الحمد لله الذي أعاد إلينا مصر, تلك الأرض الطيبة التي ذكرها في قرآنه وسار عليها أنبياؤه وأتقياؤه في كل عصر. أحمده سبحانه وتعالي أن رد إلينا وجهها المشرق الوضاء كمنارة للحضارة تشع علي العالم دينا وثقافة وعلما وفنونا, بعدما أسقطها حكم الإخوان في هوة سحيقة بين الدول المتخلفة والغارقة في الفكر الظلامي! وها هو الشعب المصري يثبت أن عظمته وعراقته ليست كلام أغاني بعدما خرج ليزيل نظاما فاشيا فاشلا سرق ثورته, علي نحو أجبر القوة الكبري في العالم علي تغيير استراتيجيتها, وأذل سفيرة جهنم التي حولت بلدهاإلي دولة راعية للإرهاب في المنطقة! ولعل المخضرمين أمثالنا يذكرون( الميثاق) الذي صدر في مطلع الستينيات, ليكون شبيها أو قرينا للدستور, وهو ليس موضع بحثنا الآن, لكن واحدة من أهم عباراته تتردد في أذني منذ يوم30 يونيو, بصوت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وهو يقول: الشعب هو المعلم.. نعم ها هو الشعب المصري يعلم الدنيا ويذهل العالم بأكبر وأعظم تظاهرة سلمية لشعب في تاريخ البشرية, هي بكل المقاييس أفضل تخطيطا و أكثر تنظيمامن ثورة يناير التي افتقدت الرؤية المستقبلية وتعثرت في مستنقع الانتهازية السياسية, وإن كان لها بالطبع فضل الريادة والإلهام. ولو أن مرسي وجماعته لم يرتكبوا سوي خطأ واحدا وهو سوء قراءة وسوء تقدير هذا الرفض الشعبي الكاسح, لكفي ذلك دليلا علي عدم جدارتهم بالمشاركة في الحكم, ناهيك عن الانفراد به!! والأكثر مدعاة للسخرية وربما الإشفاق, ظنهم أن هذا الشعب يمكن تخويفه من خلال الإرهابيين المحليين الذين أطلق سراحهم بالعفو الرئاسي, أوالذين تم استدعاؤهم من وراء الحدود!! إن أمامنا أشواط من العمل الجاد لإعادة بناء ما تهدم من اقتصاد وأمن وزراعة وصناعة وسياحة.. ولاستعادة( مكانة) مصر بين أشقائها وفي قارتها والعالم, والتي( انهارت) تحت حكم الإخوان, ولابد من التزام خارطة المستقبل التي يتم التوافق عليها, لكي ننجح بإذن الله وعونه في إقامة الجمهورية الثالثة علي أفضل الأسس الدستورية وأقوي الدعائم الديمقراطية. وبمناسبة الديمقراطية و الشرعية أقول لصاحبنا مدرس المعادن إن علوم الإدارة تقرر بأن السلطة يمكن لصاحبها أن يفوضها لآخرين, يتعاقد معهم لكي يمارسوها باسمه وتحت اشرافه ورقابته ولكن المسئولية لاتفوض, أي يبقي لصاحب السلطة الأولي والأعلي( الشعب) أن يسحب هذا التفويض في أي وقت بمقتضي مسئوليته عن سلامة الوطن, وهنا لا يعتد بمدة التعاقد.. فهل يعقل مثلا أن يعين أصحاب السفينة ربانا بعقد لمدة4 سنوات ثم يتأكدوا بعد سنة أنه غير مؤهل للقيادة وأنه يعين أهله وعشيرته الذين يماثلونه جهلا, ضباطا عليها, وبالفعل تتوقف أكثر من نصف المحركات عن الدوران وتشرف السفينة علي الغرق, فيطالبوه بالتنحير حتي لا تغرق السفينة, لكنه يصر علي إكمال مدة التعاقد باسم الشرعية ويهدد أصحاب السفينة بالقتل إذا حاولوا استبعاده!! [email protected] لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم