ثورة23 يوليو أنهت حكم الملك, وثورة25 يناير أنهت الحكم العسكري, وثورة30 يونيو أنهت حكم الاخوان. واليوم نحن في مرحلة انتقالية فاصلة. ويبدو من المقدمات الجيدة المتمثلة في ثورة شعبية استجاب لها الجيش وحماها, ومرحلة انتقالية برئيس مدني مؤقت يتمثل في رئيس المحكمة الدستورية العليا طبقا للدستور, وحكومة مؤقته تم اختيار شخصية اقتصادية مرموقة لها وحققت التوافق الوطني المطلوب وتتمثل في الدكتور حازم الببلاوي, ومساعد للرئيس للشئون الاقتصادية مشهود له بالخبرة والهدوء يتمثل في الدكتور زياد بهاء الدين أن النتائج بمشيئة الله ستكون جيدة. ومن حسن الطالع أن ترافق مع هذه الفترة المؤقته في تاريخ مصر الحديث, مساندة قوية من الدول الشقيقة بمنطقة الخليج المملكة السعودية والامارات العربية والكويت بدعم ما بين المنح والودائع والتحويلات النقدية ما يكافئ الفجوة في الموارد بحيث نصل لتوازن فوري في الميزانية, وبحيث نعبر المرحلة الانتقالية بارتياح كبير. المعضلة التي ستبقي وتحتاج لعلاج وحكمة من كل القوي علي الساحة السياسية تتمثل في كيفية تحقيق التوافق الوطني بحيث يظل التيار الاسلامي المعتدل شريكا, والأقباط شركاء, وكل قوي المجتمع المدني في حالة وفاق وطني مطلوب وبالحاح. لن ننجح اذا عاد أي تيار للعمل تحت الأرض, ولن ينجح أي فصيل اذا خرج عن ارادة الشعب وفارق الجماعة المصرية, فكلنا يحتاج بعضنا البعض. مصر في عهد الرئيس السابق مبارك حققت نجاحات اقتصادية مشهودا لها, ولكن هذا الاقتصاد لم يسانده اصلاح سياسي حقيقي مما أدي لثورة25 يناير, وتردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية أدي لثورة30 يونيو. الأن وقت الاصلاح علي أسس سليمة ويساندنا في ذلك أن مؤسسات الدولة مازالت راسخة وقوية وفي مقدمتها الجيش والقضاء والداخلية. المهم أن نحسن اختيار القيادات في كل موقع, فلا مجال مرة أخري للتجربة والخطأ. لمزيد من مقالات نجلاء ذكري