حالة من القلق وعدم الاستقرار بدأت تنتاب الشارع المصري بعد سلسلة الاعتصامات والاحتجاجات التي تقوم بها القوي السياسية علي مختلف انتماءاتهم والتي بدأت تؤثر بشكل سلبي علي النشاط التجاري, حتي ان الكثير من الانشطة بدأت تتجه الي التوقف بسبب الخوف وعدم الاستقرار مثل محلات الذهب التي بدأت تقلص من عدد ساعات عملها واختفي المعروض في فتريناتها. وكان من اكثر الانشطة التي شهدت حالة عدم الاستقرار هي اسواق الخضر والفاكهة والتي من المفترض وفق العادات المصرية ان تشهد تزايدا في الاستهلاك خلال شهر رمضان, الا ان الاحداث ساهمت بقدر كبير في تراجع الطلب وتزايد معدلات الركود بنحو30% وفق تقديرات المتعاملين بالاسواق. فيؤكد يحيي السني رئيس شعبة الخضر والفاكهة بغرفة القاهرة ان غلق الطرق الرئيسية المؤدية الي الاسواق الشعبية بجميع احياء القاهرة قد اثر بشكل كبير في اسعار نولون النقل, وان كانت السلع متوافرة حتي الان لدي تجار التجزئة نتيجة وجود مخزون لديهم مع بدء شهر رمضان المبارك, الا ان هذا المخزون لن يستمر طويلا خاصة وان الخضر والفاكهة من السلع السريعة التلف, ولن نستطيع تقدير موقف الاسواق خلال الايام المقبلة الا علي ضوء استمرار غلق الشوارع ان فتحها امام حركة نقل السلع والبضائع. ويشير يحيي زنانيري نائب رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة الي ان هناك تأثيرات سلبية علي النشاط التجاري بشكل عام بسبب الاعتصامات والاحتجاجات المستمرة, خاصة وان كثيرا من اصحاب المحال يفضلون حاليا غلق محلاتهم اما بسبب الخوف او لعدم وجود زبائن نظرا لخلو الشوارع من المارة, ويقول اننا في مرحلة مهمة خاصة قبل بدء موسم الاوكازيون واستعداد المواطنين للاعياد, وهي فترة من المفترض ان تكون فترة رواج تجاري, الا ان ما يحدث في الواقع عكس ذلك فحالة الركود شديدة, ونأمل ان تشهد البلاد انفراجة خلال الايام القليلة المقبلة حتي تستعيد الاسواق نشاطها مرة اخري. فيما اوضح احمد هارون تاجر أسماك بسوق العبور أن أسعار النولون ارتفعت بنسبة تجاوزت ال70% خلال الفترة الحالية وذلك بسبب صعوبة نقل البضائع من أسواق الجملة لتوزيعها علي الأسواق الداخلية بالقاهرة, مع تزايد حدة الاعتصامات بعد ثورة30 يونيو, مشيرا إلي أن سعر النولون وصل إلي400 جنيها للحمولة الواحدة مقابل150 جنيها الشهر الماضي, وهو ما سيتحمله المستهلك في النهاية أكد إبراهيم الحداد أحد تجار الجملة بسوق العبور, أن هناك حالة من الركود تسيطر علي الأسواق وذلك في ظل الاعتصامات التي تشهدها الميادين المختلفة بمداخل القاهرة, وأشار إلي أنه بالرغم من قدوم شهر رمضان إلا أن هناك انخفاضا في حركة البيع والشراء بنسبة تتجاوز ال50% بسبب أزمة السيولة المرورية, وقال أن أسعار الخضراوات والفاكهة, في متناول الجميع هذا إلي جانب توافر السولار بالأسواق إلا أن انتشار حالات السرقة علي الطرق والكباري استطاعت أن تحد من الكميات المسحوبة من أسواق الجملة علي الجانب الاخر اشار التقرير الاسبوعي لحركة الاسواق الذي تصدره الغرفة التجارية بالشرقية الي انه تلاحظ تراجع طفيف في اسعار بعض السلع الغذائية خلال الاسبوع الماضي مثل السكر الذي تراجع بنسبة5% تقريبا وزيت القلي, أما الدواجن فقد انخفضت بحدود2%, بينما ارتفاعت أسعار البطاطس بحدود10% تقريبا, وبخصوص السلع غير الغذائية والصناعية والهندسية اشار التقرير الي انه تلاحظ استقرار في الأسعار مقارنة بالأسبوع السابق, وبخصوص مواد البناء فقد انخفضت أسعار الأسمنت بحدود3%, وارتفعت أسعار حديد التسليح بحدود7%, وارتفعت أسعارالرمل بحدود14% مقارنة بالأسبوع السابق. وعلي الرغم من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الاسواق, اكد عبد الله غراب رئيس الشعبة العامة لاصحاب المخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية بان المخابز مستمرة في الانتاج رغم الاعتصامات في الميادين والشوارع الرئيسية والتي اربكت حركة الانتقال ورفعت اسعار النولون الا ان اصحاب المخابز يتحملون هذا العبء بالاضافة الي الاعباء الاخري مثل ارتفاع مستلزمات الانتاج, ويقول غراب ان اصحاب المخابز دعما منهم للارادة الشعبية في30 يونيو تعاهدوا علي الاستمرار في الانتاج مهما كانت المخاطر والاعباء كما حدث مع ثورة25 يناير.