بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم, هناك بعض الفتاوي المهمة التي لا تستغني عنها النساء, والتي تتعلق ببعض أحكام الصوم والحيض والنفاس, وغيرها من بعض الأحكام الشرعية, يجيب عنها فضيلة د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر. إذا ارتفع الدم عن الحائض أو النفساء قبل آذان الفجرولم تغتسل إلا بعد الآذان فما الحكم؟ يقول د. أحمد: قال تعالي في كتابه العزيز'ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين'. وقد أجمع أهل العلم علي أن المراد بالطهر هنا في الأصل هو ارتفاع الدم وحصول علامات الجفاف للموضع أو ظهور' القصة البيضاء'( وهي ماء كالحليب), وبناء عليه والأولي أن تجمع ما بين ذلك والاغتسال الشرعي. ولكن عند جمهور أهل السنة والجماعة لا بأس للحائض والجنب الإصباح بالجنابة أثناء الصيام والصوم صحيح. فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلي الله عليه وسلم يصبح في نهار رمضان وهو جنب, بمعني أن آذان الفجر كان يؤذن ولم يغتسل بعد, وهذا تشريع منه صلي الله عليه وسلم. وماذا لو فاجأ المرأة الحيض قبل الآذان بفترة قصيرة فهل يبطل صومها؟ قال تعالي في كتابه الكريم' كلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل', وقال أهل العلم: إن زمن الصيام الشرعي من أول آذان الفجر الصادق( في موعده) حتي تمام غروب الشمس, وبناء عليه فإن الإنسان إذا عرض عليه ما ينافي الصيام قبل آذان المغرب ولو بلحظة فسد الصيام. فإذا جاء المرأة دم الحيض أو النفاس قبل آذان المغرب فسد صيامها. تلجأ بعض النساء لأخذ بعض الأدوية لمنع نزول الدورة(الحيض) حتي لا تقضي فيما بعد ما فاتها في رمضان, فهل هذا جائز؟ أولا بادئ ذي بدء ننصح بذهاب المرأة المسلمة إلي الأطباء المتخصصين في النساء والتوليد فهم أدري بالمصلحة, فليس كل النساء يصلح معهن ذلك, فربما أن امرأة أخذت هذه الحبوب وما يماثلها من وسائل علاجية وترتب عليه مضاعفات خطيرة, قال تعالي'فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون'. والأصل في ذلك الإباحة, لما ورد أن نسوة علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم كن يتحملن بماء نبات إسمه الأذخر لتأخير دم الحيض في رمضان, وعلم النبي بذلك وسكت, فسكوته إقرار بذلك. هل يجوز للمرأة تذوق الطعام في الصيام للتعرف علي صلاحيته؟ تذوق الصائم رجلا أو امرأة للطعام بطرف اللسان لا بأس به بشرط طرح أثر ما تذوقه من طعام, وغير ذلك مكروه. يستخدم البعض بخاخات لعلاج بعض الأمراض التنفسية والصدرية, فهل تفسد الصيام؟ هذه البخاخات علي ما يبدو تحتوي علي غاز مضغوط يشبه بخار الماء في عملية الشهيق والزفير, وعليه فهذا لا بأس به لأنه ليس طعاما وشرابا فيجوز استخدامها ولا تبطل الصيام. وما هو الحكم الشرعي في استعمال قطرة العين والأذن في نهار رمضان؟ قطرة الأذن لا تفسد الصيام قولا واحدا, لأن الأذن ليست منفذا للجوف ولا يعتد بالأقوال التراثية القديمة. أما قطرة العين فكما أخبرنا الأطباء لو أن الإنسان وضع قطرات وضغط برفق في جانب العين من ناحية الأنف فعله هذا يسد القناة الدمعية وبالتالي لا تصل القطرات للحلق. ويري أئمة العلم كالظاهرية وابن تيمية بأن هذه القطرات وما أشبه لا تفسد الصيام, والواقع يقرر ذلك, لأن هذه القطرات لقلتها وضآلتها قد لا تجاوز الحلق لأن مناط الإفطار تجاوزها للحلق, فالمسافة من العين قد تجعل الأمرمستبعدا, وعليه فلا تفطر إن شاء الله. وهل وضع الكحل والكريمات والمساحيق علي وجه المرأة يفسد صيامها؟ كل الاستخدامات الظاهرية مثل الكحل والكريمات والحناء والمساحيق..إلي آخره, لا تأثير لها في الصيام, فالصوم صحيح, لأن الشرع أناط الإفساد للصيام بدخول طعام أو شراب من المنفذ الإلهي وهو الفم مع مجاوزة الحلق, وقضاء الشهوة في اليقظة بأي نوع.