في أجواء الإحتفال بثورة30 يونية وقبل ساعات من إستقبال شهر رمضان المبارك بدأت مظاهر الإستعداد بالعادة السنوية التي تعودت عليها العائلات الدمياطية جيلا بعد جيل وهي تناول وجبة البط في أول يوم من الشهر الكريم. وكأنها أصبحت لديهم من شعائر الشهر الكريم ففي المدن بدأت تمتليء الأسواق ومحلات الطيور بأصناف متعددة من البط أبرزها الشهرمان والبلدي والمسكوفي كما تقام الشوادر لعرض هذه الكميات الكبيرة من البط أما في القري فقد إعتاد الأهالي الإستعداد لرمضان بتربية البط قبل قدومه بعدة أشهر لإرسالها للأقارب والفتيات المتزوجات فيما يعرف( بموسم رمضان) بل إستغل أصحاب المحلات وصلة الدش المنزلي لعرض ما لديهم من أنواع البط أملا في جلب أكثر عدد من الزبائن, وبالرغم من إرتفاع أسعار البط حيث يصل كيلو البط إلي حوالي30 جنيها فإن جميع الأسر الدمياطية والتي يبلغ عددها حوالي360 ألف أسرة من مختلف الطبقات يحرصون علي شرائه وتناوله أول أيام الشهر الكريم, وبالرغم من قدوم شهر رمضان هذا العام في شهر يوليو مع إرتفاع درجة الحرارة وتناول البط قد يسبب بعض المتاعب الصحية وخاصة لكبار السن إلا أن هذه العادة المقدسة تهون أمامها كل المصاعب وكأن رمضان لا يصلح في دمياط بدون تناول البط في أول يوم ولا يغيب البط عن مائدة أي أسرة دمياطية أول يوم في رمضان إلا إذا حصل أحد منها فقط علي تحذيرات طبية شديدة من جراء تناوله, ومن ملحقات وجبة البط إعداد وجبات خاصة مرتبطة بشوربة البط الدسمة مع قطع من الرقاق محشوة بالزبيب وهو ما يعرف( بالأممة) وهذه( الأممة) لا توجد في أي مكان في العالم سوي في دمياط فقط, وتعاني أجهزة النظافة بالوحدات المحلية بالمحافظة من وجود مخلفات البط في صباح اليوم التالي وتضاعف جهودها لإزالتها حفاظا علي البيئة.