في أول تعليق رسمي لمسئول إسرائيلي علي الأحداث في مصر, صرح إسحاق اهرونوفيتش وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بأن بلاده تمتعت بعلاقات جيدة مع حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. وأشار اهرونوفيتش بأن مظاهرات30 يونيو وعزل مرسي بأنها شأن مصري داخلي, وما يهم إسرائيل هو أن تبقي مصر علي علاقات الصداقة معنا. ومن جانبه, قال أفيجدور ليبرمان رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكنيست ووزير الخارجية الإسرائيلي السابق إن استقرار مصر يخدم مصالح بلاده. لكنه أشار إلي أنه لايتعين علي إسرائيل أن تتسرع في إعلان موقفها بشأن الأوضاع في مصر. ولايري ليبرمان أي تهديد فوري لاتفاقية السلام المبرمة بين إسرائيل ومصر, قائلا إن ااتفاقية السلام ليست حاليا محور النقاش, ولكننا جميعا نتفهم ان مصر ليست فقط أي دولة ومازال من الممكن أن تحدث مفاجآت. واستطرد أن السبب الحقيقي للاحداث التي تشهدها مصر ليس الإسلام ولكن الأوضاع الاقتصادية للبلاد التي تزداد سوءا. وأشارت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إلي أن الاتصالات المباشرة بين الأجهزة الأمنية في مصر وإسرائيل مستمرة في التنسيق فيما بينها رغم سقوط النظام في مصر. وفي غضون ذلك, رأي محللون سياسيون أن حركة حماس تواجه تحديا كبيرا بعد عزل الرئيس محمد مرسي وسقوط حكم الإخوان بمصر الذي قد يكون له نتائج كارثية علي الحركة التي قد تضطر لاتخاذ مواقف أكثر مرونة تجاه علاقتها مع الإخوان والوضع القادم في مصر. وقال مخيمر أبو سعدة استاذ العلوم السياسية والتاريخ في جامعة الأزهر في غزة ان ما حصل في مصر له نتائج كارثية علي حماس لم تكن تتوقعها. وقال أبو سعدة الاسوأ لحماس هو أن عزل مرسي جاء بعد موجة تحريض في الاعلام المصري ضد حماس تحملها مسئولية المشاركة في الأحداث. ومن جانبه, أكد عدنان أبو عامر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة أن ما يجري في مصر شأن فلسطيني بامتياز وليس فقط شأن مصري بالنسبة للفلسطينيين لأنه يؤثر مباشرة علي الوضع الفلسطيني والقطاع. وتوقع علاقة فاترة وباردة بين حماس ومصر, مشيرا إلي أن العلاقة مع مصر علاقة جوار إجبارية. وتوقع المحللون مشاكل اقتصادية في غزة بسبب إغلاق معبر رفح والأنفاق إلي أجل غير مسمي, ما سيؤدي الي ازمة اقتصادية خانقة في القطاع. كما توقعوا أن تواجه حماس شحا في الدعم المالي ونقصا بالمواد والامدادات بأشكالها وعزلة سياسية.وفي غضون ذلك, قال مصدر مطلع في القاهرة إن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسي ابو مرزوق غادر مع فريقه القاهرة التي يقيم فيها مؤقتا الأسبوع الماضي. وفي واشنطن, اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه بعد الإطاحة بمرسي فإن إسرائيل تتطلع لعلاقات قوية يعتمد عليها مع مصر وإضعاف لحماس. ونقلت الصحيفة عن شاؤول تشاي النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قوله إن ما يهم إسرائيل هو استقرار مصر, معربا عن اعتقاده أن الإخوان المسلمين لن يتنازلوا بسهولة عن الحكم ولن ينتظروا08 عاما أخري للوصول إليه, مشيرا إلي أن القصة لم تنته بعد بالرغم من احتفالات القاهرة بعزل مرسي. وأشارت الصحيفة إلي أن المسئولين الإسرائيليين يواصلون الصمت الدبلوماسي منذ عزل مرسي ويرفضون التعليق علي ما اعتبروه شأنا مصريا داخليا. ونقلت عن مسئول إسرائيلي قوله أن تل أبيب تراقب الوضع عن كثب. ومن جانبه, قال زافي مازيل السفير الإسرائيلي السابق في مصر إنه من الجيد أن الإخوان المسلمين قد ذهبوا لأنهم لو استمروا في الحكم لكانت مصر قد تحولت إلي إيران بعد أن يسيطروا علي الجيش وكل مؤسسات الدولة.