نعم سقطت الإرادة الأمريكية أمام رغبة المصريين ودهستها أقدامهم التي جابت الشوارع والميادين يوم30 يونيو الماضي, وسقطت أيضا أحلام آن باترسون التي لعبت دورا في تزوير الحقائق. وبعثت برسائل مضللة عما يدور في الشارع المصري بل وتجرأت وأدلت بتصريحات إعلامية لدعم الإخوان والرئيس المعزول, في تحد سافر لإرادة المصريين. وسقوط إرادة الولاياتالمتحدة بهذا الشكل المصري المذهل غير المسبوق يعني فشل المشروع الأمريكي في المنطقة بكاملها من تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وإدارة تفتيت اجتماعي وطائفي ومذهبي يقود إلي تفتيت سياسي وجغرافي تقوم من خلاله بتكوين محور إسلام سني في مواجهة المحور الشيعي وإذكاء روح الخلاف الديني بينهما بما يقودهما إلي الدخول في مواجهات تعفي امريكا وإسرائيل من حل المشكلة المستعصية لهما مع طهران ونظام الحكم القائم في ايران, هذه هي مصلحة أمريكا التي استقوي بها الإخوان وواجهوا بها مصر بأكملها شعبا وطوائف ومؤسسات. ولكن تسقط ورقة التوت ويبعث الكونجرس الأمريكي برسالة لوم للبيت الأبيض بسبب السياسة الضبابية التي انتهجتها الإدارة الأمريكية مع الثورة المصرية. وطالب الكونجرس الرئيس اوباما بسرعة الإعلان عن انحيازه لاختيارات المصريين ووصف عزل الرئيس مرسي بأنه ثورة الشعب المصري وليس انقلابا عسكريا. هذا هو الكونجرس الذي لم يتصد لما تقدم به النائب فرانك وولف في مذكرة قانونية يطالب فيها بالتحقيق مع أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون في المستندات المنسوبة اليهما من جهات امنية امريكية تفيد دعمهما لجماعة الإخوان المسلمين بحوالي50 مليون دولار في الانتخابات الرئاسية المصرية في جولة الاعادة لصالح محمد مرسي مرشح الإخوان. ولكن هذا هو الجيش المصري الذي سطر في صفحات التاريخ الحديث صفحة جديدة مضيئة تضاف إلي رصيده الزاخر في تاريخ مصر يؤكد نبل القصد والتفكير والسلوك غير عابئ بالسياسة الأمريكية المائعة التي صنعوا منها في انظمة متعاقبة اصناما ويؤسس لحائط صد قوي يحقق اشباعا امنيا في قلوب المصريين. لمزيد من مقالات خالد الاصمعي