محافظ أسيوط يحضر برنامج تدريب الأخصائيين على التعامل مع التنمر    142 مقعدا، الحصر العددي يكشف فوز القائمة الوطنية بقطاعي الصعيد وغرب الدلتا    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    نتائج أولية في انتخابات النواب بالمنيا.. الإعادة بين 6 مرشحين في مركز ملوي    12 نوفمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    12 نوفمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    كامل الوزير: مصر وجنوب أفريقيا قادرتان على إقامة مشروعات صناعية تكاملية تخدم التجارة البينية    خسائر عالمية جديدة.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 12-11-2025 وعيار 21 بالمصنعية بيعًا    وزير السياحة يعقد لقاءات إعلامية خلال زيارته للرياض    الزراعة تتابع عمليات صرف الأسمدة للموسم الشتوي بالمحافظات    دول ومنظمات تعزي تركيا بضحايا طائرة الشحن المنكوبة    أونتاريو الكندية تستضيف اجتماعا لوزراء خارجية الدول السبع    محافظ شمال سيناء: لن نتوقف عن إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة    شوبير يكشف موقف ديانج والشحات من التجديد للأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. موعد مباراة بيراميدز وريفرز يونايتد النيجيري بدور المجموعات    كأس العالم للناشئين - موعد مباراة مصر ضد سويسرا في دور ال32    موعد مباراة فرنسا وأوكرانيا في تصفيات كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة    كشف لغز حرائق قرية العقلة القبلية بكفر الشيخ.. المتهم «حدث» أشعل النيران في المنازل بسوء نية    نفاد جميع مواعيد حجز كايرو برو-ميت خلال 12 ساعة فقط من فتح التسجيل بمهرجان القاهرة السينمائي    «متحدث الوزراء»: الدولة لديها استراتيجية لتطوير المناطق السياحية    «الصحة العالمية» تعلن خلو مصر رسميًا من مرض «التراكوما» كمشكلة صحية عامة    عاشور يشهد احتفالية مرور خمس سنوات على تأسيس مركز مصري للأبحاث الطبية    وزير السياحة والآثار يعقد لقاءات إعلامية مع وسائل الإعلام السعودية والدولية خلال زيارته الرسمية للعاصمة السعودية الرياض    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    وزارة العمل تكشف نتائج حملات التفتيش على تطبيق قانون العمل الجديد في القاهرة والجيزة    بيزيرا: لم أقصد الإساءة لأحد.. وأعتذر عن الخطأ غير المقصود    الزمالك يكشف تطورات أزمة أرض النادي بأكتوبر    توجيه التربية المسرحية بشرق مدينة نصر يحصد المركز الأول في مسابقة إلقاء الشعر على مستوى القاهرة    العناية الإلهية تنقذ سكان عقار الجمرك المنهار بالإسكندرية.. صور    مباحث الجيزة تكتشف جريمة بشعة داخل شقة مهجورة فى بولاق الدكرور    «الداخلية» تقرر السماح ل 42 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    المستوطنون المتطرفون يشنون هجمات منسقة ضد الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية    لا يحدث إلا فى مصر    موقف ثابت وتاريخى    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 12 نوفمبر 2025    قصر العيني يحتفل بيوم السكر العالمي بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    الصحة: لقاح الأنفلونزا لا يسبب الإصابة بالعدوى وآمن تماما    "فاطمة رشدي.. سارة برنار الشرق" ندوة بدار الكتب اليوم    حمو بيكا يودع إسماعيل الليثي بكلمات مؤثرة: "يا وجع قلبي عليك يا أخويا"    مصر تعزى تركيا فى ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية    عباس: الإجراءات القانونية بشأن تسليم الفلسطيني هشام حرب لفرنسا في مراحلها النهائية    زعمت أن أحدهم حاز طائرة لاسلكية .. أحكام قاسية على 9 معتقلين في قضية "اللجان الإعلامية للإخوان"    حظك اليوم الأربعاء 12 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    رسميًا.. موعد امتحانات شهر نوفمبر 2025 لصفوف النقل الجديدة بعد تعطيلها بسبب انتخابات مجلس النواب    دعمًا لمرشحيه بمجلس النواب.. «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرًا جماهيريًا بدمياط    خالد سليم يشعل ليالي الكويت بحفل ضخم ويحتفل ب«ليلة مِ اللى هيّا» مع جمهوره    انطلاق الدورة الأولى من مهرجان «توت توت» لكتب الأطفال في ديسمبر المقبل بالمعهد الفرنسي    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    سبب استبعاد ناصر ماهر من منتخب حلمي طولان وحقيقة تدخل حسام حسن في إقصاء اللاعب    النيابة تطلب تحريات سقوط شخص من الطابق ال17 بميامي في الإسكندرية    حبس المتهم بالتسبب في وفاة والدته بعيار ناري أثناء لعبه بالسلاح بشبرا الخيمة    المستشار بنداري يشيد بتغطية إكسترا نيوز وإكسترا لايف ووعي الناخبين بانتخابات النواب    «ستأخذ الطريق الخاطئ».. ميدو يحذر حسام عبد المجيد من الانتقال ل الأهلي    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة30 يونيو في مرآة الرأي العام في الخارج... دراسة تحليلية ل100 ألف تعليق علي18 موقعا إخباريا أمر يكيا:لا شرعية مع الاضطهاد وسوء استخدام السلطة
نشر في الأهرام اليومي يوم 12 - 07 - 2013

ربما كان الرأي العام الأمريكي هو الأكثر نفاذا وتأثيرا بين كل الديمقراطيات الغربية.. لأنه يمثل خلاصة شعب اقترن اسمه بالزخم العرقي والديني والثقافي والسياسي والتنوع في مصادر الثراء الاقتصادي والمعرفي.. ثم انصهار ذلك جميعا في بوتقة واحدة تعكس رأي الأمة الأمريكية التي تعتز بإعلاء قيمة المواطنة في أروع تجلياتها.. مع الأخذ في الاعتبار أن الشعب الأمريكي اعتاد أو يولي الشأن الداخلي جل اهتمامه..
ولكن حين يتعلق الأمر بحدث عظيم مثل ثورة30 يونيو فنحن إزاء مشهد مختلف بالتأكيد.. يقف في خلفيته عوامل كثيرة داخليا وخارجيا وفي القلب منه كان لموقف إدارة أوباما رؤية مغايرة وصادمة في البداية علي الأقل لما أسماها العالم كله بأكبر ثورة في تاريخ البشرية.. إختل ميزان الرؤية لديهم هذه المرة ورجحت كفة الانحياز السافر للإخوان وتسمية هذه الثورة العظيمة ب الانقلاب الأمر الذي أفزع الكثيرين في مصر والعالم العربي.. فالموجة الثانية من ثورة25 يناير2011 خرج فيها الجميع لاعادة ثورة تسرق وحقوق تلسب وحرية يداس عليها, ويضعون نهاية لكابوس أنساهم طعم الفرحة وطعم الأكل وطعم النوم, وأعلن جيش مصر أنه مع شعب مصر فقام بعزل الدكتور مرسي وأوقف العمل بالدستور.
وفي هذه المرة كان هناك أكثر من أمريكتين:
الأولي أمريكا الحزب الجمهوري الذي يؤيد ما حدث ليصفي حساباته السياسية مع الإدارة الأمريكية الحالية.
الثانية أمريكا الحزب الديمقراطي الذي رفض ما حدث مستندا في خطابه المعلن إلي النصوص المؤسسة للديمقراطيات الغربية.
والثالثة أمريكا ز س ويري فيه نوعا جديدا من الديمقراطية الشعبية التي قد تختلف عن الديمقراطية التي تعرفها أمريكا والغرب لكنها في النهاية تحقق إرادة الشعب المصري ورغباته وهذا حسب هذا الفريق هو جوهر الديمقراطية.
والرابعة أمريكا الانعزالية التي تري أنه من الأفضل عدم تدخل الإدارة الأمريكية في الشئون الداخلية للدول الأخري وتوفير المليارات التي تصرف علي ذلك وتوجيهها لحل مشكلات أمريكا الداخلية من بطالة وتأمين صحي.
والخامسة أمريكا النفعية التي تري ما حدث في ضوء أضراره ومنافعه للمصالح الأمريكية متمثلة في أمرين أساسيين: البترول وقناة السويس.
والسادسة أمريكا العنصرية التي تري أن أي نظام حكم ديمقراطي لن ينفع في الدول العربية والإسلامية.
هذه المواقف وردود الأفعال المتباينة ظهرت واضحة بعد تحليل ما يقرب من مئة ألف من تعليقات الأمريكيين علي الأخبار المنشورة علي18 موقعا إخباريا أمريكيا عن إعلان الجيش المصري بعزل الرئيس وما ترتب عليه من إجراءات. وكان من بين هذه المواقع: شبكة ال سي إن إن, واشنطون بوست, هوفينجتون, إن بي سي نيوز, لوس أنجلوس تايمز, وولستريت جورنال,يو إس إيه توداي, واشنطون تايمز وغيرها. وهو ما نعرض له بالتفصيل الموقف من عزل مرسي ونسبة التعليقات فيما يلي:
الحزب الجمهوري المؤيد للثورة0.29
الحزب الديمقراطي الرافض لها0.28
الشعب الأمريكي في العموم0.24
أمريكا الإنعزالية0.09
أمريكا النفعية0.08
أمريكا العنصرية0.02
المواقف المختلفة من عزل مرسي
كما جاءت في تعليقات
رؤية الحزب الجمهوري ودعم أوباما للإخوان اشتملت التعليقات علي بعض النماذج منها:
أوباما يساند الإرهابيين في مصر الآن بعد فشل الإرهابيين الذين يساندهم في سوريا. فشل آخر في السياسة الخارجية لأوباما وإدارته يضاف إلي سلسلة فشلهم علي كل الجبهات الداخلية.
أوباما يتحدث عن القانون, أين كان هذا القانون في ليبيا عندما اغتيل السفير الأمريكي هناك؟! أين هذا القانون من سوريا وتسليح الإدارة الأمريكية للمعارضين لحكم الرئيس الشرعي هناك؟! أين هذا القانون من التجسس علي الأمريكيين؟!
لماذا لا نري في وسائل الإعلام الليبرالية غضب ملايين الشعب المصري واشمئزازهم من أوباما والسفيرة الأمريكية في القاهرة؟ ولماذا لانشاهد اللافتات التي يرفعها مصريون وتقول بأن أوباما يرعي الإرهاب ويسانده؟ ولماذا لا نري صورة السفيرة وهي تحت أقدام المصريين في ميدان التحرير؟ المصريون ينظرون إلي مرسي علي أنه لعبة في أيدي أوباما, وهذا أمر لا يعجبهم علي الإطلاق.
تصريحات أوباما وإدارته غير واضحة وغير حاسمة وتعكس خوفا واضحا من الإعلان صراحة وبلغة لا غموض فيها عن الفريق الذي ينحاز إليه.
إخوان هنا وإخوان هناك
أهنئ المصريين لنجاحهم في طرد الإخوان المسلمين من بيتهم الأبيض, أتمني أن يفعلوا نفس الشيء من الإخوان المسلمين الذين يحتلون بيتنا الأبيض.
ديكتاتور يساند ديكتاتورا
لا فرق بين ما كان يفعله مرسي في مصر وما يفعله أوباما هنا بكرهه لكل ما هو مسيحي, وبفتحه لحدودنا وبمحاولته المستمرة لتخريب دستورنا لاحتكار السلطة. وهذا ليس غريبا فقد كان أوباما هو من دعي علانية إلي الإطاحة بنظام صديق للولايات المتحدة( مبارك) ويضع مكانه جماعة الإخوان المسلمين الراديكالية عن طريق انتخابات مزورة.
الوجه الإنساني للرأي العام الأمريكي
لا ديمقراطية بلا تسامح
يبدو أن الجيش المصري قد حمي الشعب المصري من عدو داخلي. فالديمقراطية ليست شيئا إيجابيا إن لم يكن هناك تسامح مع معتقدات الأقليات وأن يكون الانتماء الديني فوق القوانين.
لا شرعية مع وعود كاذبة
أي حكومة منتخبة ديمقراطيا يمكن للشعب التخلص منها والإطاحة بها وبأي طريقة يرونها إذا كانت هذه الحكومة لم تقدم للشعب ما وعدت به وانتخبت من أجله. انشغل مرسي بتحقيق المكاسب له هو وجماعته أكثر من أي شيء آخر. وقد كان ذلك واضحا للشعب المصري فانتفض.
لا شرعية مع اضطهاد وسوء استخدام للسلطة
مرسي مرر الدستور بنسبة تصويت18% فقط لأن المعارضة رفضت التصويت عليه لأن هذا الدستور تم فرضه عليهم دون التشاور أو التفاوض معهم. مرسي يريد فرض قوانين الشريعة الإسلامية التي تجعل من المرأة مواطنة من الدرجة الثانية, وقد فتح ذلك الباب أمام الاضطهاد الديني لغير المسلمين, مع العلم أن مصر بها عدد غير قليل من الأقباط الذين كانوا أحسن حالا في ظل حكم مبارك. لقد أساء مرسي استخدام السلطة, وكان من المستحيل تقديمه للمحاكمة بتهمة التقصير أو إساءة استخدام السلطة, لأن الإخوان المسلمين يسيطرون علي البرلمان. الجيش تحرك فقط بعد أن خرجت الملايين الرافضة لمرسي إلي الشوارع, ومرسي كان يرفض رفضا قاطعا التفاوض مع معارضيه.
الإخوان ووهم التفوق الأخلاقي
أيديولوجية الإخوان التي تقوم علي أنهم أقوم خلقا من الآخرين, وانشغالهم المبالغ فيه بالدعاية لأنفسهم, جعلتهم يصدقون كذبتهم ب التفوق الأخلاقي علي الآخرين, واعتقدوا أن ذلك يبرر خداع بقية فئات الشعب, ويبرر استحواذهم المطلق علي السلطة السياسية التي ائتمنهم الشعب عليها, ويبرر سعيهم الدائم لإقامة نظام حكم طائفي خانق للحريات. وهذا هو الشعور الذي يحرك كل التنظيمات الأصولية, وهو الاعتقاد بأنهم الأفضل وبأنهم يستحقون الأفضل وأن علي الجميع أن يغفر لهم أخطاءهم مهما كانت, لأنهم أقدس منك, وعليك أن تخرس وتطيع لأنهم يعرفون أفضل منك ما فيه صالحك.
اضطهاد الأقباط والأقليات
لا يهمني من يحكم وكيف وصل إلي الحكم, ما أعرفه جيدا أن هناك آلاف الأقباط اضطروا أن يغادروا بلدهم خوفا علي حياتهم بعد أن جاء مرسي إلي الحكم ومعه تهديدات الأصوليين بقتل غير المسلمين. ومساندة أوباما لحكم أصولي متطرف لن يساعد في وقف التهديدات وإزالة المخاوف, فلتدع الشعب المصري يقرر ما يريد, ويحققه بالطريقة التي يريد وهو أن يعيش المصريون علي اختلاف معتقداتهم في حرية وأمان.
حتي لا تكون حربا أهلية
عندي سؤال: كيف يمكن أن نسمي ما حدث انقلابا وقد تم بمباركة مايزيد علي20 مليون مصري خرجوا إلي الشوارع بعد أن أدركوا أن ما يقوم به مرسي مؤشر واضح علي أنه لن يترك الحكم, وبعد أن رفض مرسي التفاوض. وسؤالي الآخر: ماذا يجب علي الجيش هنا في الولايات المتحدة- فعله حتي يجنب البلد الوقوع في حرب أهلية, إذا قام اليمين الدينيذ-: الجيش لوقف ذلك.
ليس رفضا للدين ولكن رفضا للتطرف
االمصريون لا يرفضون أن يلعب الدين دورا سياسيا, وكان ذلك واضحا مما رأيناه علي شاشة التليفزيون عندما كان السيسي يلقي بيانه وحوله شيخ الأزهر وهو أكبر مؤسسة إسلامية علي وجه الأرض, وبابا الكنيسة ممثلا للأقباط. المصريون فقط يرفضون الجماعات الأصولية ويخافون أن تقوم هذه الجماعات بإخراس كل الأصوات الدينية الأخري التي تخالفهم في فهمهم وتفسيرهم للدين.
انتخابات مشكوك في نزاهتها
إدعاء الإعلام الأمريكي بأن حكومة مرسي حكومة ديمقراطية جاءت عن طريق انتخابات حرة, إدعاء عبثي, بعدما رأينا كيف كان مرسي يتصرف كديكتاتور وليس كرئيس منتخب. هذه الانتخابات قاطعهتا فئات عريضة من الناخبين لشكوكهم القوية والمبررة في نزاهة الانتخابات في ظل الظروف التي كانت تمر بها مصر وقتها. الانتخابات آلية من آليات اختيار رئيس للدولة, وليس بالضرورة أن تكون أفضل الآليات. قبل أن تصف أي انتخابات بأنها حرة يجب أن تتوافر الظروف التي تضمن مشاركة الجميع. ما حدث هو أن قام الإخوان بسرقة الانتخابات, والانتخابات المسروقة ليست أمرا جديدا عرفتها ألمانيا علي يد النازيين وعرفها الاتحاد السوفيتي أيام الثورة البلشفية.
المصريون يعرفون أفضل
من يقولون بأن ما حدث كان انقلابا علي الديمقراطية وأن مرسي كان يؤيد الحكم الديمقراطي عليهم أن يراجعوا كل ما قام به في السنة التي حكم فيها, ساعتها ليس من الصعب أن يدركوا كيف كان ديكتاتوريا وكاذبا وفاسدا. قد لا يعرف معظم الأمريكيين الديكتاتور عندما يتكلم, لكن الشعب المصري عاني طويلا من الحكم الديكتاتوري ويعرف جيدا متي يتحول الحاكم إلي ديكتاتور.
لا شرعية مع اعتقال وحبس
اشعب مصر بمساعدة جيشه, أطاح برئيس منتخب ديمقراطيا بعد أن تجاوز سلطاته الممنوحة له بحكم انتخابه, لأن هذا الشعب لا يريد أن يقتل الأقباط, ولا يريد أن تتحول رموز مجده الفرعوني القديم إلي تراب, ولا يريد أن يكون الاعتقال والحبس هو الرد علي كل من ينتقد الرئيس, هذا الرئيس الذي فاق عدد من قام باعتقالهم في سنة واحدة عدد من قام مبارك باعتقالهم في30 عاما.
حفاظا علي كيان الدولة
ليس من حق كيري ولا غيره أن يملي علي دولة ذات سيادة كيف تسير أمورها, وألا تطيح ب لعبة أوباما من الحكم, بعد أن كان علي وشك تدمير السياحة في بلده أحد المصادر الأساسية للدخل القومي بصمته علي الإرهاب والقتل والاغتصاب. في ظروف مثل هذه, يصبح تدخل الجيش الطريقة الوحيدة للحفاظ علي كيان الدولة.
حتي لا تكون مصر إيرانا أخري
ما حدث في مصر كان بهدف الحفاظ علي حريات المصريين, بعد أن ظهرت رغبة الإخوان الطاغية في أن تكون مصر إيرانا أخري. وليس للإدارة الأمريكية الحق في أن تملي علي الشعب المصري ما يريد.
ديمقراطية المرة الواحدة
كان لزاما علي الشعب المصري أن يطيح بالإخوان المسلمين الآن فقد لا تأتيهم هذه الفرصة مرة ثانية, وعلي الشعب المصري ألا يقدم أية تنازلات نتيجة لأية ضغوط يقوم بها أوباما. المصريون يستحقون حكومة حرة تتسم بالشفافية والنزاهة, لا حكومة يقترحها حاكم طاغية وهو يصوب مسدسه صوب رءوسهم.
الجيش لا يريد الحكم
لا أعتقد أن الجيش يريد الحكم, ونحن نعرف ما حدث في الستة أشهر التي قضاها المجلس العسكري في الحكم. الجيش يريد أن يكون وسيطا فقط. إذا نفذ الجيش وعده بانتقال الحكم إلي قيادة مدنية فورا, فسوف يكون ذلك أمرا جيدا.ب
مرسي اختار أن يكون فرعونا
لو استمع مرسي لنصيحة الجيش بأنه من الضروري أن يخرج إلي الشعب وأن يتحدث إليه وأن يعمل معهم لصالح البلد, بدلا من أن يكون فرعونا, كان من الممكن أن يبقي في مكانه. إن أسوأ ما في الأمر أن يتصور الحاكم أنه فوق القانون والحساب وأنه السلطة الأعلي التي لا سلطة فوقها, عندها سوف يحفر قبورا للملايين من معارضيه.
أكاذيب البيت الأبيض وإعلامه
علي الإعلام الأمريكي أن يتوقف عن السير وراء البيت الأبيض وآلته الدعائية, وأن تري الحقيقة. مرسي لم يتم الإطاحة به عن طريق الجيش, ما حدث كان ثورة قام بها الشعب لصالح الشعب, وقبل أن يثور الشعب كان الجيش محايدا, لكنه أحس بخطورة ما يحدث وأن ذلك يستدعي تدخله لوقف العنف والقتل بعد أن أعلن الإخوان المسلمون أن من يعارضون مرسي أعداء لله وكفار, وبعد أن أصدر مرسي أوامره لقوات الأمن بإطلاق النار علي المتظاهرين, وقتل العشرات وجرح المئات.
حراك شعبي غير مسبوق
مرسي وجماعته بعد أن فازوا في الانتخابات خانوا كل وعودهم الانتخابية وفعلوا ما فعله النظام السابق من استحواذ علي السلطة وإقصاء للمعارضين. وعدهم ب ديمقراطية إسلامية, فجعل نفسه فوق الحساب والمساءلة. ما حدث هو أن توحد الشعب والجيش, الجيش الذي يخدم إرادة الشعب, وهو من أطاح بمرسي. وتسمية ما حدث انقلابا ينكر علي المصريين أملهم وحقهم في قيادة جديدة والذي عبروا عنه في حراك شعبي غير مسبوق ضم كل الفئات وكل الطوائف علي اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم.
احتكار للسلطة
ما حدث كان نتيجة لما رأته الفئات المعارضة لمرسي من مدافعين عن الدولة المدنية ومسلمين معتدلين وأقباط وقطاعات واسعة من المواطنين من احتكار للسلطة علي يد مرسي والجماعات الإسلامية المؤيدة له, واستحواذهم علي المناصب, وفرضهم لدستور أعطوا في كتابته كامل الحرية للجماعات المتطرفة لكي يضعوا فيه ما يشاءون, بلا ادني اعتبار للصالح العام.حكم مرسي لم يكن ديمقراطيا بأي حال من الأحوال, كان حكما دينيا ترعاه الإدارة الأمريكية, ولا يعرف غير احتكار السلطة ولا يعترف بتداولها
آلية العزل الشعبي
الولايات المتحدة لديها آلية ديمقراطية لعزل الرئيس من منصبه, لكن الدستور المصري الجديد الذي احتكر صياغته الإخوان المسلمون وغيرهم من الأحزاب والجماعات السياسية بليل وفي غرف مغلقة لا يسمح بآلية مماثلة, فقام المصريون بتنفيذ آليتهم الديمقراطية في العزل بالخروج إلي الشوارع بالملايين.ما تم ليس انقلابا بل سحب شعبي للثقة ومبررة تماما.
أمريكا الإنعزالية: الأمريكيون أولي بالمليارات
التعليق الثالث: مليارات ضاعت في الهواء
صرفنا مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب علي الإخوان المسلمين ولا نعرف أين اختف أو كيف تم التعامل معها. من المرجح أنهم أودعوها في حساباتهم البنكية, ولم يصل منها للشعب شيء.
أمريكا النفعية: فائدة مزدوجة
أطلق علي ما حدث ما تشاء من المصطلحات, ولتسمه الإدارة الأمريكية ما تشاء طبقا لحساباتها, بدلا من الندب والبكاء, يجب علينا أن نفرح بأن المصريين قاموا بحل مشكلة كبيرة لنا ولهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.