شهر رمضان يخلو من الشيطان, شهر تصفد فيه كل الشياطين, ويقول الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن شهر رمضان مختلف عن سائر الشهور. ويقول النبي صلي الله عليه وسلم إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة, وأغلقت أبواب جهنم, وصفدت الشياطين, وفتحت أبواب الرحمة أخرجه مسلم بسنده, والشيطان: العصي الآبي الممتلئ شرا ومكرا, المتمادي في الطغيان الممتد إلي العصيان, وكل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان, والشيطان نوع من الجن فيه جنق وتعزم, واسمه من شطن أي بعد عن الخير, ومن الحبل الطويل كأنه لحال في الشر, ومقبل من شاط: إذ هلك واحترق, فقال الله عز وجل: وإذا زين لهم الشيطان أعمالهم... سورة الأنفال, وأيضا وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله سورة فصلت والأعراف, وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان, وإن الشيطان فلق من النار, وإنما تطفأ النار الماء, فإذا غضب أحدكم فليتوضأ سنن أبي داوود, ومن خصائص شهر رمضان تصفيد الشياطين أي حبسهم, وغل أعناقهم, فتفعله بهم الملائكة, فقد ورد أن جبريل عليه السلام- ينزل إلي الأرض في رمضان فيصفد مردة الشياطين, فيغلهم في الأغلال, لئلا يفسدوا علي الناس صيامهم, وأما ما يقع في رمضان من المعاصي من كثير من الفسقة من قتل وشرب خمر وغير ذلك, فإنه من النفس الأمارة بالسوء, لأن الأصل إن كيد الشيطان كان ضعيفا, إن النفس لأمارة بالسوء, ومفهوم صفدت الشياطين أي قيدت بالأصفاد وهي القيود, وفي رواية سلسلت الشياطين, والتقييد علي حقيقته, أو مجاز عن منعهم مما يريدون, والشياطين مسترقو السمع منهم, أو كل الشياطين, فلا تغوي أحدا ولا تؤذيه, وهو الظاهر إكراما لرمضان, والشياطين شرار الجن, فالمعني العام: لا تقدر علي أذية أحد في كل شهر رمضان, وكذا في لفظ الترمذي صفدت الشياطين ومردة الجن وقال البعض: المقصود من تصفيد الشياطين أي التي تتخيل للناس وتخيفهم وتؤذيهم في الصحراء وغيرها, ولا حرج علي فضل الله تعالي- أن يكون تصفيد الشياطين شاملا لشياطين الغواية وشياطين الإيذاء, وكل هذا من خصائص شهر رمضان الكريم. ويقول الدكتور عبدالوارث عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر, إن شهر رمضان, شهر تصفد فيه الشياطين, كما أخبر النبي- صلي الله عليه وسلم- عن ذلك, وتصفيدها من أعظم أسباب التغلب عليها والعافية منها ومن شرها, حيث ورد لفظ زس من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين, وورد كذلك لفظ صفدت وذلك في الحديث الذي أخرجه النسائي في سننه وصححه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قد جاءكم رمضان شهر مبارك, افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة, وتغلق فيه أبواب الجحيم, وتغل فيه الشياطين وفيه ليلة هي خير من ألف شهر, من حرم خيرها فقد حرم., كما ورد لفظ تسلسل وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي وصححه من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: هذا رمضان قد جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين, فإذا كانت الشياطين هي المتسلطة علي المسلمين بالمس والأذي والعذاب والألم والحرب والوسوسة والإفساد والتحريش والتفريق, سواء من دخل في الأجساد ولابسها أو من يوحي للإنسان, فإذا صفدت في هذا الشهر الكريم فهي فرصة كبيرة للتغلب علي الشياطين, والمقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره, وقد يشكل ما يكون لبعض الناس من مفارقة بعض المحرمات أو وسوسة أو صرع في رمضان مع أن الشياطين قد صفدت, أما ارتكاب بعض الناس لبعض المحرمات في رمضان فلا يعارض التصفيد فقد يأتي الإغواء من فسقة الجن أو الإنس مما لا يصفد.