في دراسة مصرية:خريطة ذهنية لتنمية مهارات تفكير الأطفال

توصلت دراسة علمية إلي تصميم واستخدام برنامج يعتمد علي الخريطة الذهنية كمدخل لتنمية بعض مهارات التفكير لدي الأطفال في المرحلة العمرية من10 إلي12 سنة. وكذلك للتعرف علي اتجاهات التلاميذ الايجابية نحو الخريطة الذهنية باعتبارها إستراتيجية جديدة للتفكير.
فالتفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لاغني عنه للإنسان في حياته اليومية مثل التنفس. والتعلم الفعال حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضي نظرا للتحديات المعقدة التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي جعلت من التعليم لا يعتمد فقط علي الكم المعرفي بقدر ما يعتمد علي كيفية استخدام المعرفة وتطبيقها. فإدارة تعلم الطفل لم تعد إدارة ذهنه السلبي انما إدارة تفكيره وزيادة مرونته وتدريبه علي قيادة متغيرات بيئية وزيادة كفاءته في التحكم في خرائط ذهنه مما يزيد من قدرته وسيطرته علي استراتيجيات تفكيره.
هذا ما أوضحته الباحثة أمينة راغب بقسم تربية الطفل بكلية البنات جامعة عين شمس, مشيرة إلي أن الطرق المستخدمة في التدريس تساعد التلاميذ علي اكتساب إستراتيجية للتفكير ومعالجة المعلومات معظمها يعتمد علي استراتيجيات الجانب الأيسر من المخ, المتمثلة في الحفظ والتكرار. وأكدت أنه يمكن تقديم إستراتيجية لتحسين مستوي الجانب الأيمن الذي يشمل المنطق والتحليل ومن خلال دمج كلا الجانبين مع المخ يمكن تطوير عمليات التفكير بالكامل.
ومن هذه الاستراتيجيات الخريطة الذهنية لتوني بوزان وهي تقنية رسومية لتمثيل الأفكار باستخدام الكلمات والصور والألوان وبذلك تزيد من جودة التفكير ومن فاعلية الاحتفاظ والاستدعاء ايضا, كما تسمح الخريطة الذهنية للمتعلمين بالحصول علي كم كبير من المعلومات, ورؤية أفكارهم في صورة كلية, ورؤية الارتباطات, والعلاقات بين الأفكار, وتجنب التفكير الخاطئ, كما تشجع التلاميذ علي التفكير الابتكاري والناقد والتحليلي و الحل الإبداعي للمشكلات.
ويمكن للمعلم إتباع الخطوات التالية في رسم وبناء الخريطة الذهنية مع الطفل وتبدأ بتحديد الموضوع المراد رسم خريطة ذهنية له. ثم تحديد الفكرة المحورية لهذا الموضوع ثم وضع ورقة بيضاء في وضع أفقي( يعطي حرية للعقل لإنتاج الفكر), والخطوة الثانية تطالب بتخيل صورة أو شكل أو رمز للفكرة المحورية مع مراعاة استخدام الصور أو الرسوم والأشكال والرموز علي أن تكون مجسمة ومضحكة ومعبرة وباستخدام الألوان ثلاثة منها في الصورة المركزية فهي تساعد علي الانتباه والإبداع وتثير الذاكرة.
بعد ذلك يتم تحديد الأفكار الأساسية التي ترتبط بشدة بالفكرة المحورية وتوصيلها بها عن طريق أفرع تتخذ شكل المنحني, وذلك مع استخدام الكلمات المفتاحية كلمة واحد كلما أمكن لكل من الأفكار المحورية والأساسية بأحجام وأبعاد مختلفة( الموضوع المركزي يكون حجمه أكبر من الموضوعات الأساسية). ثم تأتي خطوة تأمل الأفكار الرئيسية التي تم تدوينها علي الأفرع الرئيسية ومحاولة توليد وإنتاج المزيد من الأفكار لكل منها وهكذا ويمكن استخدام الأسهم لتوضيح العلاقات بين الأفكار مثل السهم أحادي الواجهة, وثنائي التوجيه. مع مراعاة وضع أفرع فارغة إذا أصاب الطفل عقبة في التفكير فسوف تتحدي العقل لإكمال الناقص وإنتاج العديد من الأفكار. نكتب كل الأفكار التي ترد إلي العقل وعدم الحكم عليها أحكام سلبية( فاشلة أو غير مرتبطة بالموضوع) ولا تخشي من الترتيب أو التنظيم. سوف يتم التعديل وإعادة الترتيب مرة أخري ثم وضع اطار حول الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية التي تندرج تحتها علي أي شكل( دائرة, بيضاوي) للمحافظة عل تنسيق الخريطة وترتيبها. ويتم استخدام الأرقام والنقاط وغيرها لترتيب وتصنيف الأفكار. واستخدام الخيال والألوان والصور والكلمات المفتاحية والرموز لتصنيف أسلوبنا وابتكارنا الخاص للخريطة الذهنية.
تم تصميم البرنامج بمشاركة الدكتور سعد عبد الرحمن أستاذ علم النفس الاجتماعي والدكتورة سماح زهران أستاذ علم النفس الاجتماعي المساعد بقسم تربية الطفل بكلية البنات جامعة عين شمس.