مع استمرار المليونيات والحشود, وتباين أهداف المنظمين والحاشدين, ومع احتدام وتصلب المواقف السياسية لمختلف الأطراف الوطنية, وفي ظل المخاوف التي باتت تحيط بالمشهد السياسي العام, تفرض فكرة المصالحة الوطنية نفسها بكل قوة كآلية لا غني عنها لنزع فتيل الأزمة المحتدمة, وتخفيف حدة الاحتقان, واحتواء التوتر المتصاعد الذي يكاد يعصف بالبلاد. إن إدراك الأطراف في اللعبة السياسية القائمة أنه لا خاسر أو كاسب من المواجهة, وأن السفينة قد تغرق بالجميع, يفرض التحرك سريعا نحو تبني مبادرة لجمع جميع الفرقاء, ولو علي حد أدني من التوافق يسمح بعبور هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر, التي نحن أحوج ما نكون فيها لصوت العقل والحكمة, وإعلاء المصلحة الوطنية للبلاد فوق كل اعتبار. إن الأمل لا ينقطع في حكماء هذه الأمة, بأن يبذلوا المزيد من الجهد, وأن يقدموا المزيد من العطاء, لمنع أي تدهور في الموقف الراهن, ودرء أي مخاطر من شأنها العصف بالبلاد والعباد, وتفويت الفرصة علي أعداء الوطن المتربصين به الدوائر, سواء في الداخل أو الخارج. لمزيد من مقالات راى الاهرام