عندما تدخل العشر الأواخر من يونيه سينقسم كثير من المصريين إلي فسطاطين كل فريق سيشد المئزر ويوقظ أهله ويحيي ليله ويصله بنهاره. تحرياً لليلة اتمام عام علي حكم الدكتور مرسي. فريق يقول كفاية سنة.. أمهلناه 365 يوماً لم نر خلالها شيئاً تم انجازه علي الأرض سوي صروح الأخونة التي زرعوها في ربوع مصر. الرجل كشخص لا نقول في حقه شيئاً. لكنه كرئيس لم نر له علامات وبصمات. وبالتالي لا حل سوي الانتخابات المبكرة. الفريق الآخر يرد: حيلكم.. الرئيس ليس قطعة شيكولاتة أو بطاطس شيبسي نجربه ونتذوقه ثم نقول في اعتراض ليس هذا هو الطعم. نريد رئيساً آخر بالشطة والليمون. أو بطعم الفراولة والتفاح فهو رئيس منتخب ومدة رئاسته 4 سنوات لم يمر منها إلا عام. كنتم له فيه متربصين ولمسيرته معرقلين.. حرام عليكم اتقوا الله في مصر. فلن يستفيد من أعمالكم وتصرفاتكم الهوجاء تلك إلا أعداء البلد. الفريق الأول يصر: الديك الفصيح من البيضة يصيح. والمدة التي مضت علي وجوده في الحكم لم نر له فيها شيئاً مبشرا ولا لحكوماته المتعاقبة ووزرائه الكثر إنجازات تذكر سوي انقطاع الكهرباء واختفاء السولار والبنزين و"انسخاط" الجنيه وغلاء المش والتفريط في نهر النيل. الفريق الثاني غاضباً ومحتجاً: هذا افتراء وافتئات.. أنتم معاول لهدم البلد.. تعملون لمصالحكم الخاصة وتصرون علي ان تثقبوا السفينة لأنكم لا تريدونها أن تصل إلي بر الأمان. الفريق الأول متحدياً: الشعب سينزل في كل ميادين مصر يوم 30 وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. الفريق الثاني ساخراً: حقاً سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقبلون والمصير الذي ينالون.. لذلك سننزل يوم 28. سنلقي بعصينا وتلقوا بحبالكم لتعرفوا من سيلقف من. ومن يملك الحجة وحب الشعب الذي سيفتك بكم أنتم وكباركم الذين علموكم السحر. النتيجة أن كل فريق مشغول الآن في الحشد.. الإسلاميون يحشدون وللبشر يجيشون والمعارضون والليبراليون يستعدون وليوم 30 يونيه يعدون.. هذا يدق طبول الحرب وذاك يؤكد: الرحيل التام أو الموت الزؤام.. مستمرون حتي تحقيق مطالبنا ودونها فرط القتاد. في النهاية المصريون والمصريون - ما لم يتدخل حكماء يحبون هذا البلد - سيتصادمون وربما يقتتلون وتسيل دماء زكية وربما تضطرم نيران حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. لأن الكل فيها خاسر. بينما الكاسب الوحيد هي تلك الأطراف التي تمسك بالكير وتنفخ في نار الفتنة حتي تجهز أرض مصر وتعد لمسرحية الخراب الكبير. السؤال: المؤشرات تقول بأن صداما سوف يحدث. ودماء سوف تسفك وأن العشر الأواخر من يونيه ليال وأيام عصيبة وصعبة لأن كل طرف يعد للتخلص من الآخر والإطاحة به. ليس بالأسلوب الديمقراطي الذي يليق بثورة يناير المجيدة وإنما المتوقع وبنسبة كبيرة أن تنتصر الغوغائية والهمجية علي الديمقراطية. كنت أناقش تخوفات المصريين علي مصر من هذا الصدام المتوقع مع اثنين من الأصدقاء. أحدهما من التيار الإسلامي والآخر من تيار المعارضة. وكان السؤال الرئيسي: ما هو المخرج الحكيم للأزمة وتجنب صدام المصريين مع المصريين؟ ممثل تيار المعارضة يقول: الديمقراطية وليس الغوغائية وسياسة القطيع. وتلك أقل القليل من الثمار التي يجب أن نتمتع بمذاقها بعد الثورة.. قلنا سنخرج يوم 30 يونيه لنقول للرئيس مرسي "ارحل.. أداؤك لا يعجبنا" وأكدنا اننا سنعبر عن مطالبنا بكل الوسائل السلمية ولن نلجأ إلي أي عنف. ممثل التيار الإسلامي: قل لي ماذا تفعل أقل لك من أنت.. تتحدثون عن الديمقراطية بينما الغوغائية عنوان سلوككم.. فالرجل تم انتخابه وجاء كأول رئيس منتخب ولكنكم منذ اليوم الأول تهتفون ضده ارحل.. الشعب يريد تغيير النظام.. وكلما دار ترس البلد دورة واحدة للأمام أدرتموه ألف دورة للخلف.. معني هذا أنكم لا تريدون أن يأخذ فرصته ووقته كي يمسك بدفة البلاد وينجي سفينتها من أخطار الموجة العالية التي تهددها.. أنتم دائما تنسجون الفتن وتعبئون المشاكل في زجاجات وتنفخون بأفواهكم في أنوار الحقيقة حتي يعيش البلد في ظلام وتعيثون في دروبه فسادا.. أنتم مثل الخوارج والمارقة الذين خرجوا علي رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب ويجب محاربتكم. ممثل تيار المعارضة يقاطع في غضب: حكايتكم ايه بالضبط.. مرة تشبهون ممثلي حركة تمرد بإبليس الذي عصي ربه. وأخري تشبهوننا بالخوارج والمارقة.. كفاكم لعبا ومتاجرة بالدين.. لماذا تتعاملون مع كل من ينتقدكم وينتقد أداءكم علي أنه عدو وانه قد صبأ ويجب أن تدق عنقه بحد السيف.. اخترنا الديمقراطية طريقا للتعبير فاخترتم العنف والإرهاب وسيلة للرد.. حركة "تمرد" تقيس بالدليل والبرهان وبطاقات الهوية استطلاع الرأي العام علي أداء الرئيس.. سلوك ديمقراطي بحت انتهجناه بمنتهي الرقي فماذا كانت ردود أفعالكم؟ في البداية أعلنتم أن حركة "تجرد" سوف تبتلع كل الثعابين وستكون الحية التي ستلقف كل الحيات. قلنا مرحبا فالمنافسة في الديمقراطية لا تفسد للود قضية.. نجحنا حتي الآن في تجميع أكثر من 15 مليون توقيع لكنكم وعندما فشلتم في المنافسة. رحتم تحرقون مقرات تمرد وتعتدون علي ممثليها لأنها كشفتكم وبينت حجمكم الطبيعي علي أرض الواقع.. مع ذلك لم نستسلم وقلنا إن التحدي الحقيقي هو أن نقبض علي الجمر ونواصل مسيرة الديمقراطية فأعلنا منذ وقت طويل أنه في يوم 30 يونيه سنخرج لنقول بمنتهي السلمية والديمقراطية لا للرئيس مرسي.. لقد مر عام ولم تفعل شيئا.. الشعب يريد انتخابات مبكرة. فماذا فعلتم؟ لم تردوا علينا بشيء مقنع.. لم نر من يدعوننا ويدعو القوي الوطنية إلي حوار جاد يقول فيه هذه إنجازاتنا التي لا ترونها لقد فعلنا وفعلنا. ومع ذلك نحن علي استعداد بالحوار سويا وبالاتفاق مع الخبراء في كل ربوع مصر علي أن نرسم خريطة طريق وخطة عمل علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. علي العكس لم نجد عندكم ولو مرة واحدة أدني رغبة حقيقية في الاستماع. لأنكم آثرتم ألا تستمعوا إلا لأنفسكم. ولأنكم لا تملكون الحجة وليس عندكم شيء تبرهنون به علي الإنجاز كان ردكم أننا سننزل يوم 28 لكي نقول كلمتنا.. أي ان كل ما في جرابكم كلام* كلام وحجة من لم يستطع أن يرد بلسانه.. وآه من تلك المضغة التي ستجر علينا النواكب.. فالكلام سيجر كلاما. ثم يفضي إلي تشنج. والتشنج يؤدي إلي عراك. والعراك ينتهي باشتباك وصدام وتلك هي الطامة الكبري والتي ستتسبب في حريق البلد لأنكم فضلتم النبوت للحديث عن إنجازاتكم التي هي أوهن من بيت العنكبوت. ممثل التيار الإسلامي ساخرا: إذا لجأنا إلي النبوت فهذا منعا لخراب البيوت. فأنتم قد اتخذتم الخراب أسلوبا ونهجا وهدفا فأنتم فيروس البلاء والفتنة. وتستفزون الشعب بتصرفاتكم الهوجاء وأفعالكم غير المحسوبة.. تصوروا ماذا نحن فاعلون تجاه عباراتكم الفظة والمستفزة التي كتبتموها في استمارة تمرد لسحب الثقة من الدكتور مرسي.. ووصل الاستفزاز أقصاه أنكم في عالمكم الافتراضي تناقشون من الآن سيناريوهات ما بعد الرحيل وانتقال السلطة.. بالمنطق والعقل هل هذه دعاوي سلمية أم منتهي الفتنة والغوغائية؟! ممثل المعارضة في ثقة: قل هاتوا برهانكم.. نحن نتحداكم أن تردوا علي الكلمة بالكلمة والمنطق بالمنطق.. معنا أدواتنا الديمقراطية لكنكم تحشدون من الآن لاستنفار أعلي طاقاتكم القتالية. مع أن مؤسسة الرئاسة أعلنت موقفها من 30 يونيه مؤكدة أن حرية التعبير والتظاهر السلمي مكفولة لجميع المواطنين. وأنها ترحب بأي تعبير سلمي عن الآراء وعن احتياجات المواطنين.. فهل تقول مؤسسة الرئاسة شيئا وتفعلون شيئا آخر؟!.. باختصار: حرية التعبير والتظاهر السلمي عندكم "مكفولة أم مقفولة"؟! أتدخل قائلا: إذا كنتما تمثلان حقا المعارضة والموالاة فأبشرا الكارثة ها هنا وأشرت بالسبابة إلي رأس كل منهما. لأنها بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر في البلد.. في مثل تلك الأيام الصعبة نكون أحوج إلي حكماء. لذلك فالسؤال هو: كيف تتحقق المعادلة الصعبة لتكون العشر الأواخر مهرجانا حقيقيا للديمقراطية والسلمية.. هذا يرفع شعار تمرد ويعبر عن رأيه بمنتهي التحضر وذاك يرفع شعار تجرد ويضرب المثل في الامتثال للعبة الديمقراطية وتقبل الآخر.. لذلك أعيد عليكما السؤال من جديد: كيف ننزع الفتيل لكي لا يحدث الصدام وتمر العشر الأواخر من يونيه علي خير؟ ممثل المعارضة يلتقط الخيط: هم يقولون دائما قال الله وقال الرسول.. هذا كلام جميل نثني عليه. ونطالبهم بأن ينفذوا أقوالهم ويقرنوها بالأفعال.. وأفضل شيء لدرء المفاسد وجلب المنافع وتجنيب مصر شر الفتن. هو ما فعله الحسن بن علي مع معاوية من أجل اطفاء نار الفتنة وتفويت الفرصة علي مؤججيها والمتاجرين بها. حيث سلم الحسن إلي معاوية ولاية المسلمين حتي يكون الناس آمنين حيث كانوا من أرض الله شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم.. ثم قال الحسن في خطبته: "لقد بايعته ورأيت حقن الدماء خيراً من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم فرأس العقل معاشرة الناس بالجميل". يرد ممثل الموالاة في استخفاف: تتحدثون عن الحسن ومعاوية.. دون أن يكون عندكم معاوية واحد عنده الخبرة ولديه القدرة فجميعكم ظاهرة صوتية وتقتتلون جميعا علي الكرسي ومصر لا تهمكم علي الاطلاق بقدر ما يهمكم العرش وكل منكم يريد أن يثقب السفينة ويغرقها.. لذلك فالأمانة التي في أعماقنا لن نفرط فيها ولن نسلمها لفئة عابثة. للأسف مصر في خطر والحكمة غائبة. كنا نعتقد أن يخرج الحكماء من كل الأطراف ويتم الدعوة الجادة لحوار تتم فيه المكاشفة والمصارحة بكل العيوب والأخطاء التي شابت التجربة ليتم فتح صفحة جديدة بها عنوان رئيسي واحد: مصر.