أكد الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة أن المخاوف من حصول التيارات الدينية علي أغلبية مقاعد البرلمان مبالغ فيها وأن الخطاب من موقع المسئولية سيختلف كثيرا وسيراعي عظم المسئولية الملقاة علي عاتقه. وقال عبدالجليل إنه إذا كانت الفتوي في الأمور الشرعية تتغير بتغير الظرف الزماني والمكاني والشخصي, فمن الطبيعي بل ومن باب أولي سيتغير الخطاب تبعا للظروف المستجدة, أما من ناحية تبني بعضهم العنف كوسيلة للتغيير, فأشار إلي أنه صدرت لهؤلاء مراجعات من نحو عشر سنوات تنبذ العنف وتتراجع عنه كوسيلة للتغيير, وتأكد هذا عندما نجحت الثورة البيضاء( ثورة الخامس والعشرين من يناير) في تغيير النظام في ثمانية عشر يوما فقط, وهو الأمر الذي عجز عنه هؤلاء الذين تبنوا العنف كوسيلة للتغيير علي مدي عشرات السنين, وقال: إذا أضفنا إلي كل هذا تنوع التيار الديني, إخوان وسلفية وجماعة إسلامية وجهاد... إلخ, وأكثر هؤلاء لم يكونوا يتبنون العنف كوسيلة للتغيير, بل والتيار السلفي كان أكثرهم مسالمة وإن بدا في بعض آرائه متشددا, لهذا أخلص إلي أنه لا داعي للخوف إذا كان التيار الديني أغلبية.. وهذا نص الحوار: هل تلك التيارات لديها أفكار تكفيرية؟ أستطيع الجزم بأنه لا توجد أفكار تكفيرية لدي التيارات الدينية التي أنخرطت في ممارسة العملية السياسية, وهذا لا يلغي وجود بعض الأفكار التكفيرية بين عدد من الأفراد لكنهم لا يمثلون تنظيما وليس لهم وجود في الحياة العامة ولا يمثلون خطرا, لقد كان للفكر التكفيري تنظيم باسم التكفير والهجرة, لكنه انتهي إلي غير رجعة منذ عشرات السنين والحمد لله, وأؤكد أنه لا توجد أفكار تكفيرية لدي التيارات الدينية المشاركة في الحياة العامة اليوم. كيف ترون المشهد الدعوي.. لأن البعض يري أن هناك تناسقا بين الإخوان والسلفيين؟ المشهد الدعوي الآن في أحسن أحواله, حيث الحرية التي أطلقت للجميع العنان وأضحي هناك تنافس أحسب أنه شريف بين كل الدعاة من كل الأطياف وكل يخرج أفضل ما عنده, وهذا التنافس سيكون لمصلحة المشهد الدعوي بشرط أن تتبني الجهة المسئولة عن الدعوة في مصر( وزارة الأوقاف) عمل ميثاق شرف دعوي تتوافق عليه جميع التيارات الدينية يتضمن عدة أشياء.. أولها: من له حق ممارسة الدعوة عبر المنابر( توضع شروط), ثانيها: المنهج الذي يلتزم به الجميع( منهج القرآن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن), ثالثها: الجهة المنظمة لسير العمل الدعوي, رابعها: الهيئة المعنية بالمراقبة ومحاسبة المخالفين لبنود الميثاق, بالإضافة إلي كل ما يمكن طرحه ويتم التوافق عليه من كل التيارات العاملة في السياحة. بعض الأصوات تنادي بتحريم السياحة ما رأيك؟ نحن نتفق علي أن للمجتمع قيما يجب أن تحترم, وبالتأكيد هناك أشياء يتفق الجميع علي حرمتها وضرورة وضع ضوابط لتجنبها, إذن ليفتح الحوار حول هذا الموضوع بشكل موسع, ولا نصادر الرؤي المختلفة, بل نستمع إليها ونناقشها ونحاول أن نصل إلي صيغة مقبولة تحقق الانتعاش لاقتصاد الوطن من جانب, وتراعي بقدر الإمكان القيم المجتمعية والدينية من جانب آخر. هناك تخوف لدي بعض المثقفين من بعض الآراء المتشددة نحو الفن مثلا أو كتابات نجيب محفوظ؟ نفرق بين ما يصدر من آراء علي سبيل الفتوي الخاصة بمجموعة من التلاميذ والأتباع, وبين ما يصدر عمن هو في موقع المسئولية, وأكرر ما ذكرته من قبل من أن الخطاب من موقع المسئولية سيختلف كثيرا وسيراعي عظم المسئولية الملقاة علي عاتقه. كيف تواجهون فوضي الفتاوي والفتاوي المتشددة من أصحاب هذه التيارات؟ فوضي الفتاوي بدأت مع انتشار الفضائيات وعلاج هذا الأمر يحتاج إلي شيئين.. الأول: تفعيل ميثاق الشرف الدعوي, أو عمل قانون لضبط أمر الفتوي, والثاني: اهتمام الإعلام الرسمي بالجانب الديني, خاصة الفتوي, وتقديمها للناس بشكل مكثف بحيث يجدون فيه عوضا وبديلا جيدا. وبالنسبة لمساجد الأوقاف هل هناك إجراءات لمنع أصحاب التيارات المتشددة من اعتلاء منابر الأوقاف؟ أري أن المنع يجب أن يكون لمن يحمل فكرا متشددا وفيه مغالاة. أما من يحمل الفكر الوسطي ولو كان له انتماء فلا مانع من التعاون معه, وهو ما صرح به الدكتور الوزير أكثر من مرة, آخرها في جريدة عقيدتي بتاريخ13 ديسمبر, ويكون هذا من خلال الوثيقة التي اقترحها. أئمة الأوقاف دائما يتعرضون لحملات تتهمهم بالضعف رغم أنهم من الفئات التي تعاني نتيجة الدخل المحدود, ما هي خطوات تحسين دخول الأئمة؟ الأئمة من الفئات المظلومة في المجتمع, ولابد من عمل كادر خاص بهم, وهو ما دعت إليه اللجنة الدينية في مجلس الشعب من سنوات وأعدته للطرح علي المجلس, لكن لم تكن هناك إرادة سياسية, لكني أحسب أن الوقت مناسب للموافقة علي الكادر, وهو جاهز للعرض علي البرلمان, كما أشار الدكتور القوصي.