصرية, أكد البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تواصل العمل مع الحكومة الانتقالية المصرية لمساعدتها علي تحقيق هدفها, وهو العودة إلي حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا. ففي رد علي سؤال حول وصف الإدارة الأمريكية للحالة المصرية حاليا, شدد جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض علي أن العمل مع السلطة الانتقالية في مصر يساعد في تحديد المسار الصحيح من أجل حماية مصالح الولاياتالمتحدة وأمنها القومي, وكذلك الحفاظ علي مستقبل مصر الذي يحظي بأهمية بالغة بالنسبة لواشنطن والأمن القومي الأمريكي علي نطاق واسع, وشدد علي أن الولاياتالمتحدة لن تتسرع في تقييم ما حدث في مصر لأن ذلك لا يصب في مصلحتها. وفي رده علي سؤال آخر خلال المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض حول من تعترف الولاياتالمتحدة بأنه زعيم مصر الآن, أكد كارني أن البيت الأبيض يتعامل مع السلطة المؤقتة والسلطات الانتقالية في مصر وسيستمر في ذلك لأن مصالح أمريكا ودعمها ليسا لفرد أو حزب أو مجموعة, بل لعملية تعتقد أنه إذا تم الوفاء بها فإنها ستقود مصر للخروج من الأزمة الحالية نحو مستقبل أفضل. وقال كارني: إننا نتعامل مع السلطات المصرية, ونحثهم علي الوفاء بوعدهم بشأن إعادة مصر إلي حكومة بقيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا بأسرع وقت ممكن تمثل جميع المصريين وتسمح بمشاركة جميع الأطراف والأفراد, وهذا هو ما يحقق مستقبلا أفضل لمصر. وأضاف: إننا نتعامل مع مصر وغيرها من الدول مع السلطات الحاكمة, فضلا عن أحزاب ومجموعات المعارضة وقطاعات المجتمع. وكانت هذه هي السياسة المتبعة مع الحكومة السابقة والحكومة التي سبقتها, وسوف يكون هذا هو الحال في المرحلة المقبلة. وفيما يعد اعترافا ضمنيا بأن ما يحدث يلبي رغبة الشعب المصري, أكد كارني: كما تعلمون, لقد رأينا مطالب ملايين المصريين الذين خرجوا إلي الشوارع احتجاجا علي حكومة مرسي وطرحوا وجهات نظرهم بأن حكومته لم تكن شاملة ولم تأخذ في الاعتبار آراء وإرادة الشعب المصري وجميع الأحزاب والجماعات والأفراد داخل مصر. وشدد المتحدث الأمريكي علي أنه: يتضح من خلال تجربة مصر طوال هذه الفترة أنه من الضروري لنجاح التحول الديمقراطي أن تتخذ الحكومة الإجراءات التي تثبت بها ولاءها وإخلاصها لفكرة المصالحة. وحول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد أنه ينبغي إطلاق سراح مرسي, قال كارني إن الولاياتالمتحدة تعتقد أنه من الضروري أن تمتنع الحكومة الانتقالية عن الاعتقالات التعسفية, وإطلاق سراح المحتجزين بدون اتهامات ومن بينهم الرئيس السابق محمد مرسي. وفي رده علي سؤال بشأن سبب عدم تطرق نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز لموضوع إطلاق سراح الرئيس السابق مرسي خلال زيارته إلي مصر, قال كارني: بيرنز التقي علي نطاق واسع مع السلطات المصرية, فضلا عن ممثلي الأحزاب والجماعات, كما أجري اتصالا هاتفيا مع ممثل جماعة الإخوان المسلمين أثناء وجوده في القاهرة. ورسالته للجميع تركزت في التطلع إلي الحكومة الانتقالية ومجلس الوزراء الجديد كي يحكم بطريقة شاملة وفقا للالتزامات التي تعهدت بها السلطة الانتقالية. وأضاف: إننا نري أن ضمان تمثيل جميع الأحزاب والجماعات وقطاعات المجتمع يمثل وسيلة لمعالجة أحد المظالم الرئيسية التي عبر عنها ملايين المصريين علي مدي الأسابيع القليلة الماضية. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن العلاقات بين مصر وواشنطن تاريخية وأكبر من أي مساعدات, إلا أنها أكدت أيضا أن واشنطن بصدد مراجعة للمساعدات التي تقدمها لمصر علي ضوء الأحداث الأخيرة, وأن المناقشات جارية حول هذا الموضوع. ومن ناحية أخري, أكدت هارف إن مصر لم تكن موضوعا رئيسيا في مباحثات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في عمان بالأردن مع ممثلي الجامعة العربية, مشيرة إلي أن التركيز كان علي كيفية احراز تقدم في عملية السلام, بالإضافة إلي مناقشة الوضع في سوريا بشكل موجز. وأشارت إلي أن كيري أكد رغبة الولاياتالمتحدة في عودة مصر بأقصي سرعة ممكنة إلي عملية ديمقراطية مستدامة وشاملة. ونوهت المتحدثة الي أن بلادها لم تتخذ قرارا بعد بشأن وصف ما حدث في مصر, سواء أكان انقلابا عسكريا أو غير ذلك. وتجنبت هارف التعليق علي الجهود الأوروبية للتواصل مع جماعة الاخوان المسلمين, وذلك علي ضوء زيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والأمنية كاثرين أشتون إلي مصر. وفي الخرطوم, جددت نائب رئيس المجلس الوطني السوداني سامية أحمد محمد موقف بلادها الثابت حيال ما يحدث في مصر, واعتبرته شأنا داخليا يخص المصريين. وأعربت البرلمانية السودانية عن أملها في أن تخرج مصر من أزمتها الحالية, لتضطلع بدورها في المحيطين العربي والإسلامي. وقالت إن السودان لا يتدخل في شأن أي دولة لها سيادتها واستقلاليتها, وأكدت في هذا الشأن ثقتها في تجاوز الشعب المصري لهذه التحديات الماثلة.